"سيف القدس" بعد عام.. خطوط حمراء رسمّت خارطة المرحلة..!

الساعة 06:55 م|09 مايو 2022

فلسطين اليوم

شكلت معركة "سيف القدس" منعطفًا هامًا في الصراع المتلاحق مع الاحتلال، لا سيما مع تزامن ذكرى المعركة والتوترات التي تشهدها الساحة الفلسطينية بالقدس مع "إسرائيل"، إلى جانب تزايد وتيرة العمليات الفدائية في الداخل المحتل، وتلويح الاحتلال بالعودة الى الاغتيال لقادة المقاومة.

محللان سياسيان، أجمعا، على أن سيناريو معركة "سيف القدس" التي تواصلت على مدار 11 يومًا في مايو 2021، من الممكن أن تتكرر في الوضع الراهن، في ظل الضربات المستمرة على وقع العمليات الفدائية في الداخل المحتل، فضلًا عن حالة الاشتباك والمواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة.

معادلات مهمة

المحلل السياسي عصمت منصور، أكد، أن "سيف القدس" ثبّتت معادلات مهمة  و لا نزال نرى أثرها بعد مرور عام على المعركة، مشيرًا إلى أن المقاومة بغزة ثبتت معادلة الردع لتخدم نضالات شعبنا وتشكل درعًا حصينًا امام تجاوزات الاحتلال، كما حدث في أحداث الأقصى والمقدسات الإسلامية.

وبشأن تكرار سيناريو "معركة سيف القدس"، قال منصور لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن ذلك وارد، مبينًا في الوقت نفسه، أن هذا الخيار مستبعد لعدة أسباب، منها التكلفة العالية لهذا النوع من المعارك للاحتلال كبير جدًا، إلى جانب ضعف شخصية وصلاحيات رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، وعدم امتلاكه الأغلبية داخل الحكومة.

وأضاف، أن المنظومة الأمنية "الإسرائيلية" وشركاءها هم الذين يتحكمون في اتخاذ قرار وازن بشن حرب على قطاع غزة، لافتًا أن بينيت صاحب العقلية المتطرفة لا يمكنه التفرد بهذا القرار.

ألف حساب

وأوضح منصور: "هناك حديث ودعوات "إسرائيلية" عن حملة عسكرية، ولم يصل بعد لمرحلة رأي عام مؤيد لشن حرب على غزة، فإسرائيل تحسب ألف حساب لاتخاذ قرار بالمعركة المقبلة مع المقاومة بغزة"، مستدركًا: "يبقى خيار معركة جديدة ضد غزة على طاولة الاحتلال واللجوء إليه يحتاج عوامل كثيرة وليست متوفرة حاليًا".

كما بيّن المحلل السياسي، أن قرار الاحتلال بشن الحرب على غزة يأتي في حالة تزايد العمليات الفدائية الداخل، في ظل عدم سيطرتها عليها، مضيفًا أن مسألة دعم قيادة المقاومة للعمليات الفدائية بأي طريقة، وقتها قد يبحث الاحتلال عن خيار عسكري مع غزة لتعويض فشله في مواجهة العمليات لخلق حالة رادعة وإشغال الأنظار عنها.

سياسة الاغتيالات

وحول عودة الاحتلال الى سياسة الاغتيالات، أشار إلى أن "إسرائيل" تريد أن تثبت امتلاكها خيارات عسكرية لتفعيل أدوات الردع من خلال التسريبات والتهديد لخلق حالة معادلة القوة، مبينًا أن استمرار التحريض على العمليات الفدائية من غزة سيدفع الاحتلال لسياسة الاغتيال التي يتوهم أنها سيف مسلط على قادة المقاومة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنها فشلت في الماضي.

المختص في الشأن "الإسرائيلي" عزام أبو العدس، قال إن "تكرار سيناريو معركة "سيف القدس" بات أقرب من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن تخبط الاحتلال وضغط الأحزاب اليمينية على الحكومة المأزومة والتي قد تنهار في أي لحظة، يمكن يكون ذلك على حساب الدم الفلسطيني بشن حرب على القطاع".

وأضاف أبو العدس لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "جهاز الشاباك عاجز أمام استمرار العمليات الفدائية الفردية والتي لا يمكن التنبؤ بها لمواجهتها ووأدها، لذلك يبحث عن مخرج أو جهة لاتهامها وإلقاء اللوم عليها، لذلك بدأ بتوجيه الاتهامات للمقاومة بالتهديد في قطاع غزة".

وتابع: "في حال فرضت الحرب على غزة ستأتي بظل حالة الغليان في الضفة المحتلة، وفقدان السيطرة على حالة الاشتباك الدائم، كما سينتفض الداخل المحتل مرة أخرى كما حدث في معركة سيف القدس بسبب وحشية الاحتلال في التعامل مع أهالي الداخل والقوانين العنصرية بحقهم ويفرضها عليهم".

محور المقاومة

هناك تخوف لدى المنظومة "الإسرائيلية" من تدخل محور المقاومة حال وقوع معركة "إسرائيلية مع غزة، خاصة حزب الله الذي قد ينتقم من الاحتلال جراء جرائمه في سوريا، كما حدث في "سيف القدس" حينما جرى اطلاق صواريخ من لبنان آنذاك. وفق المحلل في الشأن "الإسرائيلي".

وبشأن المناورة "الإسرائيلية" التي جرت اليوم الاثنين، أوضح أبو العدس، أنها تأتي في إطار حشد الجنود والتشكيلات العسكرية تحت ذريعة المناورة وتشتيت الانتباه، مبينًا: "الاحتلال يعاني من ضعف لدى قواته بسبب أنه في السنوات الأخيرة تحول جيشه النظامي الذي يزعم قدرته على القتال في كافة الجبهات إلى قوات شغب واقتحام بيوت واعتقال، ويحاول تلافي هذا الضعف من خلال هذه المناورات.

غير جاهزة

وأضاف المحلل، أن الاحتلال غير مستعدة للذهاب في جولة تصعيد مع غزة، الملاجى في الشمال غير جاهزة، والقدرات القتالية ضعيفة حال كانت على 3 جبهات مختلفة، إلى جانب فشل أداء القبة الحديدية بمعركة سيف القدس، فيما لم يستبعد أن تهرب حكومة الاحتلال إلى خيار الحرب.

وتسبب العدوان "الإسرائيلي" الأخير في مايو 2021 على قطاع غزة، بارتقاء 280 شهيداً من بينهم 96 طفلاً و 40 سيدة و 17 مسناً، إضافة إلى أكثر8900 إصابة بجراح مختلفة، فضلا عن تضرر 1800 وحدة سكنية وتدمير 184 برجاً ومنزلاً وعدداً من المصانع والمرافق الاقتصادية.

كلمات دلالية