خبر الوزير المصري : الرسائل خلف الزيارة .. يديعوت

الساعة 11:19 ص|26 ابريل 2009

بقلم: سمدار بيري

لم تتجرأ أي من وسائل الاعلام المصرية، بما فيها صحف المعارضة، على لمس الزيارة الساخنة للجنرال عمر سليمان الى القدس. قصة حساسة، كما شرح المطلعون. توقيت اشكالي. "الاهرام" وجدت سبيلا اصيلا لمعالجة الزيارة: فقد تحدثت عن الفرصة التي حصل عليها رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك للقاء مع الرئيس مبارك. وماذا عن وزير الخارجية ليبرمان؟ ولا كلمة. من نقل الدعوات؟ اياد خفية. وزير المخابرات المصري وكأنه لم يكن هنا على الاطلاق.

الحقيقة، هي انه كان يمكن معالجة كل المواضيع التي بحثت مع نتنياهو ومع باراك وكذا في اللقاء مع ليبرمان، بجهاز التحكم من بعيد او باللقاءات السرية. فقد تعلمت القاهرة كيف تقرأنا، وفي دار الحكومة في تل أبيب يعرفون مفاهيم القيادة السياسية وقيادة المخابرات في الطرف الاخر. كان بوسع الاسرائيليين أن يخمنوا ماذا سيسمعوا من سليمان وبالعكس.

وتنطوي الرسالة في مجرد وصول سليمان الى اسرائيل، "مستر تشيف سباي"، الذي يجتذب اليه اكثر فأكثر الاهتمام الدولي. فهو لم يعد فقط الضابط والجنتلمان من بلاد النيل: فهو ذو علم متراكم وتجربة هائلة، اليد اليمنى ورجل الاسرار الكتيمة لمبارك. لحظة ما هو في واشنطن، لحظة اخرى في السعودية.

وهاكم جملة مختارة من المواضيع التي يعالجها مقر المخابرات المصرية: "ملف اسرائيل" و "ملف فلسطين"؛ التهديد النووي الايراني؛ الميل السوري نحو طهران والشخصية الاشكالية لبشار الاسد؛ العلاقات مع اجهزة الاستخبارات الامريكية، في اوروبا وفي ارجاء العالم العربي والاسلامي؛ وبالطبع حماس – غزة وحماس – دمشق، سلوك وحكومة ابو مازن، الصفقة لتحرير جلعاد شليت وعلاقات الحكم المصري بالبيت الابيض. ماذا بعد؟ نصرالله واعتقال اعضاء شبكة الارهاب التي اطلقت لهز استقرار الحكم في مصر. انتبهوا كم من المصالح المشتركة تنشأ داخل هذه القائمة.

في المدى المنظور، سليمان جاء الى القدس كي يقنع اصحاب القرار بالتجند الى معسكري "الاخيار" الموسع. الملك الاردني فتح مسيرة المعتدلين الى البيت الابيض، واوباما التقى لتوه الملك السعودي، وبعد قليل سيصل نتنياهو، ابو مازن، ملك المغرب ومبارك. وعندما تنتهي الجولة، تحل لحظة الحقيقة في واشنطن: هل ستعاقب محور الشر ام تسير نحو طهران ودمشق؟ من جهة يوجد للامريكيين مصلحة كبرى لاغراء "الاشرار"، بحيث لا يعرقلوا اخراج القوة الامريكية من العراق، ولخلق تعاون في الصراع الكبير ضد القاعدة وطالبان. ومن جهة اخرى فان لمعسكر "الاخيار" بطنا مليئة ضد التوصيات بالتعاون مع محور الشر.

في المدى الاكثر بعدا، في زيارة وزير المخابرات المصرية الى القدس توجد رسالة لا تقل أهمية. الورقة الاستخبارية تؤشر الى نهاية حكم مبارك بعد سنة ونصف السنة، ولغز الرئيس القادم بات يطرح عندنا. رسميا، لا يوجد توريث حكم في مصر ولكن جمال مبارك، الابن، هو المرشح الوحيد الذي تصعد قوته في اجهزة الحكم.

في ذات الورقة الاستخبارية يتحدد الجنرال سليمان كصاحب المهمات الاساس في مصر الجديدة. والمزيد من الناس يحيطون اسمه بدائرة كمن حصل على ما ينبغي كي يضمن الاستمرارية والاستقرار في الدولة العربية الاكبر. من المهم لاسرائيل أن تصعد الكيمياء مع سليمان، العمل على المصالح المشتركة، الاحباط للمفاجآت السيئة التي ينسجها محور الشر. فبعد كل شيء فان ما سيكون سيء لمصر، سيكون سيء لنا ايضا.