خبر خبراء ومحللون لـ« فلسطين اليوم »: جولات الحوار المتكررة دليلٌ على الفشل الذي لا يريد أحد تحمل مسؤولية إعلانه

الساعة 01:53 م|29 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

أجمع خبراء ومحللون للشأن السياسي الفلسطيني، على أن الجولات المتكررة للحوار الوطني دون التوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام القائمة، دليلٌ على الفشل الذي لا يريد أحدٌ تحمل مسؤولية إعلانه.

 

فقد أكد الدكتور إبراهيم أبراش، وزير الثقافة المستقيل من حكومة سلام فياض والأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، أن حركتي "فتح" و"حماس" وكذلك الراعي المصري لا يريدون الإعلان عن الفشل الذي يتأتى من تكرار جولات الحوار.

 

وبيّن الدكتور أبراش في حديثٍ خاص لـ"فلسطين اليوم" أن هنالك تفاهمات خطيرة تحدث بين حركتي "فتح" و"حماس" لإدارة وتنظيم حالة الانقسام، مشيراً إلى أن ما يجري هو محاصصة على تقسيم ما هو متاح من الوطن بين الفصيلين الكبيرين.

 

وأضاف:" اعتقد أن ما يجري سيطول، كما وأن العامل الإسرائيلي سيعزز حالة الانقسام القائمة"، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني مقبلٌ على مراحل أصعب ستعزز من حالة الظلامية التي دخل إليها منذ الانقسام.

 

وأوضح وزير الثقافة المستقيل من حكومة فياض برام الله، أنه وبمجرد انتهاء ولاية المجلس التشريعي في الخامس والعشرين من يناير المقبل، لن يصبح هنالك لا رئيس ولا حكومة ولا مجلس تشريعي شرعي، وبالتالي فإن كلاً من هذه السلطات ستضفي شرعية على نفسها تحت شعار "الأمر الواقع" الأمر الذي سيستغله الإسرائيليون.

 

ولفت أبراش إلى أن إسرائيل تهدف بشكلٍ أساسي إلى الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الضفة الغربية تمهيداً للانسحاب أحادي الجانب مما تبقى على غرار ما جرى في غزة، قائلاً:" كل ما جرى في غزة كان لإبعاد الأنظار عما يجري في الضفة والقدس، وبالتالي فإن إسرائيل ستحاول دائماً أن تبقي الأنظار مشدودة على غزة من خلال تصعيد الحصار والعمليات العدوانية التي يمكن أن تأخذ أشكالاً مختلفة ...".

 

من جانبه، توافق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، مع الدكتور أبراش في وجهة نظره، حيث قال:" الجولات المتكررة للحوار دليلٌ على الفشل"، مستشهداً على ذلك باستمرار الجلسة الأخيرة للحوار بين "فتح" و"حماس" لساعات طويلة وخروج الجانبين بلا تفاهمات معلنة.

 

وشدد الصواف لـ"فلسطين اليوم" على وصف هذه الجولات بأنها "صورة تجميلية" تهدف لأن يكون هنالك تغيير أو تبديل في مواقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يصر على الارتهان لشروط الرباعية الدولية و إسرائيل فيما يتعلق بإشراك "حماس" لاسيما في حكومة الوفاق الفلسطيني المقبلة.

 

ورأى الصواف – الذي يترأس تحرير صحيفة "فلسطين" اليومية، المقربة من حركة "حماس" – أن "حماس" وإن وافقت على "الالتزام" ببرنامج الحكومة الفلسطينية المقبلة، فإن ذلك لن يكون حلاً للمشكلة كما يصور البعض، وإنما هم يريدون اعترافاً كريستالياً بإسرائيل، كما قال ذلك أحمد قريع، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وما أكده السيد محمود عباس في خطابه الأخير.

 

من ناحيته، رأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي هاني المصري، مدير مركز البدائل للأبحاث والإعلام برام الله، أن الحوار الوطني الفلسطيني بحالة انتظار للتطورات الإقليمية والدولية وخاصةً فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية إزاء حكومة نتانياهو و إيران.

 

وقال المصري لـ"فلسطين اليوم":" كل طرف سيتحفظ بالأوراق لديه حتى لا يلقي بها قبل أن يعرف موقعه في الخارطة الجديدة التي ستتشكل في المنطقة".

 

ولفت هذا المحلل النظر إلى أن هنالك مرحلة حرجة ستعصف بالمشهد الفلسطيني، مضيفاً:" ننتظر إنضاج الأمور بحيث يؤمن كل طرف من طرفي الانقسام بالشراكة، ويجب العمل من أجل الاتفاق على برنامج قادر على توحيد الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق الأهداف الوطنية".

 

وفي معرض رده عما إذا كانت هنالك ضغوط صهيو- أمريكية تعيق التوصل لاتفاق ينهي حقبة الانقسام القائمة على الساحة الفلسطينية، قال المصري:" الموقف الأمريكي والإسرائيلي يلعب دوراً كبيراً، لكن لا يجب التجاوب معه (...) يجب تحديد برنامج على أساس المصالح الفلسطينية يتم التحلي فيه بالمرونة ولكن ليس على حساب الأهداف والحقوق".