خبر مخطط اسرائيلي لمحاصرة الاقصى باقامة 100 كنيس

الساعة 05:43 ص|29 ابريل 2009

فلسطين اليوم – وكالات

 كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، النقاب عن مخطط إسرائيلي ضخم لمحاصرة المسجد الأقصى المبارك بنحو 100 كنيس ومثلها من المراكز الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تمهيداً للمخطط الإسرائيلي الرامي تقسيم المسجد الاقصى المبارك وبناء هيكلهم.

 

وقالت مؤسسة الأقصى في مؤتمر صحفي حاشد في فندق الامبسادور في الشيخ جراح انها رصدت ووثقت العشرات من الكنس اليهودية والمواقع الاستيطانية المعدة لتحويلها الى كنس وبؤر استيطانية لمحاصرة المسجد الاقصى المبارك في المرحلة المقبلة .

 

وعرضت المؤسسة فيلما وثائقيا في مستهل المؤتمر الصحفي بعنوان ( كنس تطوق الأقصى ) يظهر صور حية وشهادات عدد من المواطنين والباحثين الذين تناولوا واقع الاستيطان في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك.

 

ودعا الشيخ صلاح رئيس الحركة الإسلامية خلال المؤتمر الصحفي الذي تولى إدارته المحامي زاهي نجيدات :" الأمتين العربية والإسلامية إلى جعل يوم السابع من حزيران المقبل ذلك اليوم الذي سقطت فيه القدس والأقصى تحت الاحتلال عام 1967 ، يوم نُصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإلى جعله يوماً مشهوداً يثبتون فيه انهم يحبون وحريصون على القدس.

 

وطالب الشيخ رائد صلاح ممثلي الفصائل الفلسطينية الموجودين في القاهرة تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة مخططات الاحتلال الذي يسعى للتنكر لإقامة الدولة الفلسطينية وضرب الوجود الفلسطيني في القدس والضفة الغربية واستمرار محاصرة قطاع غزة .

 

وأكد أن إسرائيل تسعى لإلغاء أي سيادة عربية أو إسلامية أو فلسطينية على المسجد الأقصى، ومحاولة شل حركة اعمار المسجد الأقصى، وتحاول فرض سيادتها وإرادتها بقوة السلاح والاحتلال. وقال انهم يعملون على ضرب أي سيادة للأوقاف الإسلامية في القدس على المسجد الأقصى وفرض مجموعة كبيرة من الإجراءات الأحادية مثل فرض برنامج السياحة والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة والتي اصبحت يومية وخاصة لضباط ومسؤولين وافراد امن إسرائيليين .

 

وأضاف الشيخ رائد صلاح :" إن هناك مخططاً إسرائيلياً يوشكون تنفيذه ببناء أكبر كنيس يهودي في العالم ، فوق المدرسة التنكزية التي هي جزء من المسجد الأقصى ، وقد تم إقرار مخطط هذا الكنيس في زمن حكومة شارون بتكلفة 40 مليون دولار ، مدعومة بالمنظمات اليهودية العالمية والبروتستانت المتصهينين "

 

وقال الشيخ رائد ان هناك محطات تهویدیة تسهم في فرض طوق تهویدي إستیطاني قریب من المسجد الأقصى المبارك ، ومنها :

 

- أ - "مغارة تسیدقیاهو" – باب العمود ، الجهة الشمالیة البؤرة الاستيطانية في باب الساهرة وبرج اللقلق وفي الدائرة الأوسع في حي الشيخ جراح .

 

- ب- مقبرة الیهود الكبرى على جبل الطور – الجهة الشرقیة وهناك البؤرة الاستيطانية على سفوح جبل الزيتون ومستوطنة راس العمود وكذلك مقر الشرطة الإسرائيلية الذي اصبح تابعا للجمعية الاستيطانية عطرات كوهنيم .

 

- ج - "قبرهئور حاییم " – السفوح الشرقیة القریبة من المسجد الأقصى المبارك باب سلوان حيث هناك 14 بؤرة استيطانية موزعة تحت اسم كاذب ومزيف ( مدينة داود ) .

 

واضاف الشيخ رائد صلاح ان هناك تفاصيل مذهلة لمعظم المواقع التي تنوي السلطات الإسرائيلية بناء كنس فيها وكذلك التي انتهى العمل فيها اضافة الى مدارس دينية يهودية ولكنها في الحقيقة في مجملها تشكل سلسلة طويلة على شكل دائرة حول المسجد الاقصى المبارك من كافة الجهات بدأت تزداد وتضييق الحلقة بحيث اصبحت تشكل اجواء خانقة تنذر بإحداث خطيرة خلال الايام المقبلة ".

 

واوضح ان كل تلك الكنس تم بناؤها على اوقاف واملاك وعقارات وقفية إسلامية وعلى حساب تراثنا العربي والإسلامي بناء على مجموعة من عمليات التزييف واستخدام القوة لفرض الواقع وسلب حقوق المواطنين الفلسطينيين ".

 

ولفت الشيخ صلاح الى انه على بعد أمتار فقط من المسجد الأقصى المبارك تم نصب شمعدان ضخم في ساحة البراق مؤقتاً ولحين الوقت المناسب كي يتم رفعه لداخل المسجد الأقصى المبارك . وقال ان هناك مخطط على وشك ان يكتمل لبناء كنيس ضخم بمساحة 1000 متر مربع في ساحة البراق ولبناء مركز لتعليم التوراة .

 

وحذر الشيخ رائد من خطورة المخطط الإسرائيلي الرامي الى فتح أبواب مغلقة في المصلى المرواني والمسجد الاقصى المبارك القديم مشيراً الى المنصة والمدرج الذي دشنه ايهود براك جنوب المصلى المرواني " الباب الثلاثي ".

 

وتناول الشيخ رائد صلاح الكُنس اليهودية بالاسماء والمواقع والشواهد ، مؤكداً أنها تأخذ طابع العنصرية والحقد والكراهية، وأن عددها يزيد عن الخمسين كنيساً فضلاً عن عدد آخر قيد الإنشاء والبناء في معظمها غرب المسجد الأقصى المبارك .

 

واشار إلى بناء مجموع الكُنس أسفل المسجد الأقصى المبارك وفي الأنفاق التي حفرتها سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية، بالإضافة إلى بناء كنيس كبير بمساحة ألف مترٍ بساحة البراق، فضلاً عن بناء الكثير من الكُنس ببلدة سلوان وحي الواد ورباط الكرد .

 

وأوضح أنه بالإضافة إلى الكُنس اليهودية، هناك طوق من المقار الأمنية ومراكز الشرطة وحرس الحدود والأمن ، على اختلاف تسمياتها، تحيط بالمسجد الأقصى وخاصة في باب الاسباط وباب المغاربة .

 

وشدد على أن كل ما تقوم به إسرائيل وجماعاتها اليهودية إنما هي أهداف مرحلية بحساباتهم ويطمحون للوصول إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك على غرار ما حصل بالحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وصولاً إلى تحقيق هدفهم وحلمهم ببناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.

 

وتابع الشيخ صلاح :" إن هناك عشرات الكنس اليهودية في حارة الشرف بنيت على حساب الاوقاف والعقارات الإسلامية التي صادرتها المؤسسة الإسرائيلية بعد الإحتلال الإسرائيلي عام 1967م " ، وتساءل الشيخ رائد:" إننا لا ندري كم يعرف حكام العرب والمسلمين وعموم المسلمين والعرب والفلسطينيين عن هذه الأعداد والوقائع والحقائق ، هذه الحقائق المرّة والمأساوية ، التدميرية التي تزداد يوما بعد يوم كالورم السرطاني ، وفي هذه الأيام يجري بناء كنس جديدة ، ومنها كنيس هحوربا ، حيث يتم بناء هذه الكنيس على حساب مسجد عبد الله بن عمر ، والذي سيكون أكبر كنيس في البلدة القديمة وأعلاها ، بهدف تغطية منظر قبة الصخرة المشرفة الإسلامي المميز ، من خلال بناء قباب عالية لهذه الكنس ، حتى يحجبوا الرؤية عن المسجد الأقصى ، وهذا يشكل تكتل جرائم وإغتصابات وتزييف إسرائيلي ، كما أن في ما يسمى " حارة النصارى " يقام أيضا كنس يهودية ، وهناك مقدسات تاريخية قديمة جدا لم تسلم من انتهاكاتهم ، كتحويل مسجد القلعة الى كنيس يهودي ".

 

وأضاف:" انه على بعد أمتار من حائط البراق تم إعداد ووضع ما يسمونه بشمعدان الهيكل ، في مخطط لنقله بالقوة العسكرية الى الهيكل الأسطوري الموعود بناؤه في مخططات المؤسسة الإسرائيلية ، اما في جنوب المسجد الاقصى فقد افتتح باراك عندما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية مدرج يوصل الى الباب الثلاثي المغلق – احد ابواب المسجد الاقصى - ، كما تم افتتاح درج آخر يوصل الى الباب المزدوج المغلق – وهو احد ابواب المسجد الاقصى – وهذه المدرجات هي عبارة عن خطوة من خطوات تنفيذ مخطط " قيدم يروشالايم – القدس اولا " لتهويد محيط المسجد الأقصى ، حيث يخطط لإفتتاح هذه الأبواب المغلقة لتحويل المصلى المرواني والمسجد الأقصى القديم الى كنس يهودية ، كما ويقام شرق المسجد الاقصى وشماله عدد من الكنس اليهودية في منطقة راس العمود وجبل الطور وحي الشيخ جراح " .

 

وقال الشيخ صلاح بعد هذا السرد للوقائع :" أقول أيها النائمون استيقظوا في كل العالم الإسلامي والعربي والفلسطيني ، فممارسات المؤسسة الإسرائيلية جدية منذ اول رئيس حكومة في إسرائيل ، والى اليوم في زمن رئيسها الحالي نتنياهو ، فهو من أكثر رؤساء الحكومات الإسرائيلية الذي كان قد سعى الى بناء هيكل اسطوري على حساب المسجد الأقصى المبارك " .

 

وتابع الشيخ صلاح :" مأساة المسجد الأقصى كبيرة ، ومتجذرة أفقياً وعمودياً ، مأساة تزداد ، فبالإضافة الى طوق الكنس اليهودية التي بدأت تطوق المسجد الاقصى ، فهناك طوق المقار الأمنية والشرطية الإسرائيلية في داخل وحول المسجد الأقصى المبارك ، آخرها كما يخطط له في منطقة ساحة البراق ، كما يتم الحديث عن مخطط لإقامة نفق أرضي وقطار ارضي يصل الى ساحة البراق وتحت بيوت القدس القديمة " .

 

وقال الشيخ رائد صلاح :" هذه بعض المشاهد المأساوية ، وبناء عليه يحق لنا ان نتمنى على كل من قد يسمعنا أو يقرأ عنا ، أتمنى عليهم ، أشخاصاً ، علماء ، مؤسسات ، وزارات ، دوائر على كل مسمياتها ، في العالم العربي والإسلامي ، نتمنى عليهم لحظة غضب ، وان نحول يوم 7 حزيران وهو تاريخ سقوط شرقي القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي - القريب الى يوم نصرة للقدس والمسجد الاقصى ، في كل عالمنا العربي والإسلامي ، وشعبنا الفلسطيني ، حتى نرد الإعتبار ولو ليوم واحد للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ، وخاصة المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لنكبة بالغة الخطورة ، كما وأتمنى على كل قياداتنا الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم الإسلامي والعربي أن يبادروا فوراً لعقد هيئة منهم ، كي تعقد لقاءات فورية مستعجلة مع أكبر عدد من حكام المسلمين والعرب ، ولتقرع الأبواب ، علنا نجد تحركا جديا في الوقت الأخير الخطير الذي نعيشه " .

 

من جهته، المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس،قال ان الدين واماكن العبادة لله فكيف يجري اغتصاب وسرقة أراض لإقامة كنس لعبادة الله واستنكر مواصلة بناء الكنس في محيط الاقصى .

 

واضاف :" لا تبنى دور العبادة على ظلم وقهر الاخرين وانتهاكا لحقوقهم ولا تُقام على انقاض منازلهم وحاراتهم ومقدساتهم ، فما تقوم به اسرائيل لا علاقة له بالعبادة والصلاة ، فالكنس هي عبارة عن بؤر استيطانية عنصرية بعيدة عن الطهارة وهي أماكن للتحريض ضد العرب والمسلمين.

 

وربط المطران حنا الكنس اليهودية التي يبنيها المستوطنون بالبؤر الاستيطانية وقال انها وجه واحد للاستيلاء واقتلاع المدينة المقدسة من جذورها العربية الإسلامية والمسيحية.

 

وشدد على الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تتجلى صورها بين أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس المحتلة، مؤكداً أن أي استهداف للمسجد الأقصى المبارك هو استهداف لكنيسة القيامة واستهداف المقدسات والأوقاف الإسلامية هو استهداف لمقدساتنا واوقافنا .

 

وانتقد حنا موقف العالمين العربي والإسلامي لسكوته وصمته عما يجري في مدينة القدس المحتلة من عمليات استهداف للمقدسات والمواطنين، مؤكداً أن عمليات الاستهداف تطال المواطنين المسيحيين ومقدساتهم، لافتاً إلى منع سلطات الاحتلال مشاركة مسيحيي فلسطين في الاحتفالات والأعياد المسيحية الأخيرة في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من القدس المحتلة.

 

وندد بالاعتداء على المصلين المسيحيين في سبت النور وتحويل المدينة المقدسة الى ثكنة عسكرية وفرض طوق وحصار عسكري على القدس لمنع المسيحيين من الوصول الى كنيستهم .

 

وقال انه مس بحرية العبادة وحرية الوصول الى الأماكن المقدسة .

 

واستنكر المطران حنا بشدة بناء كُنسٍ يهودية في محيط المسجد الأقصى، وقال: إنها لم تبن من أجل العبادة بل لتحقيق أهداف خطيرة ومشبوهة، وتساءل كيف سيقبل الله هذه العبادات في أماكن أقيمت على أوقاف مغتصبة وعلى سلب حقوق الغير.

 

ودعا إلى نبذ الخلافات والانقسام الفلسطيني الداخلي وإلى تحقيق الوحدة بين فصائل العمل الفلسطيني من أجل الالتفات إلى ما تخططه سلطات الاحتلال بحق عاصمة الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

 

وطالب المطران بموقف عربي لوقف العدوان والعنصرية التي تتعرض لها المقدسات الاسلامية والمسيحية على حد سواء، والتي تستهدف الارث والحضارة المقدسية.

 

واستهجن حالة الصمت والتقصير العالمي تجاه ما يحدث في الاراضي الفلسطينية، معتبرا الفيلم الذي عرضته "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" ناقوس خطر.

 

واكد على أهمية الوحدة المسيحية الاسلامية لمواجهة الاطماع الاسرائيلية التي تستهدف القدس .

 

بدوره، أكد زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أن عمليات تهويد القدس تمر بمراحلها الخطيرة، مُحذراً من سياسات الاحتلال القادمة التي ستتركز على تهجير المواطنين المقدسيين وإبعادهم عن مدينتهم ومقدساتهم.

 

وقال الحموري ان استهداف المواطن المقدسي يجري من خلال توسيع سياسة هدم المنازل، وسحب الهويات، وفرض الضرائب المختلفة عليهم مؤكداً أنه اذا لم يستيقظ العالم الاسلامي والعربي لوقف تلك الممارسات الاسرائيلية ستنجح اسرائيل بابعاد اكبر عدد ممكن الى خارج المدينة.