خبر غزة يحميها الحصار والضفة تخشى خنازير الاحتلال !

الساعة 05:49 ص|29 ابريل 2009

غزة يحميها الحصار والضفة تخشى خنازير الاحتلال !

 

فلسطين اليوم – غزة

 أعلنت وزارتا الصحة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة خلو الأراضي الفلسطينية من أي إصابة بمرض إنفلونزا الخنازير.

 

لكن بينما يتخوف أهالي الضفة من انتقال الفيروس إلى مناطقهم؛ جراء انتشار الخنازير البرية التي يطلقها المستوطنون اليهود في المستوطنات المحاذية لقرى الضفة، فإن الحصار الإسرائيلي وخلو غزة من مزارع الخنازير يوفران لأهالي القطاع درجة حماية أكبر من الفيروس القاتل.

 

فقد حذر الطبيب عصام شاور في الضفة من احتمالية انتقال المرض إلى الضفة عبر هذه الخنازير، مشيرا إلى أن هناك الكثير من قطعان الخنازير أطلقتها قوات الاحتلال في مناطق السلطة الفلسطينية، وخاصة شمال الضفة، لحماية مستوطنة "أرئيل" وإرهاب المزارعين الفلسطينيين، وتدمير محاصيلهم.

 

ودعا إلى دراسة الأمر بجدية، خاصة مع إعلان إسرائيل عن اكتشاف حالتي إصابة بإنفلونزا الخنازير.

 

طالع أيضا:

طوارئ بالخليج العربي لصد إنفلونزا الخنازير

"لا مكان في العالم" بمنأى عن إنفلونزا الخنازير

إنفلونزا الخنازير.. الرعب القادم من المكسيك

 

أما مدير عام الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة في وزارة الصحة برام الله، أسعد رملاوي، فقال إن احتمال انتقال المرض يعادل احتمال إصابة أي دولة في العالم بالفيروس القاتل.

 

وشدد على أن وزارة الصحة على اتصال دائم مع منظمة الصحة العالمية، وأصدرت الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة بوزارة الصحة نشرة تثقيفية بخصوص المرض الذي قتل 152 شخصا في المكسيك وأصاب أكثر من مائة شخص في أكثر مكن قارة.

 

الحصار

 

وفي غزة، فأكد مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة بالحكومة المقالة مجدي ضهير أن "احتمالية وصول المرض إلى غزة واردة، فمنظمة الصحة العالمية لم تستثن بلدا من إمكانية وصول المرض إليه".

 

غير أنه استدرك قائلا في تصريحات : إن "عدم وجود مزارع للخنازير في غزة، والحصار المفروض على القطاع (منذ يونيو 2007) يقللان من فرص وصول المرض إلى القطاع".

التقينا - د. مجدي ضهير – مدير دائرة الطب الوقائي التابعة لوزارة الصحة في غزة – ليطلعنا بشكل مفصل على هذا المرض، فَهَمَّ بالحديث قائلا:" أنفلونزا الخنازير مرض مستوطن يصيب الخنازير فقط. وهو ينتمي لمجموعة فيروسات الأنفلونزا التي تصيب غالبا كل من: الإنسان، والطيور، والبرمائيات، والخنازير، والأغنام، وكثير من الحيوانات المختلفة ". مضيفا:" وعادة ما يصيب كل فيروس فئة بعينها دون سواها. إلا أن ما طرأ حديثا كان استطاعة الفيروس التشكل، والتحور، بحيث إنه صار قادراً على الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، إلا أنه ظهر عندما انتقل المرض من الطيور إلى الإنسان في مرحلة سابقة ".

 

ويوضح – د. ضهير - أن الخطير في الأمر هذه المرة هو تطوير الفيروس لنفسه ليصبح قادرا على الانتقال من خنزير الى إنسان ثم الى إنسان آخر، وهذه هي المرحلة الأخطر. وهذا ما لم يكن سابقا، حيث ما كان سابقا كان مقتصرا على المرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان وفقط. ولم تحدث عدوى ثالثة للإنسان. مشيرا أن تحول العالم لقرية كونية صغيرة اثر تطور وسائل النقل الحديثة والمواصلات وسرعتها من شأنه أن يساهم في فعالية انتقال المرض. بقوله: " هذا ما حدث في الحالات المشتبه بإصابتها في (إسرائيل) حيث إن المصابين كانوا في المكسيك وانتقلوا لـ(إسرائيل)".

 

الأعراض

 

يؤكد – د. ضهير – أن الأعراض المصاحبة لأنفلونزا الخنازير تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا العادية. والتي تتمثل عادة على شكل: حرارة، ورشح، وضعف عام، وفي حال اشتد المرض قد يصاحبه قيء، وإسهال، وألم في الصدر، والمفاصل، وقد يشتد أكثر إن أهمل ليسبب ضيقاً في التنفس، والتهاب رئوي، مما ينتج عنه الوفاة لا قدر الله. منوها على أن الأعراض المصاحبة للمرض تختلف من شخص لآخر: تبعا لمناعة الجسم، وكمية الفيروسات التي تعرض لها، وشدة ضراوة الفيروس.

 

ليست أنفلونزا

 

يبين لنا – د. ضهير -  الفارق بين كل من: الرشح، والأنفلونزا. واصفا كلاً منهما بالتالي:" لا بد من التفريق بين الرشح، والأنفلونزا. فالرشح هو ما يكون عبارة عن الأعراض الدارجة من سيلان في الأنف، وعطاس. أما الأنفلونزا تحدث بمصاحبة ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وآلام في منطقة الحلق، والمفاصل. وما يزيد عليها في الخنازير، لا سمح الله وإن لم يراع العلاج الفوري، التهاب رئوي حاد يؤدي للوفاة.

 

وحول انتقال الفيروس يشير – د. ضهير – إلى أنه لا بد من توفر شروط العدوى كوجود مصدر العدوى، والبيئة الملوثة. وأنه لا يحدث ما دامت المنطقة غير موبوءة وآمنة. مؤكدا على أن الفيروس لا ينتقل من بلد الى بلد بالرياح، حيث أن جميع الفيروسات تموت في الهواء خلال ساعتين، ولا بد لها من جسم عائل يعيلها حتى تعيش، وتنتقل.

 

الوقاية

 

يشدد – د. ضهير – أن الوقاية تتمثل في النظافة الشخصية، واستخدام المناديل الورقية عند العطس، ووضع الكمامات ( في حال ظهور المرض وانتشاره )، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وعدم السفر للمناطق الموبوءة بالفيروس. مؤكدا أنه لا ينتقل عن طريق الأكل للحوم ومنتجات الخنزير، بل عن طريق تنفس الهواء الملوث. لأن العدوى تصيب الجهاز التنفسي لا المعوي. ومشيرا أن الفيروسات عموما تموت في حالة الطبخ الجيد. بالإضافة إلى أنه وفي حالة الإصابة لا بد من التنبيه على أن العلاج يساهم بشكل كبير بتقليص ظهور المرض، والحد من الأعراض المصاحبة له.

 

ويُطمئن – د. ضهير – عموم المواطنين بعدم ثبوت دخول المرض لقطاع غزة باستثناء حالتين مشتبه بهما في (إسرائيل). مع التأكيد أن وزارة الصحة على أتم الجاهزية لأي طارئ، من حيث إمكانات مختبرات التحاليل، وكمية العلاج المتوفرة في المخازن.

 

وكما قال القدماء في الحكمة الشهيرة.. " رب ضارة نافعة ".. فالله خبير، لطيف بعباده.. فقد تكون مشكلة حصار غزة، وإغلاق المعابر حكمة من حكم الله  مازلنا نجهل فائدتها.. فبسببها.. لا نسافر إليهم.. ولا وباء منهم قادم بحول الله إلينا..