20 شهيداً منذ بداية عام 2022

ما هي السياسة الجديدة التي تتبعها "إسرائيل" في اغتيال المقاومين بجنين..؟

الساعة 11:40 ص|21 مايو 2022

فلسطين اليوم

ما يُقارب من 20 شهيداً من جنين بينهم فتاة منذ بداية عام 2022، في المدينة التي أَرَقت جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وباتت عاصمة المقاومة الفلسطينية، خرج منها أبطالٌ مقاومون بعمر الزهور، منعوا التجول في مدن الاحتلال، وعبثاً حاول أن يخمد نار المقاومة باجتياحات لا تكمل طريقها، لكنها تخضب الأرض دماً.

هؤلاء الشهداء، الذين تخضبت الأرض بدمائهم، يرتقون خلال تصديهم لاجتياحات واقتحامات متكررة للمدينة، والتي زادت في الآونة الأخيرة، وباتت بشكل يومي، لتصبح سياسة لدى جيش الاحتلال باغتيال شبان المقاومة واحداً تلو الآخر بعد أن فشلت في اعتقال الكثير منهم.

فاليوم ارتقى الشهيد المقاوم ابن سرايا القدس- كتيبة جنين أمجد الفايد، ليرفع عدد شهداء محافظة جنين منذ بداية العام الجاري 2022 إلى20 شهيداً، نفذ عدد منهم عمليات فدائية أدت لمقتل جنود ومستوطنين.

سياسة التنقيط

المحلل السياسي حسام الدجني، رأى أن "إسرائيل" تنتهج سياسة خطيرة وهي فصل المناطق كما فعل سابقاً مع قطاع غزة، وهي سياسة تهدف لاستنزاف المخيم بدون أن يدخل في أتون معركة شاملة لا تريدها "إسرائيل"، وبدون أن تتحرك المناطق الأخرى كنابلس والخليل طولكرم ورام الله وأريحا، وكافة مدن الضفة المحتلة.

وأوضح الدجني في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، ما لم ينتبه شعبنا الفلسطيني بأكمله لذلك الأمر، فإن هذا سيؤثر بشكل سلبي على الروح المعنوية والمقاومة في جنين تحديداً، لأنه كان ينبغي أن يتحرك شعبنا عندما يتم اقتحام جنين واستنزافها بهذه الطريقة بشكل يومي.

وأشار الدجني إلى أن "إسرائيل" أخذت في سياسة التنقيط في اغتيال المقاومين والمدنيين، وبدأت تقلم أظافر جنين في سياسة تهدف من خلالها عدم تحرك المناطق الأخرى.

استنزاف جنين

وحول ما إذا كانت "إسرائيل" تنوي اجتياح كامل لمخيم جنين، قال الدجني:" في تقديري لا تريد "إسرائيل" الذهاب إلى اجتياح كامل للمخيم، لأنه يعني بالنسبة "لإسرائيل" انفجار الأمور وهو مالا تريده، وتنتهج هذه السياسة بشكل دائم ومستمر لفترة طويلة، لأن تصل أن تصبح جنين بالنسبة لها من خارج سياق الوطن الفلسطيني، واستنزاف جنين.

ولفت الدجني إلى أن "إسرائيل" باتت تنتهج هذه السياسة بتقسيم الشعب الفلسطيني وملامح التعاطي مع كل منطقة بخلاف المنطقة الأخرى، التعامل مع القدس يختلف عن غزة وجنين وال48.

وأكد الدجني ضرورة أن يكون هناك حراك وطني حقيقي، وأن يتحرك كل شعبنا في مقاومة شعبية على الأقل في كل المناطق، وعلى الاحتلال أن يدرك أنه إذا وجه سهامه لصدر أي مواطن فهو في صدر ابن رام الله والخليل.

 

معلومات استخبارية

المحلل السياسي حسن عبدو خالف الدجني في توقعاته، فهو يرى أن كل المؤشرات ومن يراقب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" واقتحامه لجنين ومخيمها يدرك أن "إسرائيل" تُجهز لهجوم واسع على جنين ومخيمها، تحديداً العمليات اليومية التي تجري في جنين.

وأوضح عبدو في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن جيش الاحتلال يقوم بعمليات اقتحام يومية للمخيم وهو دخول استكشافي لجمع المعلومات الاستخبارية حول المخيم وعناصر قوة المقاومة، وسلاحها وعتادها وحجم أسلحتها ومقتنياتها، تسبق اجتياح كامل للمخيم.

وبين، أن جنين اليوم باتت حالة مشابهة لغزة لا يريدها الاحتلال، لذا فهو يريد أن يغير المسار في جنين وكل مدن الضفة المحتلة، مُقدراً أن يكون هناك في الصيف القادم على أكثر تقدير دخول واسع لجنين، لقطع الطريق عليها أن تكون كغزة.

وأشار عبدو، إلى أن الاحتلال في هذا الوقت يحاول جمع المعلومات الاستكشافية ومعرفة حجم التسليح ودراسة المنطقة للتحضير لعملية أوسع وأشمل مما يحدث بشكل يومي.

معركة واحدة

وبين المحلل السياسي، أن الاحتلال بعد فشله في معركة القدس، كونها تشد عصب الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لذا يجب النظر لجنين كونها معركة جزء من القدس، وأن جنين خط الدفاع الأول عن القدس كما غزة، لذا يجب التنبه لوحدة المعركة.

ورأى عبدو أهمية أن تنظر المقاومة الفلسطينية لجنين وغزة القدس بأنها معركة واحدة، لعدم السماح بالاستفراد بأي طرف من الأطراف، فالمعركة في الضفة المحتلة تتقدم بفعل ما حصل في معركة القدس، ومعركة سجن جلبوع، التي دفعت بدماء جديدة في عروق الشعب الفلسطيني، وبث روحاً جديدةً في دماء الفلسطينيين.

 

كلمات دلالية