خبر أرفص يا بيبي أرفص .. هآرتس

الساعة 11:20 ص|26 ابريل 2009

بقلم: الداد يانيف

ليست هناك كلمة عبرية محببة على قلب نتنياهو من "الصد". في كل مقابلة او لقاء تخرج هذه الكلمة من فمه ويقوم من خلالها بالتأكيد على انجازاته التي حققها. هذه خلاصة فلسفته ورؤيته السياسية. دحرجة الكرة وابعادها بدلا من ركلها واحراز هدف.

نتنياهو الوفي لنهج حياته يتفاخر في كيفية صد اساءات العرب لاسرائيل خلال منصبه كسفير لبلاده في الامم المتحدة وصد مخاطر اوسلو عندما كان رئيسا للوزراء في المرة الاولى وصد دعاء الهستدروت لافشال الاصلاحات البنوية عندما كان وزيرا للمالية. الا ان اسرائيل تحتاج اليوم راشدا ومحرزا، هداف حقيقي وليس حارسا للمرمى. براك اوباما ليس اسحق شامير.

نتنياهو يوضح لنا منذ ثلاث سنوات ان لديه خطة منظمة وانه سيتمكن من صد المخاطر التي الحقها بنا شارون وايهود اولمرت وتسيبي ليفني ان اتحنا المجال له للعودة. نتنياهو وعدنا باستراتيجية كاملة وجاهزة وكأنه يقدم لنا شيئا كاملا وبديلا فعليا، لكيفية الخروج من الوضع. ولكن مع مرور شهر على حكمه، ما زالت اسرائيل تتدحرج في الحلبة السياسية دون مخرج.

اوباما تعهد باسطنبول باقامة دولة فلسطينية واقسم في انابوليس، وجورج ميتشل يتأكد من ان الرسالة قد استوعبت في القدس. ونتنياهو؟ يحل واجباته. بين جدران ديوان رئيس الوزراء التي سمعت كل الاسرار، يقوم نتنياهو بدراسة الوضع ويغرق في بحر من عشرات الملفات والبروتوكولات السياسية.

وفي الوقت الذي يقوم فيه التلميد بنيامين نتنياهو بقراءة رسالات لفني – او ابي العلاء وبرتوكولات لقاءاتهما السبعين، لاول مرة منذ سنوات طوال لا يسارع رئيس وزراء اسرائيل للتوجه للغرفة البيضاوية لعرض صحبته على رئيس الولايات المتحدة ويقدم لملك الاردن خصميات في المطار العسكري اندروز في الطريق الى البيت الابيض.

رئيس وزراء اسرائيل الذي تعهد لايهود باراك بالوفاء لالتزامات كل اسلافه، يتنكر لالتزام بن غوريون بقرار الجمعية العمومة للامم المتحدة رقم 181، هذا الذي اتخذ في تشرين الثاني 1947 والذي يتحدث عن دولتين لشعبين. فجأة اصبح الفلسطينيون هم الذين يصرخون بانه لا يوجد من يتفاوضون معه، محمود عباس يوضح لتوني بلير انه لا يمتلك شريكا.

في الساحة الدولية الجديدة التي يشرف اوباما عليها، هذه الساحة التي تدار بوتيرة سريعة وتتحرك فيها الاحداث، لن ينجح نتنياهو في لعبة الاستغماية والمماطلة في الوقت على امل حدوث ازمة امنية شمولية او حدث مؤخر في هذا الزمن.

وعندما ينتهي نتنياهو من قراءة ملفاته ما الذي سيكتشفه؟ بان البحر هو نفس البحر وان العرب هم نفس العرب وانه بين الاردن والبحر ستكون بعد قليل اغلبية مطلقة للعرب ستغرق الدولة كالطوفان ان لم نقم بتقسيمها الى دولتين. وماذا حينئذ؟ هل سنستورد الابارتهايد ام سنخرج خطة آلون من التحنيط؟ ام قد نرسل شمعون بيرس الى عمان مع اتفاق لندن؟

عما قريب سيكتشف نتنياهو ما تعرفه اغلبيتنا منذ زمن. ان من الواجب تحريك خطة سياسية جريئة تتخاطب مع المبادرة السعودية وتحث اوباما على النضج حتى يكون من الممكن احراز الهدف. نعم لحدود 1967، نعم لمبادلة الاراضي، نعم لتقسيم القدس، لا لحق العودة.

من دون خطة سياسية اقليمية شاملة للجبهة الشرقية والضفة الغربية، خطة تعزز الانسحاب من العراق وتشكل ائتلاف حرب الخليج الاولى لسد الطريق على محور الشرق، سيكون بامكان بيبي فقط ان يحلم بان يغمض الامريكيون أعينهم عندما ستنطلق الطائرات التي تحمل رمز نجمة داود في طريقها الطويل والخطير نحو نتناز واراك واصفهان.

العالم وفقا لاوباما ليس فيه كما كان في السابق مباراة كرة قدم لتسعين دقيقة.

ارفص يا بيبي ارفص