خبر عملية إسرائيلية سرية لإعادة لاجئين سودانيين إلى بلادهم عبر دولة افريقية أخرى

الساعة 03:22 م|28 ابريل 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

قالت صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء إن السلطات الإسرائيلية شرعت في عمليات سرية لإعادة متسللين سودانيين إلى بلادهم كانوا تسللوا إلى أراضيها عبر الحدود مع مصر.

وشوهد عشرة رعايا سودانيين ( ستة كبار وأربعة صبية ) يصعدون إلى طائرة في مطار بن غوريون انطلقت إلى دولة افريقية وتوجهوا منها إلى جنوب السودان الذي تحوّل إلى منطقة حكم ذاتي.

ورافقتهم طوال الطريق وحتى وصولهم إلى قراهم ممثلة "السفارة المسيحية في القدس"- منظمة خاصة تمثل المسحيين في أرجاء العالم وتعمل في القدس.

وعلم بأن العملية المعقدة لإعادة السودانيين الذين يطالبون باللجوء السياسي لإسرائيل إلى بلادهم تجري من قبل ممثلي "السفارة المسيحية في القدس" بعلم وزارة الخارجية الإسرائيلية التي تتدخل أيضاً بنشاطات المنظمات وأيضاً بمعرفة وتشجيع ممثلي الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويقولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كل واحد من اللاجئين الذين تتم إعادتهم يقوم بذلك بحريته الشخصية، لكن وفقاً لأقوال زعماء جالية المهاجرين من السودان يستخدم ممثلو "السفارة المسيحية" أساليب غير مشروعة من اجل إقناع السودانيين بالعودة إلى السودان حيث يتوقع إعدامهم إذا اكتشف بأنهم كانوا في إسرائيل.

ووفقاً لمعطيات جمعية "موكيد" لمساعدة العمال الأجانب فقد وصل إلى إسرائيل منذ العام 2006 حوالي 17 ألف لاجئ من دول افريقية عبر الحدود المصرية. منهم حوالي خمسة آلاف من السودان.

ويوجد من بين اللاجئين الذين عانوا أشهر طويلة وهم في طريقهم إلى إسرائيل لدى فرارهم من الحرب في بلادهم مجموعة من ثلاثة آلاف مسيحي من جنوب السودان يعيشون الآن جنوب تل أبيب وفي ايلات وعراد.

وتعمل ممثلة "السفارة المسيحية" في الأشهر الأخيرة على إقناع كثيرين من اللاجئين بمغادرة إسرائيل والعودة إلى السودان وذلك رغم الأخطار الكبيرة التي سيتعرضون إليها فور اكتشاف بلادهم بأنهم كانوا في إسرائيل إذ وفقاً للقانون السوداني يتوجب الحكم عليهم بالإعدام.

وقال احد ممثلي الجالية السودانية في إسرائيل: "نتوجه لأشخاص من جاليتنا خصوصاً هؤلاء الذين لا يعرفون الانجليزية ويفهمون بصعوبة ما يقال لهم وتقول لهم بأنهم في إسرائيل يكرهونهم ولا مستقبل لنا هنا ونقوم بأخذ تواقيعهم على وثائق. وتعدهم بتأهيل مهني أو بالدراسة في المستقبل بشرط موافقتهم على العودة للسودان، ومن الناحية العملية لا يوجد تأهيل ولا يعرف احد ما الذي سيحدث معنا إذا عدنا إلى هناك، إننا نحاول فقط الحصول على تبرعات لمنظمتها".

وعلم بأن هذا يجري بعلم وتشجيع وزارة الخارجية وبعلم ممثلية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المؤسسة المسؤولة عن المتسللين الأجانب الذين يريدون الحصول على حق اللجوء لإسرائيل ووفقاً لهذه الممثلية فقد أجرت مقابلات مع كل واحد من السودانيين الذين تمت إعادتهم إلى بلادهم وذلك وفقاً لما ينص عليه القانون الدولي وأعرب كل منهم بوضوح عن رغبته بالعودة إلى بلاده.

وأكدوا في وزارة الخارجية أن الدولة على علاقة بإعادة اللاجئين إلى بلادهم لكن لان العملية تجري في دولة معادية فان طرفاً خاصاً هو الذي يقوم بذلك.

وقالوا في الوزارة إن جميع النشاطات المتعلقة بإعادة السودانيين تجري وفقاً للمواثيق الدولية التي وقعت إسرائيل عليها والتي تنص على عدم إعادة لاجئين إلى بلادهم إذا كانت حياتهم ستتعرض لأخطار.

وكانت جمعية "موكيد لمساعدة العمال الأجانب" فقد أعربت عن رضاها عن إعادة اللاجئين وقال ممثلون عنها: "معاملة إسرائيل لهم شائكة جداً إذ لا تسمح لهم بالعمل كما ليس بالإمكان طردهم، وانتحر احدهم الأسبوع الماضي وحاول آخر الانتحار.

وأنقذت حياته في اللحظة الأخيرة وذلك بسبب الأوضاع التي يعانوا منها. وتوجه بعضهم إلينا مطالبين بالعودة لكن وصلتنا تقارير تقول بأن الأوضاع في جنوب السودان ما زالت شائكة جداً وان حياتهم ستتعرض للخطر هنا