خبر أكاديمي فلسطيني: نجاح الحوار مرهون بتحرير القرار السياسي من التأثيرات الخارجية

الساعة 09:04 ص|28 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

ربط أكاديمي فلسطيني نجاح الجولة الرابعة من الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة بتحرير القرار السياسي الفلسطيني من الضغوطات الخارجية.

 

وكانت حركتا "فتح" و"حماس" بدأتا الاثنين (27/4) الجولة الرابعة من الحوار في القاهرة والتي ستناقش الأمور العالقة والخلافات الرئيسية في الحوار الفلسطيني الذي بدأ قبل أكثر من شهر من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام ويعيد الوحدة الفلسطينية.

 

وقال الدكتور ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، والمحلل السياسي: "إن المطلوب من حركتا حماس وفتح تحرير القرار السياسي الفلسطيني من كل التأثيرات السياسية الإقليمية والدولية السلبية، والتأكيد على أن هناك أولوية ومصلحة وطنية فلسطينية".

 

وأضاف: "هذه المصلحة الوطنية لا تفرضها حماس ولا فتح، وإنما يتم صياغتها من خلال القراءة السياسية والتاريخية والحضارية والدينية للشعب الفلسطيني".

 

ورأى أن المشكلة الفلسطينية تكمن في أغلب مكوناتها في وقوع القضية الفلسطينية في حالة استقطاب إقليمي ودولي وعربي، وقال: "المشكلة أن الوضع العربي العام، المصالحة العربية، انقسام الحالة العربية، النظام الإقليمي العربي، يؤثر سلباً على القرار السياسي الفلسطيني، وبقدر التوافق في نطاق النظام الإقليمي العربي بقدر التوافق في الجانب الفلسطيني"، وأضاف متسائلا: "لكن نفترض أنه ليس هناك توافق عربي، هل نبقى رهينة لذلك؟".

 

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن أي نظام سياسي في العالم فيه العديد من التنظيمات والقوى السياسية، وكل تنظيم له برنامج سياسي خاص به، وهذا البرنامج السياسي يأتي من البيئة التي نشأ منها هذا التنظيم أو هذه القوة.

 

ورأى أنه "عند التعمق في المنطلقات والقواعد الأساسية لأي جسم فلسطيني، سوف نجد أن هناك قواسم مشتركة بلا شك، لأن البيئة السياسية واحدة، المنطلقات، والمحددات، والأولويات".

 

أما عن الاختلافات فقال شراب: "قد يكون هناك خلاف يتعلق بقضايا اجتماعية، اقتصادية، شكل النظام السياسي، لكن في النهاية هناك أولويات سياسية، لا يوجد خلاف عليها، وأعتقد أن إسرائيل نموذج، إسرائيل بها العديد من الأحزاب العلمانية واليسارية، والدينية، ومع ذلك، كل الأحزاب في إسرائيل تتفق على القضية الفلسطينية".

 

وذكر بأن هناك نقاط اتفاق فلسطينية كثيرة جداً، وخصوصاً أن هناك عامل أساسي يفترض أنه يوحد بين القوتين الرئيستين وبين بقية الفصائل، وهو الاحتلال، وأضاف: "الخلاف ظاهرة صحية، ولا يمكن أن نتصور أن يتطابق البرنامجين حتى في وقت المصالحة، هذا أمر طبيعي، لكن المهم هو الاتفاق على الإطار العام الذي يحكم الحركة السياسية".

 

ولدى سؤالنا له عن الخلاف الفكري بين الحركتين، وما إذا كان يقف عقبة دائمة أمام أي اتفاق، قال: "حماس حركة إسلامية دينية، لكنها في الوقت نفسه حركة سياسية فلسطينية، وأقولها بكل وضوح وصراحة، إذا أرادت حماس أو أي حركة أخرى أن تنجح، عليها أن تعكس خصوصية الحالة الفلسطينية، وبالتالي، بقدر استجابة حركة حماس لخصوصية الحالة الفلسطينية بقدر ما يمكن التوافق مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية، ولذلك الخلافات بين البرنامجين السياسيين، لا تعني عدم القدرة على إعادة صياغة النظام السياسي الذي يوفر التعايش السياسي"، حسب قوله.