خبر محلل بريطاني: نتنياهو في طريقه للتصادم مع اوباما إذا لم يجد ما يقوله إلا كلمة « لا »

الساعة 01:20 م|29 ابريل 2009

محلل بريطاني: نتنياهو في طريقه للتصادم مع اوباما إذا لم يجد ما يقوله إلا كلمة "لا"

فلسطين اليوم – وكالات

 نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مقالا تحليليا لمحررها في شؤون السياسة الخارجية سايمون تيسدال بدأه بالتركيز على ان الولايات المتحدة واسرائيل دولتان صديقتان منذ زمن.

 

لكنه يقول ايضا ان لقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن الشهر القادم مع حليفه المقرب العنيد (رئيس وزراء اسرائيل) اليميني بنيامين نتنياهو قد يحمل بشائر مختلفة. ذلك انه ما لم يعدل احدهما مواقفه سريعا، فان اصوات الصدام المتوقع ستتردد بقوة في انحاء الشرق الاوسط.

 

ولم تظهر الا نادرا الخلافات العلنية حول القضايا الرئيسة منذ ان وقفت واشنطن بكل ثقلها خلف اسرائيل في اواسط الستينات. فخلال فترة حكم جورج بوش بدا احيانا ان السياسة الاميركية بشأن الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي تعمل بتوجيه كامل مباشر من قبل رئيس الوزراء السابق أرييل شارون.

 

ولم يحصل منذ صدام 1991 خلال فترة حكم بوش الاب مع رئيس الـ"ليكود" السابق اسحاق شامير حول توسيع الاستيطان الاسرائيلي ومعارضة اسرائيل لعقد مؤتمر سلام ان كان هناك خلاف في الاسلوب. وقد يتبين ان جسر هذه الهوة انما يمثل اشد مواجهات اوباما في السياسة الخارجية.

 

وقد اظهر نتنياهو، مدعوما بوزير خارجيته المتشدد أفيغدور ليبرمان، موقفه بوضوح صارخ في لقائه مع الموفد الاميركي جورج ميتشل في القدس في وقت سابق من هذا الشهر. وقال نتنياهو ان اسرائيل لن تستأنف محادثات السلام ما لم يتم الاعتراف مسبقا بالشروط التي رُفضت، مثل اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية.

 

واعاد رئيس الوزراء الاسرائيلي التأكيد على اعتراضه على حل الدولتين التي تقوم عليها سياسة اوباما لاحلال السلام (كما تقوم عليها قرارات الامم المتحدة والجامعة العربية) واشار الى انه قد يسمح للفلسطينيين عوضا عن ذلك ان تكون لهم سلطة الحكم في نصف الضفة الغربية تحت اشراف اسرائيلي. كما انه دافع عن الاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية وقال انه لن يكون هناك اي انسحاب من مرتفعات الجولان وهو ما تطالب به سوريا.

 

من جانبه قال ليبرمان لميتشل ان 15 عاما من محادثات السلام مع الفلسطينيين "لم تؤت اي نتائج او حلول".وعلى الولايات المتحدة ان تركز بدلا من ذلك على منع ايران من الحصول على سلاح نووي لتحقيق استقرار حقيقي في المنطقة.

 

غير ان اوباما لن يأخذ "رفض" نتنياهو المتكرر باعتباره ردا كافيا. ويقول بعض المحللين ان الزعيم الاسرائيلي انما يتخذ الموقف المتشدد في البدء. بينما يعتقد اخرون ان الكثير من الدول العربية توافق معه بان على ان مشكلة الشرق الاوسط الاكثر الحاحا هي ايران وليس فلسطين.

 

غير أن الدرجة التي يبدو ان نتنياهو يسير فيها عن عمد في مواجهة العوارض الرئيسة في السياسة الاميركية – كالحوار مع طهران ودمشق والتحرك بصفة نهائية نحو تسوية فلسطينية – تتسبب في قلق واشنطن. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد المحت الى انه اذا كان نتنياهو يبحث عن مجابهة فسوف يحصل عليها.

 

وقالت "لكي تحصل اسرائيل على الدعم القوي فان عليها ان تنظر الى ما يقابله في موضوع ايران، اذ لا يمكنها ان تنأى بنفسها دوما فيما يتعلق بالفلسطينيين وجهود السلام. فكلا الامرين يسيران جنبا الى جنب". واشارت الى نقطة حساسة وقالت ان من المحتمل ان تقوم الولايات المتحدة بتمويل حكومة وحدة فلسطينية مستقبلية تضم في عضويتها افرادا ينتمون الى "حماس"، مثلما تفعل مع "حزب الله" في لبنان.

 

وهناك ما يشير الى ان اوباما يؤيد هذه السياسة ايضا. ذك انه بعد ان وجه الدعوة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك للقائه الشهر القادم في واشنطن، فانه يبدو انه قد دفع كرسي الزعيم الاسرائيلي من تحته قبل حتى قبل ان يجلس معه.

 

وقال اوباما "اؤيد بقوة حل الدولتين. وقد اوضحت موقفي علنا، وسافعل ذلك مرة اخرى في جلسات خاصة. واعتقد ان هناك الكثير من الاسرائيليين الذين يؤمنون ايضا بحل الدولتين. ولا يمكننا ان نظل نتحاور الى ما لا نهاية. ولا بد من اتخاذ خطوات في احدى المراحل ليشاهد الناس تقدما على الارض. وهو ما نتوقعه في الاشهر المقبلة".

 

وتقول الصحيفة البريطانية ان "الهاجس" بالنسبة لاوباما هو ان تقوم اسرائيل في غمرة خلافها مع اشنطن وخشيتها من التهديد على وجودها بهجوم احادي على منشآت ايران النووية، تنفيذا لما هدد به زعماؤها. وبالتالي، فان رد الفعل الشديد من ايران والعالم الاسلامي ضد اسرائيل لن يترك امام اوباما اي خيار إلا ان يقف من دون شروط الى جانب نتنياهو. وعندها ستذرو الرياح "دبلوماسيته للتغيير"، وتتلاشى اماله لسلام واسع في لشرق الاوسط.