خبر وفدا «فتح» و «حماس» يسلّمان الردّ على الاقتراح المصري اليوم

الساعة 06:17 ص|28 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

عقد وفدا حركتي «فتح» و «حماس» الى جلسات الحوار الفلسطيني في القاهرة، اجتماعا أمس في مبنى جهاز المخابرات المصرية بحضور الطاقم الأمني برئاسة الوكيل عمر قناوي، على أن يجتمع الوفدان مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان اليوم.

 

ورجّحت مصادر مصرية مطلعة أن يلتقي سليمان وفدي الحركة اليوم بعد أن يكون عاد من زيارة للعاصمة الأردنية عَمَّان، لافتة إلى أن سليمان سيلتقي كل وفد على حدة، لكنها أشارت إلى أن هذا يتوقف أيضا على جلسة المحادثات التي تضم الوفدين والنتائج التي ستسفر عنها، داعية إلى تجنب استباق الأمور. وقالت إن سليمان سيلتقي الوفدين بعد الاطلاع على استفسارات الجانبين والتعديلات التي يريد كل جانب منهما إضافتها والأفكار المطروحة ومدى إمكان تطبيقها بعد بحثها ودرسها.

 

وقال قيادي مشارك في الحوار من «فتح» لـ «الحياة» إن الوفد برئاسة أحمد قريع (أبو العلاء) اجتمع أول من أمس مع المسؤولين المصريين في الفندق الذي يقيم فيه وفدا الحركة، ويفترض أن يشهد اليوم محادثات مكثفة ومطولة مع وفد «حماس» في حضور المصريين في مبنى المخابرات المصرية لبحث المقترح المصري، مضيفا: «المصريون سيستمعون لما سنطرحه نحن وحماس من أفكار واستفسارات عن الاقتراح المصري، وسيبحثون مدى إمكان الأخذ بهذه الأفكار لتطوير الاقتراح المصري وبلورته بحيث يصبح مقبولاً لدى الجانبين». ولفت إلى أن هناك تحفظات لدى الجانبين على هذا الاقتراح الذي يرى البعض أنه غامض فيما يرى البعض الآخر أن من الصعب تطبيقه على الأرض ويحتاج إلى إجراء تعديلات حتى يمكن التعاطي معه وعدم اللجوء إلى طرح بديل آخر عنه.

 

وقال عضو في وفد «حماس» لـ «الحياة»: «نأمل في التوصل إلى صيغة مرنة من أجل التوصل إلى توافق»، معتبرا أن الوضع الحالي في الساحة الفلسطينية «يشكل مأزقاً كبيراً لجميع الأطراف المتضررة من الانقسام، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، ويجب الخروج من هذا الوضع وإيجاد مخرج مناسب شرط عدم المسّ بالثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني والتي هي ركيزة الحركة». وشدد على أن «حماس لن تتنازل سياسيا، لكنها على استعداد للتعاطي مع أي صيغة مرنة لمعالجة هذا الوضع». واضاف: «لن نقبل باتخاذ مواقف سياسية تملى علينا أو أن نذهب بعيداً عن التزاماتنا تجاه شعبنا وجماهيرنا التي منحتنا ثقتها»، و «نحن نشارك في الحوار ولدينا الإرادة الحقيقية للتوصل إلى اتفاق وهناك حسن نيات من جانبنا ورغبة شديدة في إنهاء الانقسام تلبية لمطالب ومصالح شعبنا وقضيتنا». إلى ذلك، كثفت الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة من اتصالاتها مع الفصائل الفلسطينية والقيادة المصرية للمساهمة في إذابة الجليد بين «فتح» و «حماس». وأكد الأكاديمي ورجل الأعمال المستقل الدكتور ياسر الوادية أهمية الإسراع في إنهاء حال الانقسام الداخلي من أجل التفرغ إلى القضايا الرئيسة ومواجهة تحديات المرحلة في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة والتي تستغل الواقع الفلسطيني من أجل الاستمرار في العدوان على المقدسات وتوسيع شبح الاستيطان. وطالب كلا من «فتح» و «حماس» بمراجعة خياراته وحسم مواقفه باتجاه الدخول في مرحلة جديدة من الوفاق بعيدا عن النظرة الحزبية وخروجا عن قاعدة المنتصر والمهزوم على اعتبار أن الكل سيخرج خاسرا إذا استمر واقع الانقسام بهذه الصورة. وقال إن أصحاب البيوت المدمّرة في غزة والعائلات المقدسية المرابطة في القدس التي تتعرض لبرامج التهويد الإسرائيلية، تنتظر قرارا فصائليا ينهي مأساة تسببت في إهمال ملفاتهم المهمة التي هي بحاجة إلى حلول فورية تتيح لهم الصمود أمام البربرية الإسرائيلية.

 

من جانبه، قال القيادي في «فتح»، عضو وفدها إلى حوار القاهرة نبيل شعث إن المفاوضات التي جرت مع وفد «حماس» إيجابية للغاية، مضيفاً أن «الأمور تسير بشكل إيجابي يفوق ما كنا نتوقعه». وأوضح أن المحادثات في الجلسة الأولى استغرقت ثلاث ساعات وستستأنف إلى حين بلورة الموقف، معرباً عن أمله في حدوث توافق.

 

وكان شعث يتحدث الى «الحياة» عقب الجلسة الاولى من المحادثات بين الحركتين، وقال إن اللجنة المقترحة من الجانب المصري تجد قبولاً لدى الجانبين مع إجراء بعض التعديلات. ونفى ما تردد عن أن اللجنة المقترحة من الجانب المصري منوطة بالتوفيق بين حكومتي غزة ورام الله أو أنها أداة وصل بين الجانبين، معتبراً أن هذا غير صحيح. وقال إن اللجنة مكلفة الإشراف على تنفيذ الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها في الحوار الفلسطيني. ولفت الى أن هذه اللجنة تستمد شرعيتها من الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وهو مرجعيتها، بالإضافة الى حكومة رام الله المكلفة من قبله، موضحاً أن الدعم السياسي والتمويل المادي لهذه اللجنة سيكون عبر الحكومة الشرعية في رام الله. وشدّد على أن حكومة رام الله ستظل قائمة تقوم بمهماتها وتتولى كل ما يتعلق بالشأن السياسي والأعمال المنوطة بمفاوضات السلام.