من هو الأسير "محمود أبو شرين" صاحب الابتسامة خلال جلسة محاكمة مساعدي "أبطال جلبوع" ؟

الساعة 09:51 م|22 مايو 2022

فلسطين اليوم

كانت عائلة الأسير "محمود أبو شرين" من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، تستعد لاستقباله بعد 13 يوما، عندما وصلها نبأ تحويله للتحقيق والعزل واتهامه من قبل إدارة "سجن جلبوع" بتقديم المساعدة الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من "سجن جلبوع" العام الفائت.

محمود كان قد أنهى فترة محكوميته البالغة أربع سنوات ونصف، حيث اعتقل في 2017 من حاجز "الجلمة" بتهمة محاولته تنفيذ عملية بالقرب من الحاجز برفقة صديقه، ولم يكن حينها قد أكمل العشرين عاما، وهو ما جعل العائلة يزداد قلقها عليه طوال هذه الفترة، ولكن ما كان يهون عليها ذلك وجوده في الغرفة التي كان يتواجد فيها الأسير "محمود العارضة" الذي احتواه وقدم له الدعم طوال هذه الفترة.

ومنذ اعتقاله كانت العائلة تنتظر لحظة الإفراج عنه بفارغ الصبر، ليمارس حياته التي حرم منها صغيراً في السجن، ولكن الحكم الذي نطق به القاضي اليوم ضده، بالسجن أربعة سنوات جديدة وغرامة مالية قدرها 200 شيكل، أدخلت العائلة بصدمة وحزن كبيرين.

بدورها تقول والدته سناء أبو شرين لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"إن الحكم كان مفاجأة لنا وبصراحة صُعقنا من الحكم، واعتقدنا أنهم سيكتفون بالمدة التي قضاها بعد انتهاء حكمه وحتى الآن".

وأضافت أبو شرين:"إن ما يخفف عنها صدمة الحكم، ما رأته على شاشات التلفاز، وما نقلته لها شقيقتها التي تعيش بالداخل المحتل وسمح لها بحضور جلسة المحكمة ورؤيته الحديث معه، حيث كان يتمتع بمعنويات عالية جداً، ولم يهتز بعد النطق بالحكم وعلى العكس كان يبتسم مطمئناً.

وتروي الوالدة الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها إدارة السجون ضد محمود والأسرى الثلاثة الذين حكموا بتهمة تقديم المساعدة للأسرى الستة بعد اكتشاف إدارة السجون "هروبهم"، رغم من أنه كان في حينه متواجداً في قسم آخر:" قاموا بالتحقيق مع كل الأسرى الذين كانوا في الغرفة التي انتزع الأسرى حريتهم منها ومن ضمنهم محمود، وبعد التحقيق القاسي نقل من سجن جلبوع إلى عزل "أيلون" في ظروف صعبة للغاية".

وتابعت أبو شرين :"خلال فترة التحقيق الأولى تعرض محمود للتنكيل والضرب والحرمان من أبسط ظروف الحياة الآدمية، ولأشهر طويلة مُنعت العائلة من زيارته والاطمئنان عن وضعه، ووصلت للسجن ومنعت من زيارته".

وأردفت قائلة:"عشنا أياما صعبة للغاية، لم يكن أحد يعلم ما الذي يجري معه ككل ما يصلنا أنه في العزل، حاولنا زيارته المحامين وممثل من الصليب الأحمر كان الاحتلال ينكر وجوده في ذلك السجن".

وبينت الوالدة، أنه وبالرغم من تقديم للمحاكمة خلال أشهر، إلا أن إدارة السجون لا تزال تفرض عقوبات مشددة عليه بالعزل في ظروف صعبة للغاية، وتقييد زيارته حيث لا تسمح سوى لشخص واحد بزيارته وكل ثلاث اشهر، موضحةً أن الاحتلال استغل الانشغال الإعلامي بالبحث عن الأسرى الستة ونكل بهم خلال التحقيق وبعده بإجراءات انتقامية.

وأشارت إلى أنه كان محمود رغم كل ذلك يحرص خلال زيارتها له أن يبدو متماسكا بمعنويات عالية أكثر منها ويحاول مواساتها ورفع معنوياتها، ولكن أثار العزل والتنكيل، كانت تبدو واضحة عليه.

ولفتت أبو شرين إلى أنه قدم الاحتلال له تهمة تقديم المساعدة للأسرى الذين حرروا أنفسهم من السجن على حفر النفق خلال فترة تواجده في الغرفة، وأنه كان على علم بمخطط الهروب ولم يبلغ عنهم.

وطالبت الوالدة وسائل الإعلام بالتركيز على قضيتهم، قائلةً:" الآن سنعود من جديد لرحلة العذاب في السجون وخاصة أن الاحتلال فرض عليه عقوبات كبيرة ويحاول الانتقام منه ومن باقي الأسرى بكل الوسائل".

كلمات دلالية