خبر إذاعـة «صـوت الأسـرى» فـي غـزة: شـاليط2!

الساعة 05:35 ص|29 ابريل 2009

امجد سمحان : السفير اللبنانية

في محاولة لنقل الصوت المجروح إلى أولئك الغائبين خلف القضبان، افتتحت في غزة أول إذاعة من نوعها في فلسطين والعالم، تحاكي هموم 11 ألف فلسطيني معتقل خلف القضبان وتخلق حلقة تواصل بينهم وبين أهاليهم. أما اسمها فهو إذاعة «صوت الأسرى». انطلقت إذاعة «صوت الأسرى» في بثها التجريبي في السابع عشر من نيسان الذي صادف يوم الأسير الفلسطيني، وكان الهدف منها في الأساس بحسب صالح المصري مدير الإذاعة «تحدي قرار إسرائيلي صدر قبل عامين، وقضى بمنع أهالي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائهم، وفتح نافذة للأسرى على العالم، لأنهم لا يعرفون شيئا عما يجري خارج الزنازين».

ومنذ انطلاق البث على الهواء مباشرة، وجّهت أمهات عشرات الأسرى من القطاع رسائل إلى أبنائهن في السجون، ما شكل بوابة فرج بعد حرمان الامهات من فلذات أكبادهن بفعل الأسر الإسرائيلي. من بين الأمهات اللواتي قدمن إلى الإذاعة أم أحمد حرز التي نقلت رسالة إلى زوجها نافز حرز الأسير منذ 24 عاما والمحكوم مدى الحياة بتهمة «قتل جنود اسرائيليين». هي تقول: «أخبرته حكايات لم أتمكن من قولها طيلة عشر سنوات حرمت فيها من زيارته، قلت له إن أولاده الستة كبروا وتزوجوا وأنجبوا، وقلت له لديك اليوم 21 حفيداً، وقلت له إني مشتاقة وأتمنى أن يخرج ويلعب مع أحفاده».

بتأثر تعتبر أم أحمد أن «صوت الأسرى» صارت «مكانا يوصلنا إليهم، لا نراهم لا نسمعهم، لكننا نعلم أنهم يسمعوننا». هذا على اعتبار ان اسرائيل تسمح للأسرى، في بعض المعتقلات وليس كلها، بامتلاك أجهزة راديو داخل الزنزانة.

ووفقاً للمصري يغطي بث إذاعة «صوت الأسرى» معظم فلسطين المحتلة، ويشرح ان الإذاعة تم انشاؤها بتمويل من «إذاعة القدس» التابعة لـ»حركة الجهاد الإسلامي». وعن الصعوبات في هذا الإطار يشرح: «وفرنا تمويلا لتشغيل الإذاعة مدة ثلاثة اشهر، وبعد ذلك سنكون بحاجة إلى الدعم ولا مانع لدينا في تلقيه من أية جهة كانت، باستثناء إسرائيل، علماً ان الكلفة الشهرية للتشغيل تبلغ حوالى 20 ألف دولار».

وعن ردود الفعل، شرح المصري أن الاذاعة أثارت صدى واسعاً في غزة لأنها فتحت «منافذ للأمل والحرية» بين الأسير وذويه. مؤكدا أن اتصالات من كافة انحاء الوطن تصل إلى الإذاعة وهدفها نقل الأخبار بين الأسرى وأهلهم.

حالياً، يعمل في الإذاعة نحو 15 موظفاً، كلهم أسرى محررون من السجون الاسرائيلية. يعلّق المصري «أصررنا على أن يكون مقدمو البرامج من الأسرى المحررين، لأنهم الأقدر على فهم معاناة من هم في السجون ونقلها الى الخارج». كما تعتمد الاذاعة على العمل التطوعي «اذ تفتح الباب أمام أي راغب في تقديم برامج للأسرى ان يدلي بدلوه، شريطة أن تتوفر لديه الخبرة».

ويضيف المصري «أصبح بإمكان الأسرى الاستماع إلى أخبار ذويهم السارة عبر البرامج المفتوحة والمباشرة على مدار الساعة. سنفرد مساحات واسعة كي تصلهم الرسائل الصوتية لأبنائهم وذويهم». وحتى اللحظة يقوم البث على عرض أخبار على مدار الساعة، وإنتاج برامج تركز على معاناة الأسرى، فهناك برامج خاصة عن الاعتداءات التي يتعرضون إليها، وعن أسرى المؤبد، وأسرى القدس والعرب وغيرها.

ويختم المصري بالقول إن الاذاعة هي «شيء رمزي كبير يمكن تسميته «شاليط 2»، كونها تحمل القيمة المعنوية نفسها التي تولّدت لديهم بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل عامين».