هذا ما على بيروت فعله وبسرعة..

محلل لبناني لـ"فلسطين اليوم": التنقيب "الإسرائيلي" في حقل "كاريش" المتنازع عليه لفرض أمر واقع على لبنان

الساعة 04:18 م|07 يونيو 2022

فلسطين اليوم

تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوسائل التوائية استفزاز لبنان في سرقة الغاز الطبيعي وثروات الأرض بالمياه الإقليمية اللبنانية، إذ صعدت "تل ابيب" حالة التوتر في الأيام الأخيرة بعد أن حاولت سفينة "إسرائيلية" التوغل في حقل "كاريش" المتنازع عليه بينهما، ما دفع الرئيس اللبناني ميشال عون للرد على هذا الاختراق، ووصفه بأنه عمل "استفزازي وعدائي".

هذه المحاولات الإسرائيلية، جاءت في محاولة من الاحتلال للضغط على بيروت في جلبها لطاولة المفاوضات وأخذ ما يريد بدون مساومات، وفق آراء مراقبين لبنانيين، فيما حذرت أصوات لبنانية تتقدمها المقاومة من تلك المحاولات التي يستوجب الرد عليها، حمايةً ودفاعًا عن الحق اللبناني.

فرض أمر واقع

المحلل السياسي اللبناني، حسان عليان، يعتقد محاولة اقتراب سفينة "إسرائيلية" من الحدود الإقليمية اللبنانية في البحر المتوسط للتنقيب عن الغاز الطبيعي، يأتي لفرض أمر واقع بهدف جلب اللبنانيين إلى طاولة المفاوضات وأخذ ما يريد بدون مساومات، وهو ما ترفضه لبنان ومقاومتها جملة وتفصيلاً.

وقال عليان، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن "العدو الإسرائيلي يسعى منذ فترة لابتزاز واستفزاز لبنان من أجل التوصل إلى حد ما يرضيه وهو ما قام به المفاوض الأمريكي أموس هوكشتاين مسبقًا في جلب خريطة متعرجة يكون فيها كميات أكبر من الغاز والنفط لصالح إسرائيل".

وشرح أن التمديدات الإسرائيلية في البحر وصلت إلى منطقة 29 وباتت على بعد 5 كيلو مترات من الخط 23، هي قادرة على سرقة الثروات من باطن الأرض بدون أن تكون السفينة مباشرة فوق النقطة المتنازع عليها وهذه أساليب التوائية ينتهجها الاحتلال للوصول لغايته.

وأضاف المحلل، أن الأيام المقبلة ذاهبة إلى مرحلة خطيرة وستشهد تحولات كبيرة قد تهدد أمن المنطقة بالكامل، حال لم يكن استجابة من المجتمع الدولي والمفاوض الأمريكي للوقوف على ما يجري في المياه الإقليمية اللبنانية.

وكانت المقاومة في لبنان، قد حذرت في تصريحات وبيانات منفصلة، الاحتلال الإسرائيلي مرات عديدة بأنها ستكون جاهزة للرد على أي اعتداء أو خروقات إسرائيلية في المياه الإقليمية اللبنانية في البحر المتوسط ومحاولة سرق ثروات الأرض.

وبشأن التوقيت، أوضح عليان: إن المسألة لها علاقة بالتطورات في المنطقة فالعدو الإسرائيلي خرج من مناورات عسكرية "عربة النار" قبل أيام التي أراد منها جر المنطقة إلى حرب نتيجة الظروف السياسية والأزمات الداخلية التي تواجهها حكومة نفتالي بينت مع المعارضة.

وبيّن عليان، أن بيروت قادرة على أن توقف انتهاكات العدو في المبادرة بجلب شركات عالمية في البحث والتنقيب في نفس المنطقة المتنازع عليها، مشيرًا إلى أنها تمتلك أوراق قوية تتقدمها تهديدات المقاومة في الدفاع عن حقوقها من السرقة.

وبخصوص الإجراءات المطلوبة لحماية الغاز والنفط اللبناني، فقد أوضح، أن المطلوب من لبنان الذهاب في إرسال رسالة عاجلة إلى الأمم المتحدة لتعديل مرسوم 6433 الذي كان معمول به عام 2022 على نقطة 23 قبل فوات الآوان، وأن تكون هناك وحدة متراصة على المستوى الرسمي اللبناني في سبيل حماية الثروات.

ويرى المحلل، بأن الطلب اللبناني قاصر على أن يواكب خطورة المرحلة والمفترض أن تكون الدولة جاهزة في الدفاع عن ثروتها في البحر من الأعداء.

ولفت إلى أن العدو يريد الآن أن يكون البديل عن الغاز الروسي الذي يواجه عقوبات عدة في التصدير لأوروبا.

وكانت الرئاسة اللبنانية قد نقلت الاحد، على منصة تويتر، عن الرئيس اللبناني ميشال عون قوله: أن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية لا تزال مستمرة".

وبحث الرئيس عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دخول السفينة "إنرجيان باور" إلى المنطقة البحرية المتنازع عليها مع "إسرائيل".

وطلب عون، من الجيش اللبناني تزويده بالمعطيات الدقيقة والرسمية حول الأمر، وفق ما أوردته الرئاسة اللبنانية.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية قد لبنان أودعت الأمم المتحدة قبل أسابيع، رسالة تؤكد فيها تمسكها بحقوقها وثروتها البحرية، وأن حقل “كاريش” يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها، وجرى تعميمها في حينه على كل أعضاء مجلس الأمن كوثيقة من وثائق المجلس تحت الرقم S/2022/84 بتاريخ 2 شباط 2022 وتم نشرها بحسب الأصول.

كما وطلب لبنان، في رسالته من مجلس الأمن عدم قيام الاحتلال الإسرائيلي بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها، تجنبا لخطوات قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

كما أكدت الرسالة، أن لبنان ما زال يعول على نجاح مساعي الوساطة التي يقوم بها الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين للتوصل إلى حل تفاوضي لمسألة الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة.

كلمات دلالية