عصب اقتصاد القدس الذي تخنقه "إسرائيل"

تعرف على شارع صلاح الدين الذي رُفع فيه العلم الفلسطيني..!

الساعة 11:41 ص|30 مايو 2022

فلسطين اليوم

يوم أمس الأحد ( 29 أيار/ مايو) وخلال تصدي المقدسيين لمسيرة الأعلام الصهيونية في مدينة القدس المحتلة، كان المشهد الأقوى هو المسيرة التي رفع فيها الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين، وما أعقبه من مواجهات وقمع للمشاركين في المسيرة من قبل قوات الاحتلال.

وعلى مدار ساعات كان هذا الشارع، هو محور الحدث الأهم حيث لم تشهد شوارع المدينة منذ سنوات رفع العلم الفلسطيني وبهذه الكثافة، في رد من الشبان على رفع العلم الإسرائيلي خلال المسيرة. هذا الحدث أيضا أعاد أحياء اسم هذا الشارع في وسائل الاعلام وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، فما هو تاريخ هذا الشارع، وما هي أهميته؟.

يعتبر شارع صلاح الدين من أهم الشوارع مدينة القدس المحتلة المؤدية إلى البلدة القديمة، والذي يعود بتاريخه إلى فترة العثمانيين الذين افتتحوه في نهاية القرن الثامن عشر، ويمتد بطول 760 مترا، ولكنه لم يكتسب أهميته إلا بعد العام 1948 عندما أصبح مركز للحياة الاقتصادية في الشق الشرقي من المدينة بعد احتلال نصفها الغربي عام 1948.

فبعد النكبة استولت "إسرائيل" على المراكز الاقتصادية للمدينة المقدسة في غربي القدس، مما جعل المقدسيين ينزحون استثماراتهم في هذا الشارع الذي بدأت تسميته في حينه باسم "شارع صلاح الدين" على اسم فاتح القدس ومحررها من الصليبيين صلاح الدين الأيوبي.

قبل ذلك لم يشهد هذا الشارع أي نشاط اقتصادي على العكس، فقد كان حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين محاذيا لمناطق زراعية مشهورة بزراعة كروم العنب، وتسمى ب"كرم العرب" و"كروم عتاب".

وبعد 1948 أصبح من أهم الشوارع التجارية وبدأ الفلسطينيون يعيدون إحياء المنطقة لتتحول خلال سنوات المركز التجاري الرئيسي في المدينة، حيث شهدت سنوات الفاصلة ما بين النكبة و النكسة واحتلال ما تبقى من القدس،  انتعاشا اقتصاديا كبيرا توجه فيها كل المستثمرين المقدسيين الى هذه المنطقة وقاموا فتح المحلات التجارية والمؤسسات الفندقية السياحية، حيث تركزت فيها السياحة الدينية بالإضافة إلى السياحة العادية.

و بالتدريج تحول هذا الشارع إلى الشريان التجاري لمدينة القدس، حيث تقدر عدد المحلات الموجوده فيه بحسب غرفة تجارة القدس ب 135 محلا بالإضافة إلى 120 مكاتب خدماتية، إلى جانب أربعة فنادق سياحية.

ولم تكن مشاهد المواجهة وقمع الاحتلال للمتظاهرين في هذا الشارع والتي تابعها الملايين أمس عبر وسائل الإعلام في هي الأولى من نوعها، فقد كان الشارع تاريخيا نقطة مواجهة مع الاحتلال، وخاصة خلال الانتفاضة الأولى.

ويضم هذا الشارع معالم تاريخية بارزة أهمها  المسرح الوطني الفلسطيني، قبور السلاطين، كاتدرائية، نزل الحجاج القديس جورج، دائرة قاضي القضاة والمحكمة الشرعيّة الإسلاميّة، مقبرة الساهرة "المجاهدين"، شركة كهرباء محافظة القدس، المدرسة الأمريكيّة للدراسات الشرقيّة(معهد أولبرايت)،ومعظم مكاتب المحامين والأطباء والمهندسين.

وتحارب "إسرائيل" منذ سنوات التواجد الفلسطيني في هذا الشارع من خلال فرض قيود على أصحاب المحال التجارية من ضرائب عالية وعزل الشارع من خلال القيود التي تفرضها على وصول المقدسيين والفلسطينيين إليه، هذا بالإضافة الى عدم توفير خدمات في هذا الشارع، مما أدى إلى تراجع دوره الاقتصادي.

كما عمدت إسرائيل وعلى مدار سنوات وبشكل غير مباشر على محاصرة المحال التجارية في هذا الشارع من خلال افتتاح محال تجارية لوكالات عالمية قريبة عليه لجذب المتسوقين إليها.

 

كلمات دلالية