خبر إغراق القطاع بالـمساعدات الإنسانية يؤثر على الحركة الشرائية في الأسواق

الساعة 05:18 ص|27 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة (محمد الجمل)

تعاني أسواق قطاع غزة حالة من الركود منذ عدة أشهر، بعد إغراق قطاع غزة بكميات كبيرة من المعونات الغذائية والمساعدات الإنسانية التي وزعتها وكالة الغوث الدولية "أونروا" وجهات إغاثية أخرى، واستفادت منها عشرات آلاف الأسر الفقيرة والمتضررة جراء العدوان الإسرائيلي.

ولوحظ تراجع كبير في شراء العديد من السلع الغذائية والتموينية، خاصة الرئيسية منها كالدقيق والسكر والأرز وزيت الطعام.

ويشير بعض التجار وأصحاب البقالات المنتشرة في محافظة رفح إلى أن الحركة الشرائية تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أعوام، موضحين أن الطلب يكاد يكون معدوما على المواد المذكورة، ومن يريدها يشتريها من الأرصفة أو الأسواق الشعبية، حيث تباع هناك المواد التي تسلمتها العائلات من الجهات الإغاثية وتكون أسعارها أقل من التسعيرة الرسمية بكثير.

من جهته، أكد المواطن حسام مصطفى ويمتلكك بقالة في مخيم يبنا جنوب محافظة رفح أنه يعاني وأمثاله من التجار جراء الكساد المذكور، موضحا أن البضائع والسلع مكدسة في بقالته ولا تجد من يشتريها.

ولفت إلى أن الطلب يكاد يكون محصورا على عدد محدود من السلع، لم توزع من قبل المؤسسات الاغاثية.

وأوضح مصطفى أن الكثير من المواطنين يعرضون عليه شراء بعض المواد الغذائية الفائضة عن حاجتهم لكنه يرفض شراءها نظرا لصعوبة بيعها، متوقعا أن تستمر حالة الركود حتى نفاد السلع من المنازل وتراجع توزيع المساعدات.

أما المواطن محمد رمضان وكان يبيع مواد غذائية في سوق رفح الأسبوعية، فأكد أن السوق تعاني حالة من التشبع في مختلف أنواع المواد التموينية، والطلب على هذه المواد يكاد يكون معدوما، موضحا أن عشرات التجار والباعة تضرروا جراء ذلك، وبعضهم حول نشاطه للتجارة في أنواع أخرى من السلع والبضائع، وخاصة المهربة.

المواطنون أكدوا عدم حاجتهم لشراء أي من المواد التموينية من الأسواق بعد أن تسلموا كميات كبيرة من "أونروا" ومؤسسات أخرى.

ويشير المواطن فادي العبسي إلى أنه لم يشتر لعائلته دقيقا أو سكرا أو أرزا منذ ما يزيد على الثلاثة أشهر، مؤكدا أن الكمية التي تسلمها من "أونروا" لم تكد تنفد حتى سلمته الأخيرة كميات أخرى أكبر.

أما المواطنة "أم براء" وهي من أصحاب البيوت المدمرة، فأكدت أنها منذ هدم منزلها بصورة كلية خلال الحرب على غزة وهي تتلقى مساعدات بالجملة، موضحة أنها وصلت إلى الاكتفاء ولديها مخزون من السلع الغذائية والأغطية.

وأوضحت "أم براء" أنها حاولت بيع الكميات الفائضة عن حاجتها في السوق لكن التجار عرضوا عليها أسعارا منخفضة، فقررت إهداءها لبعض الأصدقاء وتخزين ما يصلح منها.

المواطن علاء عبد الله، ويعمل موظفا لدى السلطة، أكد أن شريحة الموظفين كانت لا تتسلم معونات لكن "أونروا" قررت تسليمهم بعد الحرب، موضحا أن المساعدات التي تلقاها لمرة واحدة لم تنفد، وفي حال نفدت فإنه يتوجه إلى مراكز التوزيع لشراء المواد التموينية بأسعار قليلة.