"48 ساعة"، هي ساعات معدودة، كسرت معادلة الكيان الأكثر أمناً وأثبتت عجز وفشل المنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، التي كانت تتغنى بأنها الأفضل والأجدر في العالم في المجالات الأمنية والاستخباراتية، والتي تمتلك القدرات والإمكانات الهائلة والمتطورة التي تجعل من الصعب سهل لديها.
العجز "الإسرائيلي" الذي ترجمه منفذا عملية "إلعاد" المزدوجة البطولية في الوصول إليهما، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المستوطنين وسط عاصمة كيانه المزعوم "تل أبيب"، خاصة وأن العمليات الفردية باتت اليوم أكثر صعوبة على فهم العدو لها، وفق مراقبين.
ويواصل الاحتلال وأجهزته الأمنية عمليات تمشيط واسعة بحثا عن منفذَي عملية "إلعاد" التي خلّفت 3 قتلى "إسرائيليين " و4 جرحى اثنين منهم بجراح خطيرة، وسط حالة من الإرباك لعجزه في العثور عليهما حتي اللحظة.
عمليات مستوحاه
المختص في الشأن "الإسرائيلي" مؤمن مقداد، أوضح أن سبب الفشل والعجز "الإسرائيلي" في الوصول لمنفذي العمليات الفردية يرجع إلى أن موجة العمليات الفردية مع بدايتها كان هناك تكرار لمصطلح "عمليات مستوحاه" من قبل قادة وضباط الاحتلال "الإسرائيلي"، وهو ما ترجمه منفذا عملية "إلعاد" والتي يعترف الاحتلال وأجهزته الأمنية أنها نفذت بحرفية ودقة وتخطيط عالية، فضلاً عن استخلاص منفذيها الدروس والعبر من العمليات السابقة.
وقال مقداد خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" إن الوضع الأمني في الضفة والداخل والقدس جعل من كل شخص عبارة عن خلية، يخطط ويجهز نفسه بنفسه، ويختار أدواته المناسبة، إلى جانب تعلمه من أخطاء غيره في تنفيذ العمليات السابقة بقطع كل الطرق على كل ما يمكن أن يصل إليهم".
وأضاف " أن درجة الوعي التي وصل إليها منفذي العمليات، صعبة من مهام أجهزة الاحتلال ففي بداية موجة العمليات كان الكثير من الأخطاء من قبل المنفذين خاصة عدم الاكتراث إلى كاميرات المراقبة أو اللجوء للاختباء في منازل الأقارب وغيرها من الأخطاء؛ لكن الآن الأمر أصبح مختلفاً والشبان أصبحوا أكثر وعيا - وكل ساعة تمر بدون اعتقال المنفذين هي انتصار واضح للشبان خاصة أن 2 منفذين يواجهون آلاف من قوات الاحتلال بكافة أنواعها وتجهيزاتها".
وفي 8/4/2022، عاشت "تل أبيب" التي يطلق عليها سكانها المدينة التي لا تنام 8 ساعات وصفت بالمرعبة، جعلت من شوارعها مدينة أشباح، بعد أن فتح الشهيد رعد حازم ابن مخيم جنين نيران سلاحه على مقهى في شارع ديزنغوف في وسط "تل أبيب"، موقعاً اثنين من القتلى و14 جريحاً جراح بعضها خطيرة، في فشل جديد سجلته أجهزة الاحتلال الأمنية.
لم تعد عملاً عشوائياً
بدوره، رأى المحلل والكاتب السياسي مصطفي الصواف خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن المقاومة للمحتل لم تعد عملا عشوائيا ،بل باتت عملا مخططا له في تحديد الهدف وتحديد الدخول والخروج منه بعد التنفيذ والاختفاء عن أعين الاحتلال.
وأوضح الصواف أن التخطيط بات سمة المقاومة فردية أو منظمة ولذلك نجد النجاحات باتت سمه لها والفشل لدى العدو في العثور على المنفذين، خاصة وأن العمليات الفردية باتت اليوم أكثر صعوبة على فهم العدو لها، ولم يعد من ينفذها في الغالب فرد بل أكثر وهذا ما حدث في عملية الخضيرة وإلعاد.
18 قتيلًا "إسرائيليًا"
وخلال شهر ونصف... لقي 18 قتيلًا "إسرائيليًا" مصرعهم خلال عمليات فدائية في الداخل المحتل، فقد لقي 4 مستوطنين مصرعهم وأصيب آخرون بجروح إثر عملية طعن بطولية نفذها شاب فلسطيني في منطقة “إلعاد”، قرب تل أبيب، مساء الخميس الماضي.
وفي 7 أبريل الماضي، لقي 3 مستوطنين مصرعهم بعملية إطلاق نار نفذها الشهيد رعد حازم (29 عاما) في شارع ديزنكوف في “تل أبيب”
كما قتل 5 مستوطنين في عملية إطلاق نار في منطقة “بني براك” في "تل أبيب"، نفذها الشهيد ضياء حمارشة من بلدة يعبد بجنين نهاية آذار مارس الماضي.
وفي 27 آذار مارس، قتل شرطيان "إسرائيليان" في إطلاق نار بمدينة الخضيرة، فيما أدت عملية دهس وطعن في مدينة بئر السبع يوم 22 من الشهر ذاته إلى مقتل 4 مستوطنين.
ويرى مراقبون إن تصاعد العمليات الفردية خلال الأشهر الماضية، هو نتاج طبيعي وكرد متوقع على جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنيه تجاه الأماكن المقدسة والإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى واقتحامات مستوطنيه المتكررة، بالإضافة إلى عمليات العربدة والقتل والإعدام التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني صباح مساء.