لا يتوقف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في التعامل مع أهالي قطاع غزة كرهائن لديه، وتنفيذ سياسة العقاب الجماعي بحقهم، إذ إنه لايزال يواصل إغلاق حاجز بيت حانون/ "إيرز" أقصى شمال قطاع غزة، أمام حركة العمال والتجار الذين يعملون في الداخل الفلسطيني المحتل لليوم الثالث على التوالي، بذريعة الرد على إطلاق الصواريخ من القطاع، وهو ما اعتبره كتاب ومحللون سياسيون، بأنه قرار يُمثل مخرجاً لقادة جيش الاحتلال، من مواجهة عسكرية جديدة من المقاومة في غزة، والتي قد تُلحق بهم أضراراً بليغة، و تدفع إلى التعجيل بانهيار وتفتيت ائتلاف رئيس الحكومة "نفتالي بينت".
وأعلنت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، صباح أول أمس السبت، إغلاق حاجز بيت حانون (إيرز)، بدءاً أمس الأحد، أمام العمّال والتجّار الفلسطينيين، حتى إشعار آخر، بذريعة الرد على إطلاق صواريخ من القطاع.
وقال مكتب المتحدث باسم ما يسمى "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" المحتلة: "إنه "في أعقاب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، يوم الأحد لا يتم فتح معبر إيرز لخروج العمال والتجار من قطاع غزة".
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، رأى أن القرار" الإسرائيلي"، يُشكل عقاباً جماعياً لأهالي قطاع غزة، وليس رداً على إطلاق الصواريخ، قائلا: "إذا كان الاحتلال يعتقد أن اغلاق حاجز بيت حانون هو رد على إطلاق الصواريخ، فهو يخطئ التقدير، لأنه لن يجعل المواطنين في القطاع منكسرين من أجل العمل داخل الأراضي المحتلة".
واعتقد الصواف في مقابلة مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، إغلاق "إيرز"، مقابل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، يعني أن الاحتلال يخشى الانجرار إلى معركة جديدة مع المقاومة في غزة، لاسيما في ظل الخلافات الناجمة في "المجتمع الإسرائيلي"، وإن حدثت ستكون بمثابة دق المسمار الأخير في نعش حكومة نفتالي بينت.
خطط خبيثة
وفي ذات السياق، توقع الكاتب والمحلل السياسي، أن الاحتلال يلجأ إلى خطط خبيثة تهدف إلى الإيقاع بين المقاومة الفلسطينية، وأهالي القطاع، باعتبار أنها تسببت في قطع أرزاقهم، مضيفا: "هذا شيء متوقع من الاحتلال، وهو ضرب (الأسافين)، بين عناصر المجتمع الفلسطيني، إذ حرص على إغلاق حاجز بيت حانون أمام الطبقة العاملة، مع تحميل المقاومة السبب في ذلك، لكن المواطن الغزي يدرك جيداً، أنها حيلة احتلالية لنشوب خلافات بين أبناء الشعب الواحد".
وأضاف: "إذا كان الاحتلال الإسرائيلي يهدف من قرار اغلاق حاجز إيرز، إلى تحقيق أهداف سياسية، أبرزها عدم التدخل بما يحدث من انتهاكات بحق الضفة والقدس المحتلتين، فهو مخطئ تماماً؛ لأن الارتباط بين غزة، والأراضي الفلسطينية المحتلة، أزليا، لاسيما بعد معركة "سيف القدس"، فلن تؤثر أي إجراءات صهيونية على الانفكاك من ذلك الترابط".
الشعب والمقاومة صف واحد
وتابع: "الاحتلال يريد استخدام كل الأدوات المحرمة دولياً من أجل انفكاك العلاقة بين المقاومة والأهل في غزة، وكذلك والأهالي في الضفة القدس، إلا أنه لن ينجح في ذلك، فالقضية تم تثبيتها وبات مسلم بها من الجميع، إضافة إلى الالتفات والحاضنة الجماهيرية الكبيرة خلف المقاومة الفلسطينية في غزة".
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل اتفق مع سابقه الصواف، بأن الاحتلال "الإسرائيلي" لجأ إلى العقوبات الإنسانية بحق أهالي قطاع غزة بزعم الرد على إطلاق الصواريخ، خشية من الرد بالمثل، والانجرار إلى مواجهة عسكرية جديدة مع المقاومة.
وأشار عوكل في مقابلة مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، إلى أن الاحتلال قرار اغلاق حاجز بيت حانون" إيرز"، هو للضغط على المقاومة في غزة، حتى توقف سياسة إطلاق الصواريخ تجاه البلدات المحتلة، أو تفجير الوضع الراهن، لافتًا إلى أن المقاومة والأهالي لن ينصاعوا إلى ابتزازات الاحتلال وقادة جيشه.
وحاجز بيت حانون "إيرز" هو المنفذ الوحيد للأفراد بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما يخضع قطاع غزّة لحصارٍ "إسرائيلي" منذ ما يقارب من 16 عاماً متواصلاً".