خبر بأي حق يحرم الأطفال من رؤية أمهم الأسيرة؟

الساعة 09:10 ص|25 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

"حنان الأم أكثر ما يفتقده أبنائي الثمانية في ظل غياب أمهم التي تركت فراغاً كبيراً بعد اعتقالها قبل عامين، فكلنا بحاجة لها ونتمنى الإفراج عنها في أقرب وقت" هذا ماقاله زوج الأسيرة فاطمة الزق "40 عاماً" من مدينة غزة.

 

وأضاف الزق أن زوجته موقوفة منذ عامين في سجن تلموند - هشارون ، ويوجهوا لها تهمة النية للقيام بعملية استشهادية داخل إسرائيل، حيث أن نجله يوسف ابن "سنة وثلاث شهور" ولد في السجن معها ولا زال معتقل ولم يره حتى هذه اللحظة.

 

وبين الزق في تصريحات صحفية، أن للأسيرة تسعة من الأبناء "محمود وسمية وسارة وبلال وعلى وزكريا وعثمان وسليمان ويوسف المعتقل مع والدته"، مضيفاً أنه وأبنائه الثمانية لم يروا يوسف منذ ولادته ولم يعرفوه إلا من خلال الصور، ولم يلتقوا ولا بزيارة واحدة مع أم محمود منذ عامين ولم يكلموها إلا ثلاث مرات بمعدل كل 7 شهور مرة عبر الهاتف عند السماح لها من إدارة السجن للحديث مع عائلتها لانقطاع زيارات كل أسرى قطاع غزة.

 

وقال الزق:"أكثر ما يؤلمنى هو ابنى سليمان ابن الستة سنوات، حيث أنه كان بحاجة لرعاية وحنان أم وهو في سن الرابعة، ونحن الآن نحاول الاعتماد على ذاتنا بعد اعتقال أم محمود ولا أخفى عليكم أن هذا الأمر صعب، فأم محمود تركت فراغ كبير بعد اعتقالها وكانت مواظبة وتقوم بدورها مع زوجها وأبناءها وعملها الأمر الذي خلف آثاراً كبيرة على الجميع من بعدها".

 

يذكر أن الأسيرة الزق خلال زيارة لمحامي نادي الأسير لها مؤخراً أبدت قلقاً وشوقاً لأبناءها الثمانية في الخارج وتمنت اللقاء بهم قريباً وطالبت الجهات المعنية بإثارة قضية زيارة أسرى القطاع.

 

وأضافت، أن أسيرات قطاع غزة في السجون الإسرائيلية يعشن معاناة بالغة وقاسية جراء عدم اهتمام المؤسسات الحقوقية والمعنية بهم في ظل شح وانعدام الكثير من احتياجاتهن الأساسية التي ترفض إدارة السجون الإسرائيلية توفيرها لهن، بل وتمنعهن من الحصول عليها بواسطة أسرهن جراء استمرار قرار منع أسرى وأسيرات القطاع من الزيارات منذ أكثر من 20 شهراً.

 

وقالت الأسيرة "الزق": منذ أشهر ونحن نطلق صرخات الاستغاثة ولكن دون جدوى خاصة من الإدارة التي تصادر حتى رسائلنا التي تعتبر وسيلة التواصل الوحيدة مع أسرنا بعد منع الزيارات، فرغم أننا أرسلنا عشرات الرسائل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإنها لم تصلهم وكذلك الرسائل التي ترسل لنا من القطاع لا ندري أين تذهب فأي مأساة أكبر من هذه حيث نعيش في انقطاع تام وعزلة كامل عن عائلتنا التي أصبح مشاهدتها أمنية مستحيلة وبحاجة لمعجزة؟".

 

وأكدت الأسيرة أن مأساتهن تأخذ أشكال متعددة خاصة على صعيد نقص احتياجات ومستلزمات طفلها "يوسف" الذي يتجرع معهن مرارة وعذابات الاعتقال وحتى اليوم لم يتمكن والده وعائلته من رؤيته أو زيارته.

 

من ناحيته، طالب رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات الجهات التى تعنى بقضية الأسرى والحقوقيين العمل على إنجاز لقاء ما بين الأسيرة الزق وأبناءها، والضغط على إسرائيل للإفراج عنها وابنها الأسير الطفل "يوسف" وتأمين حاجات الأسيرات عامة من ملابس واحتياجات بسبب منع الزيارات وتأمين الرسائل والاتصالات بذويهن .