خبر أنباء عن إيجابيات واستحالات ..الحوار الفلسطيني يؤجّل... إلى يوم النكبة

الساعة 05:37 ص|29 ابريل 2009

فلسطين اليوم - وكالات

انتهت الجولة الرابعة من الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، أمس، كما بدأت، حيث أعلن عن تأجيل جديد للجلسات إلى يوم الخامس عشر من أيار المقبل، الذي يصادف الذكرى الحادية والستين للنكبة، وذلك بعدما استعصى على المفاوضين من حركتي فتح وحماس التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة، رغم الحديث عن «إيجابيات».

وقال عضو وفد حركة فتح إلى حوار القاهرة نبيل شعث لـ «السفير» إنّ الفصائل اتفقت على تأجيل المحادثات حتى 15 أيار المقبل، لكنه أشار إلى أنّ الأجواء التي رافقت جولات الحوار كانت «ايجابية جداً».

وأوضح شعث أن وفود الفصائل الفلسطينية ستغادر العاصمة المصرية لإجراء مشاورات مع قياداتها حول العديد من القضايا التي تم الوصول إليها، وأبرزها تقدمان جوهريان في ملفي الحكومة والمنظمة.

وفي هذا الإطار، لفت شعث إلى أنّ اختراقا حصل في ملف الحكومة حيث تقرر «ألا تكون هناك أي حكومة جديدة، بحيث تبقى حكومة الرئيس محمود عباس (سواء الحكومة الحالية التي يرأسها (سلام) فياض الحالية أو أي حكومة أخرى) قائمة حتى إجراء انتخابات جديدة، وتكون مهمتها الإشراف على عملية التحضير لتلك الانتخابات».

ورفض شعث التطرق إلى الخلاف الفلسطيني حول البرنامج السياسي للحكومة لكنه أشار إلى أن «الأجواء الإيجابية تتطلب من الجميع مسؤولية وطنية لإنهاء أزمة الانقسام. وكل الأطراف تصر على تحمل مسؤولياتها في سبيل المصلحة الوطنية».

والمح شعث إلى أنّ هناك اتجاها نحو «إبقاء حكومتي الضفة وغزة كما هما على أن يكون هناك تنسيق ثنائي في ما يخص موضوع الانتخابات الجديدة».

 

وأشار إلى أن البرنامج السياسي سيتقرر بعد الانتخابات على أساس الطرف «الأقوى»، موضحا أن الفائز في هذه الانتخابات «هو الذي سيحدد ملامح المستقبل السياسي على صعيد المؤسسات الفلسطينية الأبرز: الحكومة والرئاسة، ومنظمة التحرير».

وأوضح شعث أن الفصائل توافقت بشكل أولي على الطرح المصري بأن تكون منظمة التحرير تحت إشراف اللجنة القيادية التي تشكلت في القاهرة في العام 2005 ، مشيرا إلى أن هذه اللجنة ستعمل على إعادة تشكيل المنظمة، لكنها لن تلغي دور مجلسها المركزي أو لجنتها التنفيذية حتى تقر انتخابات مجلس وطني فلسطيني.

إلى ذلك، نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن مصدر رسمي مصري أن التأجيل يستهدف «حسم بعض النقاط العالقة تمهيدا لعقد الحوار الشامل وتوقيع وثيقة المصالحة والوفاق الوطني». وأضاف المصدر أن الجولة الرابعة من الحوار أسفرت عن التوصل إلى توافق حول بعض القضايا، موضحاً أنّ الوفدين بحاجة إلى مزيد من التشاور حول ما تبقى من نقاط لم يتم التوصل إلى توافق تام بشأنها.

وكانت الوكالة نقلت عن رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد أنّ رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان حث وفدي فتح وحماس على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبحسب الأحمد فقد طالب سليمان الوفدين بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة تتولى مسؤولية إعادة الإعمار والإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة لمواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وأضاف أن المسؤول المصري أطلع المجتمعين على نتائج زيارته الأخيرة إلى إسرائيل والأردن، مشيرا إلى أن مصر تمارس الضغط الإيجابي على الطرفين لإنهاء الانقسام باعتبار ذلك كأنه مصلحة مصرية. وأشار الأحمد إلى أنّ الجولة الرابعة حققت اختراقا إيجابيا في عدد من القضايا الخلافية الأربع، لكنه لفت إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول ملف الحكومة.

بدوره، وصف عضو وفد حماس إلى الحوار عزت الرشق أجواء الجولة الرابعة بأنها كانت «ايجابية»، موضحاً أنّ «تقدما جرى في بعض القضايا ونحن قدمنا مرونة في موضوع منظمة التحرير الفلسطينية وننتظر من حركة فتح تقديم المرونة ذاتها في القضايا الأخرى».

وأضاف الرشق أن حركة فتح «وافقت من حيث المبدأ على النظام المختلط لإجراء الانتخابات. وطلبنا تفعيل المجلس التشريعي كي تكون لنا رقابة على عمل أي حكومة مقبلة من خلال الغالبية التي حققناها في الانتخابات السابقة وهذا يتحقق من خلال اعتماد توقيع وتوكيلات النواب لزملائهم في الخارج، إذ يجب ألا نرهن الحالة السياسية الفلسطينية للاحتلال».

وكان المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو أكد على تمسك حماس «باتفاق الرزمة الكامل في الحوار الفلسطيني الجاري في القاهرة»، معتبراً أن هذه الرزمة تضمن «عدم تكرار تفجر الأحداث في الساحة الفلسطينية الداخلية وتعزيز الاتفاق الوطني». واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسعي إلى عرقلة مساعي المصالحة عبر استمرار التمسك بشروط الرباعية، أملا في أن ألا تسود نفس اللغة في حوار القاهرة.

وفي دمشق، أعلنت أمانة سر «لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني وممثلي فصائل تحالف القوى الفلسطينية» رفضها للشروط والإملاءات الخارجية بما في ذلك شروط الرباعية الدولية والاعتراف بإسرائيل ورفض الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع العدو، وأشارت إلى أنّ «نجاح الحوار الفلسطيني مرتبط بالتمسك بالثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والالتزام بخيار المقاومة لمواجهة خطوات الاحتلال وعدوانه المستمر»، مطالبة السلطة في رام الله بوقف الحملات.