خبر جامعة الأقصى بغزة تنظم ندوة تضامنية مع الأسرى

الساعة 02:26 م|25 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

نظمت كلية الإعلام بالتعاون مع العلاقات العامة والثقافية في جامعة الأقصى اليوم، ندوة بعنوان 'أسرى الحرية بين الألم ... والأمل' .

 

وشارك في الندوة، التي أقيمت تحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور علي زيدان أبو زهري وتأتي ضمن فعاليات التضامن مع أسرانا البواسل المحتجزين في سجون الاحتلال، عدد من الأسرى المحررين والمهتمين بشؤون الأسرى وممثلين عن المنظمات الحقوقية والإعلامية والأهلية والعديد من الأكاديميين، والباحثين، والمهتمين، وحشد من طلاب الجامعة.

 

وأكد المشاركون في الندوة على التفاف شعبنا بجميع قطاعاته وقواه الفاعلة حول قضية الأسرى باعتبارها قضية وطنية، وشددوا، في الندوة التي تأتي في إطار سلسلة من الفعاليات تنظمها الجامعة لنصرة قضية الأسرى، على رفض الشعب الفلسطيني التنازل أو المساومة حول هذه القضية الوطنية الهامة.

 

ونبه الأكاديميون والباحثون خلال الندوة إلى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في تسليط الضوء على قضية الأسرى، وفضح الجرائم والممارسات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأسرى.

 

وقال عميد كلية الإعلام في الجامعة د.أحمد إبراهيم حماد في ورقة علمية قدمها خلال الندوة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم ومنذ فترة طويلة بحملة قذرة لتشويه صورة الأسير من خلال هجمات إعلامية مستمرة شاركت فيها بعض الأطراف الدولية، مضيفاً أن الإعلام الإسرائيلي الموجه بشكل صحيح، كذلك الإعلام الغربي المساند نجح في قلب الحقائق لدى المواطن الغربي، والرأي العام الدولي، كما تمكن من زرع العديد من المصطلحات التي قد توحي للمواطن الغربي بتصورات حول آسرانا مخالفة للواقع والحقائق.

 

وأوضح أن الإعلام الإسرائيلي استخدم بصورة ممنهجة مصطلحات مثل ' القتلة'، ' الإرهابيين'، 'الملوثة أيديهم بالدماء'، كما حاول الربط، بل والخلط بين بعض العمليات الإرهابية في العالم والنضال الوطني الفلسطيني.

 

ونوه إلى أن كافة المؤسسات الوطنية بما في ذلك الجامعات الفلسطينية ومراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام والمواقع الالكترونية غيبت قضية الأسرى بشكل حقيقي، واصفاً دورها بالمنقوص وغير القادر على مواجهة الهجمة الإسرائيلية التي أثرت على الرأي العام الغربي من خلال سفارات الاحتلال وجالياته بالخارج'.

 

واعتبر د. حماد 'أن الدور الكبير في إعادة النهوض بقضية الأسرى ملقى على الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية في الأراضي الفلسطينية'.

 

ودعا عميد كلية الإعلام، إلى رسم خريطة إعلامية جديدة تتناسب مع المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وطالب وزارة شؤون الأسرى ومراكز البحث العلمي في الجامعات ووزارة الإعلام في السلطة الوطنية بإعداد خطة إعلامية واضحة ومبرمجة زمنيا للتواصل مع وسائل الإعلام العربية والأجنبية وإمدادها بما تعتقد أنه إيجابي عن صورة الأسير، ودفعها للنشر عبر المساحات التي تخصصها الصحف للأسرى والعمل على تفعيل الإعلام الخارجي من خلال السفارات والجاليات الفلسطينية في الخارج.

 

من جهته، أوضح رأفت حمدونة الأسير المحرر والباحث في شؤون الأسرى أن قضية الأسرى هي قضية إنسانية وأخلاقية تحظى بالإجماع الوطني.

 

وقال حمدونة، في ورقة عمل له حول تأثيرات الحصار على الأسرى وذويهم خاصة من قطاع غزة، إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 قرابة 800 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 60 ألف خلال انتفاضة الأقصى، ويقبع حالياً أكثر من 11،500 أسير بينهم 98 أسرة و350 طفل.

 

وبين أن هناك 352 أسير معتقلين قبل اتفاقية أوسلو بينهم 81 أسير مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً، منهم 13 أسير أمضوا أكثر من ربع قرن.

 

وأشار إلى إن الإعلام الإسرائيلي أبدع في تسويق نفسه بمظهر الضحية لحشد الدعم الدولي وتصوير أسراهم بالصورة الإنسانية وأسرانا بأنهم إرهابيين وقتلة من خلال اللقاءات الدورية الداخلية والخارجية مع السفراء والقادة والصحفيين في العالم.

 

وأكد أن قضية الأسرى أصبحت مختزلة على المستوى الداخلي ولم تصبح أولوية حيث طغت عليها القضايا الخلافية منوها إلى أن قضية الأسرى تحتاج إلى جهد إعلامي على المستوى الداخلي والخارجي من خلال وضع هذه القضية على سلم الاهتمام الشعبي والرسمي وعلى مستوى الإعلام ومحاولة إيصال صوت أهالي الأسرى لأبنائهم في سجون الاحتلال خاصة الممنوعين من الزيارات لرفع معنوياتهم والاطمئنان عليهم.

 

وشدد على ضرورة فضح انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى والعمل على تغيير صورة الأسرى في نظر العالم وتعريفهم بحجم تضحياتهم لأجل تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال.

 

بدوره، أكد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة عصام يونس أن المنظمات الحقوقية تبذل قصارى جهدها في خدمة الأسرى استنادا إلى القوانين والمواثيق الدولية ومنها اتفاقية جنيف الرابعة التي تنطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وشدد يونس على عدم شرعية نقل سكان الأراضي المحتلة إلى خارجها مهما كانت الأسباب وذلك وفقاً للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.

 

وأشار إلى أن المعتقل يعيش أنماطاً متعددة من الحصار النفسي والمادي، منوهاً إلى الجهود التي تبذلها المؤسسات القانونية والحقوقية للتكيف في ظل العراقيل التي يضعها الاحتلال بهدف التخفيف من معاناة الأسرى وذويهم وإيصال احتياجات الأسرى في ظل الظروف الراهنة.

 

وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال الذرائع والحجج الأمنية الواهية، لفرض وقائع وممارسات ترسخ من خلالها انتهاك حقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وقطع سبل التواصل الإنساني مع أهلهم ومحيطهم بما لديها من وسائل وتقنيات. 

 

وأوضح أن إصرار الاحتلال على منع ذوي الأسرى من زيارات أبنائهم لأكثر من خمس سنوات للبعض منهم، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبي وغيرها من الممارسات والانتهاكات بحق الأسرى تندرج في مجملها ضمن جرائم الحرب مكتملة الأركان.

 

من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي طلال عوكل أن قضية الأسرى هي إحدى القضايا الأساسية التي تمس كل بيت فلسطيني، لكن الشروط التعجيزية التي تطرحها إسرائيل تزيد من احتقان القضية التي تحتل الأولوية لدى كل مواطن فلسطيني..

 

وقال عوكل ' إن المؤسسات الحكومية تقدم بعض الإمكانيات التي من شأنها أن تعيل أسر الأسرى، لكن القضية تحتاج إلى جهد حكومي وأهلي لمتابعة أوضاع أسرهم المعيشية والاقتصادية والأسرى أنفسهم داخل المعتقلات الإسرائيلية.

 

وأوضح أن هناك مجال لفتح الموضوع بشكل أوسع من أجل التقدم في إيجاد الحلول لهذه القضية وعدم المماطلة ولو بشكل بسيط.

 

وأكد أن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في تسليط الضوء على قضية الأسرى سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي والدولي، مشدداً على ضرورة تحمل جميع الجهات من مختلف الأطياف مسؤولياتها تجاه هذه القضية الوطنية.

 

وتناول الأسير المحرر ماجد شاهين في مداخلة له خلال الندوة أشكال التعذيب التي يتعرض لها السجين لدى سلطات السجون الإسرائيلية وحرمانهم الكثير من الحقوق، محذرا من خطورة هذه الاعتداءات التي تنذر بالانفجار والتوتر داخل السجون.

 

كما تضمنت الندوة العديد من المداخلات والنقاش بين الحضور خاصة من الطلبة والمتحدثين.

 

وكانت فعاليات أسبوع التضامن مع الأسرى بدأت في جامعة الأقصى منذ الأسبوع الماضي بزيارات قام بها أساتذة من الجامعة لأهالي عدد من الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وقد لاقت هذه الزيارات مشاركة واسعة من قبل موظفي الجامعة احترام وتقدير كبيرين من قبل ذوى الأسرى.

 

وبدأت الندوة بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم والوقوف وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وعُزِف النشيد الوطني الفلسطيني.