خبر تشاؤم يسيطر على المواطنين بالقطاع مع انطـلاق الجـولة الـرابعـة للحوار

الساعة 05:56 ص|28 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

سيطرت مشاعر من التشاؤم والإحباط على معظم المواطنين من سكان محافظة رفح، بالتزامن مع انطلاق الجولة الرابعة للحوار الوطني الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة.

وتوقعت الغالبية العظمى للمواطنين فشل الحوار، وعودة المتحاورين دون اتفاق، خاصة مع تواصل التحريض الإعلامي والإجراءات التي تعمق حالة الانقسام.

ويرى أحمد أبو عساكر، المدير التنفيذي للجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون برفح أن المتحاورين أفشلوا الحوار قبل توجههم إليه، موضحا أن تعيين النائب فتحي حماد وزيرا للداخلية في قطاع غزة في هذا الوقت يثير الكثير من التساؤلات حول مغزى ذلك.

وأشار إلى وجود بعض الجهات في كلا الطرفين معنية باستمرار حالة الانقسام وإفشال أي حوار، مدللا على ذلك باستمرار التحريض والتراشق الإعلامي، وكذلك الاعتقالات على خلفية سياسية في الضفة وغزة.

وأكد أبو عساكر أن نجاح الحوار يحتاج إلى نوايا صادقة وعزيمة حقيقية، وقبل ذلك كله تهيئة الأجواء بخلق مناخات إيجابية، تتمثل بوقف التحريض الإعلامي وبناء جسور من الثقة والمحبة بين الطرفين وتهيئة المواطنين للمصالحة.

من جهته، توقع نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن يكون مصير الحوار الفلسطيني الحالي الفشل، خاصة وأنه قام على مبدأ الثنائية والمحاصصة بين حركتي "فتح" و"حماس".

وأوضح غنيم أنه حتى في حال نجح الحوار فإنه لن يدوم طويلا، وسيفشل كما حدث مع اتفاق مكة، القائم على المحاصصة والثنائية.

وأشار إلى أن الأجواء والتصريحات من كلا الطرفين قبيل انعقاد الحوار تدعو إلى مزيد من التشاؤم، مشددا على أن شمولية الحوار وتهيئة الأجواء المناسبة ووقف التحريض الإعلامي من الأسباب الهامة لنجاحه.

وتوقع الناشط المجتمعي محمود معمر الفشل لجولة الحوار الرابعة، مشددا على أن المعطيات الحالية من الطرفين لا تبشر بحدوث انفراج أو صيغة توصل إلى حل في القضايا العالقة، خاصة في ظل استمرار الاعتقالات السياسية والتأجيل المستمر لجلسات الحوار، والتصعيد في النبرة الإعلامية من كلا الطرفين.

وأوضح معمر أن المواطن البسيط كان وما زال هو الضحية الأبرز لاستمرار حالة الانقسام، سواء أكان هذا المواطن مريضا بحاجة إلى السفر للعلاج بالخارج، أو كان طالبا يريد مغادرة القطاع لاستكمال تعليمه.

واعتبر أن المواطنين في الضفة وغزة أيقنوا أن هناك أطرافا مستفيدة من الوضع الراهن، مطالبا الجميع بالعمل على تعريتها وفضحها، مشددا على ضرورة أن يقوم المجتمع المدني بدور فاعل من أجل الضغط على الطرفين لإنهاء الانقسام.

وقال معمر، إن على الشارع الفلسطيني أن يتحرك بشكل سلمي، خاصة الشباب، للضغط على المتحاورين وصناع القرار للتوصل العاجل إلى حلول.

أما همام أبو مور من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني فقال، إنه وبغض النظر عن توقعاته حول مصير الحوار الفلسطيني فلا بد أن يبذل المتحاورون كل جهد ممكن من أجل إنجاحه، مؤكدا أن الرعاية المصرية للحوار الفلسطيني فرصة يجب على الجميع أن يغتنمها.

وقال: إن الشعب يعلق آمالا كبيرة على الجولة الرابعة للحوار للتخلص من حالة الانقسام واستعادة الوحدة، معتبرا أن المطلوب من الفصائل تغليب المصلحة الوطنية للشعب.

ولا يتوقع المواطنون في قطاع غزة الكثير أو حتى القليل من جولة الحوار الحالية في القاهرة، ولا يوجد أدنى شك عند هؤلاء بفشل جولات الحوار، أو تأجيلها في أحسن الظروف.

ويستند المواطنون في تطيرهم إلى كثرة التصريحات التشاؤمية الأخيرة للعديد من المسؤولين، فأصبحوا في القطاع يتحدثون عن مرحلة ما بعد فشل الحوار وليس عما سينتج عنه، كالتخوف من مزيد من التدهور الاقتصادي والأمني.

 

وعبر الشاب خالد عرفات عن تشاؤمه من التقدم في الحوار، بالإشارة إلى التصريحات الأخيرة لقياديين في "حماس" و"فتح"، والتي اعتبر أنها لا تبشر بالخير.

وأعرب عرفات عن مخاوفه مما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية في غزة بعد إعلان الفشل المتوقع لجولة الحوار، لافتا إلى أن التسريبات الإعلامية حول تعيين حركة حماس وزيراً جديدا للداخلية رسخت تشاؤم المواطنين حول نتائج الحوار.

ويتوقع عرفات الذي يعمل في إحدى المؤسسات الأهلية أن تشهد الأوضاع الاقتصادية والأمنية مزيدا من التدهور إذا ما أعلن عن فشل الحوار خلال الأيام القادمة، فيما يقول المواطن رائد صوان إنه لا يحتاج إلى كلام محللين سياسيين، مشيرا إلى أنه يحتك مباشرة ببعض القياديين البارزين في الفصائل الرئيسة ويعرف نواياهم.

وأضاف صوان، أنه وصل إلى قناعة من خلال حديثه مع هذه الشخصيات بحكم قربه منهم بعدم جديتهم في التوصل إلى اتفاق وطني وحدوي.

وأبدى المواطن حاتم زكي تشاؤما شديدا تجاه إمكانية نجاح الحوار، وقال إن التقاء السماء بالأرض أقرب من توصل حركتي فتح وحماس إلى اتفاق، متهما الحركتين بالسعي والجري وراء مصالحهما الداخلية وإدارة الظهر للمصلحة الوطنية العليا.

وقال زكي المتضرر من الانقسام، إن هناك أطرافا خارجية تشجع طرفي الخلاف على التمترس خلف مواقفهما وعدم التوصل إلى الاتفاق، وذلك من خلال إمدادهما بالدعم المادي.

ونصح زكي الذي فقد مصدر رزقه بعد الانقسام المواطنين بعدم تعليق أي آمال على جولة الحوار الأخيرة، ودعاهم إلى قراءة المواقف بشكل صحيح ومتعمق.

وقال، إن الإجراءات على الأرض في قطاع غزة لا تبشر بخير ولا تؤسس لوحدة وطنية، والأمر ينطبق على الضفة الغربية بحسب ما يسمع في الأخبار.

ويخشى أحد نشطاء حركة "فتح" من تدهور أوضاعهم الأمنية إذا ما فشلت جولة الحوار، مشيرا إلى أن العديد من أفراد الحركة تعرضوا لمضايقات خلال الأيام الماضية من قبل أجهزة الحكومة المقالة.

وأعرب عن مخاوفه من أن تكون هذه الإجراءات مقدمة لإجراءات قاسية بحقهم إذا ما فشل الحوار، مؤكدا أنه يتابع جولة الحوار الحالية بقلق شديد.

وتتبادل "فتح" و"حماس" الاتهامات حول قيام الأجهزة الأمنية التابعة لكل منهما بشن حملة اعتقالات ضد عناصرهما في الضفة وغزة.

ويسود قلق عميق أوساط المتضررين والمهجرين الجدد من إمكانية فشل الحوار بشكل نهائي، الأمر الذي سيؤثر على حظوظهم وحقهم في إعادة إعمار منازلهم المدمرة.

وبدا أبو حاتم السلطان الذي فقد منزله وثلاثة منازل لأبنائه خلال الحرب متوترا بعد سماعه آراء تدعو إلى التشاؤم، من قبل بعض المواطنين الذين تجمعوا لزيارة أحد المرضى في أحد مشافي مدينة غزة.

ويريد السلطان، وهو في منتصف الخمسينيات من عمره، أن يعاد إعمار منزله ومنازل أبنائه، مؤكدا أن هذه أولوية قصوى له بعد أن ذاق أسوأ أشكال العذاب خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وانتقد السلطان الذي يسكن حي السلاطين غرب مدينة بيت لاهيا عدم اكتراث حركتي فتح وحماس بأوضاع المشردين واللاجئين الجدد الذين يسكنون الخيام.

ويرجح أحد المستقلين المعروفين في غزة فشل جولة الحوار الحالية، مشيرا إلى أن مواقف "فتح" و"حماس" لا تزال على حالها ودون تقدم حقيقي في أي من نقاط الخلاف.

وتوقع المستقل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن يلجأ الرئيس محمود عباس إلى إعلان تشكيل حكومة جديدة، فيما ستقدم حماس على توسيع حكومتها عبر تعيين وزراء جدد وخصوصا في الداخلية وربما الخارجية.

لكن المستقل نفسه توقع عدم إعلان القيادة المصرية فشل الحوار بل ستقوم بتأجيل جولاته القادمة لمدة شهر، وتوقع أن تظل الأوضاع الأمنية بين الطرفين على حالها دون ارتفاع في وتيرة الاعتقالات المتبادلة والعمليات الانتقامية.

واستغرب عدم إذعان "فتح" و"حماس" لآلاف المناشدات والدعوات التي وجهها مواطنون وقيادات لهم على مدار الأيام والأسابيع الماضية.