لعبٌ بالنار

تحليل لماذا تُصر "إسرائيل" على مسيرة الأعلام في القدس المحتلة..؟

الساعة 11:51 ص|26 مايو 2022

فلسطين اليوم

ثلاثة أيام تفصلنا عن يوم الأحد، هو اليوم المنتظر فلسطينياً وعربياً وحتى في "إسرائيل"، فهو اليوم الذي حددته "إسرائيل" لمسيرة الأعلام الصهيونية التي سمح لها بالمرور من باب العمود في القدس المحتلة، وباتت فتيلاً لاشتعال المنطقة من جديد، بين تهديد المقاومة الفلسطينية وإصرار الاحتلال عليها، الأمر الذي ينذر بتصعيد جديد.

حالة من التأهب القصوى في المقاومة الفلسطينية، وداخل "إسرائيل"، على خلفية السماح بمرور مسيرة الأعلام بباب العامود، فنشر الاحتلال منظومة القبة الحديدية قرب الحدود مع قطاع غزة تحسباً لرد فعل من المقاومة.

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي ألغت مسيرة الأعلام العام الماضي لأول مرة في القدس المحتلة، بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ باتجاه القدس المحتلة تنفيذاً لوعدها في حال لم يتراجع الاحتلال عن قراره.

هذا العام، تصر "إسرائيل" على السماح لمرور مسيرة الأعلام، فيما أصدرت شرطة الاحتلال، أوامر بحماية هذه المسيرة، والاستعداد لها وتأمينها، والاستعداد لإخلاء المشاركين في "مسيرة الأعلام" في حال "احتمال إطلاق صواريخ نحو القدس".

وقد ألغت محكمة الاحتلال "الإسرائيلي"، حكماً أصدره قاضي محكمة جزئية كان يسمح للمتطرفين اليهود بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى، وفي ظل "الوضع القائم" المستمر منذ عقود، لا تسمح "إسرائيل" للمستوطنين والمتطرفين اليهود باقتحام باحات الأقصى إلا بشرط الامتناع عن ممارسة الشعائر والطقوس الدينية التلمودية.

مسألة ردع وصورة ذهنية

المحلل السياسي معاوية موسى، رأى أن الإصرار على إجراء ما يسمى "مسيرة الإعلام" في القدس، مؤسسي جداً ولا علاقة له بأي جانب شخصي، بل إن "إسرائيل"  تنظر لكل هذه الأحداث باعتبارها تُشكل وعي العرب والفلسطينيين وصورتها الذهنية في ذلك الوعي، لذلك تنظر إلى ذلك باعتباره إخلالاً في موازين القوى وفرضاً لنوع من قواعد اللعبة الجديدة عليها تجعل المزيد والمزيد يتجرؤون عليها.

وأوضح موسى في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "إسرائيل" تعيش على الردع وهي تدعي علناً أنها بفضل ذلك استطاعت الوصول إلى التطبيع بدون أثمان سياسية، ولذلك ستنظر إلى نفسها باعتبارها بدأت تخسر.

ولفت إلى أن "إسرائيل" ستبحث عن طريقة للخروج بصورة المنتصر دون أن تدفع الأمور نحو الحرب، ظاناً أن المقاومة تبحث عن صورة شبيهة كذلك، واستدرك: "لكن التوتر سيزداد ويتصاعد حتى اللحظة الأخيرة، قبل الوصول إلى صيغة ما تمنح الطرفين ما يمكنهما من رفع إشارة.

وتوقع موسى أن حدثاً سياسياً سيحدث في المنطقة سيقف حائلاً أمام تصعيد عسكري، وزيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن.

وبشأن تطور الأحداث لتصعيد محتمل، رأى قال موسى: الجميع يدرك أن التصعيد إذا حصل سيؤدي إلى معركة طاحنة لا أعتقد أن أحداً يريدها".

وعن استعداد الجميع لها: يعتقد موسى، أن الجميع في حالة جاهزية لكن المواجهة قد تؤدي إلى كارثة بالفعل، لا تستطيع "إسرائيل" التراجع خطوة أخرى إلى الخلف من وجهة نظرها فقد سجل في العام الأخير في مرماها العديد من النقاط في معركة الوعي وهي تعمل على ترميم ذلك، ومع هذا "إسرائيل" دولة مؤسسية براغماتية لا تخجل من التراجع خطوة إلى الخلف إذا رأت الضرورة تتطلب ذلك.

وأشار موسى إلى أن، لا أحد في هذه اللعبة، يريد أن يكشف ضعفه أو رغبته في التراجع حتى الدقيقة 90 لذلك ربما تنطبق على ما يحصل في هذه اللحظات ما يعرف بنظرية الدجاجة في العلوم السياسية.

فيما قال المحلل السياسي حسن لافي، أن إصرار الاحتلال على تسيير مسيرة الأعلام بمسارها الذي بسببه اندلعت "معركة سيف القدس" يدعو للتساؤل..!.

وقال لافي: "كيف قبل عدة اسابيع فقط خلال شهر رمضان يسارع المستوى الأمني والجيش لمكتب نفتالي بينت رئيس الوزراء ويطلبون منه منع مرور مسيرة للمستوطنين بقيادة بن غفير لباب العامود، ويتم وضع الشرطة "الإسرائيلية" في مواجهة المستوطنين من أجل منعهم، ويصدر قرار بمنع بن غفير للوصول لباب العامود حتى ولو أدى إلى اعتقاله، بسبب أن ذلك يعرض لأمن "إسرائيل" للخطر.

وأضاف:"ما الذي تغير في المعادلة.. هل هي مناورة عربات النار، الذي قد يكون الجيش الاسرائيلي جهوزيته لأي مواجهة، أم أنه تلاقت مصالح  نفتالي بينت قائد الحكومة متداعية السقوط مع رئيس الأركان  كوخافي الذي يبحث عن تحقيق انجاز قبل مغادرة مكتب رئيس الاركان بعد أن بات مضرب الأمثال في الفشل؟ أم بات لدى "الإسرائيلي" أن رد المقاومة لن يوصل الأمر لمواجهة مفتوحة؟ أم كل ما سبق؟.

 

كلمات دلالية