في مشهدٍ جديد على أبناء شعبنا، عكف العشرات من طلبة المدارس بقطاع غزة ، دون استثناء على تمزيق كتبهم المدرسية في اليوم الأخير من الامتحانات المدرسة إيذاناً بنهاية العام الدراسي الحالي، الذي وُصف وفقاً لعدد من التربويين بالأطول منذ سنوات، إلا أن السلوك الغريب وغير الحضاري، يضع العديد من علامات الاستفهام حول الدوافع للقيام بمثل هذا التصرف .
تمزيق الكتب يكاد يغطي كل الشوارع في قطاع غزة عن بكرة ابيها، والإصرار في على تمزيق الكتب لقصيصات صغيرة ، وكأن ثأراً قائماً بين الطلبة والكتب، وتمزيقها نوعاً من التنفيس والانتقام من المدارس والدراسة بطريقة غير معلنة.
"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" وفقاً لاستطلاعها آراء عدد من المواطنين، فالتصرف مهما كان هدفه فهو غير تربوي ولا حضاري ولا يعكس الانتماء للمؤسسة التي كان فيها طول العام ، وسط تساؤلات عن المسؤول عن تلك التصرفات ، ومن الرادع لمثل تلك التصرفات .
أما المختص النفسي جميل الطهراوي، أرجع ظاهرة تمزيق الطلاب لكتبهم المدرسية بمجرد انتهاء العام الدراسي وتقديم الامتحانات إلى تفسيرين.
وذكر الطهراوي خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بأن التفسير الأول هو تفسير نفسي بأنه يرى الطالب بأن تمزيقه للكتب هو تعبير عن الفرحة بعد التخلص من أعباء العمل الجاد وهو الامتحانات ولأن هذه الكتب باعتقاد الطالب كانت تسبب له تعباً.
واعتقد أن هذا التعبير للأطفال هو تعبير خاطئ من ناحية تربوية، شبه ذلك بما يقوم به الخريجين من الجامعات حينما يرمون القبعات التخرج، وكما يقوم لاعبو كرة القدم حينما يسجلون هدف من نزع لملابسهم .
وبيًن الطهراوي أن التفسير الثاني لهذه الظاهر هو تفسير تربوي وله تأثير كبير على تربية الأطفال، محملاً المجتمع والوزارات وواضعي المناهج مسؤولية هذا الأمر.
وشدد على قضية مهمة وهي كيف نحبب الأطفال في الدراسة والمدارس، مبيناً أن هذه القضية هي أهم من قضية اتساخ الشوارع بالكتب الممزقة، وهي تعبير عن الفرحة بطريقة خاطئة.
وقال الطهراوي :"إن ظاهرة رمي الأوراق وتمزيق الكتب موجودة منذ فترة طويلة، ولكنها زادت هذا العام بشكل كبير، موضحاً أن الطلاب يعتقدون بأن الامتحانات كانت تمنعهم من اللعب؛ مما يحدث لهم نوعاً من التعويض عن طريق تمزيقهم للكتب.