خبر نجلا الرئيس « عباس » يهددان بمقاضاة أية جهة تشهر بهما بسبب أعمالهما التجارية

الساعة 05:45 ص|25 ابريل 2009

فلسطين اليوم-رام الله

لوح طارق وياسر عباس، نجلا رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن)، بمقاضاة وكالة «رويترز» للأنباء، وصحافي ومسؤوليين عن تقرير نشرته الوكالة وقالت فيه إن شركات يديرها أبناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس فازت بعقود مساعدات من الحكومة الأميركية «لتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية».

وقال كريم شحادة، محاميهما، لـ«الشرق الأوسط»: «إن موكلَيّ بصدد اتخاذ إجراءات قانونية ضد (رويترز) والصحافي وجميع المسؤولين عن المقال».

وأوضح شحادة في رسالة تلقتها «الشرق الأوسط»: «إن موكلَيّ ينويان اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي صحيفة و/أو صحافي يقوم بالتشهير ضدهما، خصوصا أن المقال المنشور من قبل (رويترز) لا يحتوي على أي قصة، غير أنه بسبب نوايا خفية لدى الصحافي، فإن طريقة سرده للمعلومات خلقت لدى القارئ شعورا بأن هناك موضوعا يسيء إلى موكلَيّ، الأمر الذي يؤسف له، لأنه يتنافى مع واجب الصحافي ومهنة الصحافة ورسالتها».

وكانت «رويترز» قد نشرت تقريرا في 22 أبريل (نيسان) الماضي، قالت فيه إن وثائق لم يكشف عنها من قبل أظهرت أن «شركات يديرها أبناء الرئيس الفلسطيني فازت بعقود مساعدات من الحكومة الأميركية لإصلاح طرق وتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية».

وقالت «رويترز» إنها وجدت بعد مراجعة أجرتها لسجلات داخلية للحكومة الأميركية بشأن برامج مساعدات في الضفة الغربية وقطاع غزة، «أن شركات للإنشاءات والعلاقات العامة يديرها طارق عباس وياسر عباس حصلت على عقود وعقود فرعية بلغت قيمتها مليونَي دولار منذ عام 2005، منذ أن أصبح والدهما رئيسا للسلطة».

ونقلت «رويترز» عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «أن شركة (فالكون إلكترو ميكانيكال كونتراكتينغ) التي يرأسها ياسر عباس وشركة (سكاي) للإعلان التي يتولى طارق عباس منصب المدير العام بها، فازت بعقود من خلال تقديم مناقصات شاملة وعلنية».

لكن الوكالة الأميركية قالت: «إن العلاقات الأسرية لم تكن ضمن العوامل التي أخذت في الاعتبار»، وهو ما أكده شحادة لوكالة «رويترز»: «إن علاقتهم بالرئيس لم تكن من بين العوامل التي أخذت في الاعتبار»، واصفا أي تلميح لمحاباة بأنه «غير أخلاقي وليس له أساس».

وقالت «رويترز» إنه ليس لديها معلومات تشير إلى ارتكاب أي شخص أخطاء في عقود الوكالة الأميركية، ووفقا للوثائق وقّعت «فالكون» عقدا أوليا عام 2005 لمشروع للصرف الصحي في جنوب الضفة، بينما أطلقت «سكاي» حملة عام 2006 لتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية.

وبلغت القيمة الإجمالية للعقدين الأولين في البداية 2.5 مليون دولار، منها نحو 1.9 مليون دولار سددت في الفترة بين 2005 و2008.

وقال شحادة إن المناقصات التي قدمت في العقد الأولي الذي فازت به «فالكون» بدأ قبل انتخاب عباس رئيسا عام 2005، وأضاف أنه لا توجد أسرار بشأن العقود والعقود الفرعية للوكالة الأميركية. ووصف طارق وياسر، وكلاهما تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، بأنهما يعملان بجد ويحاولان مساعدة أقرانهما الفلسطينيين من خلال تطوير الاقتصاد. وقال إن ياسر خسر في تعاملاته التجارية منذ أن أصبح والده رئيسا، كما مني طارق بخسائر أيضا.

وقال مسؤولون أميركيون إنه لا توجد قوانين تحظر منح عقود حكومية أميركية لأفراد عائلات مسؤولين حكوميين كبار، بمن فيهم رؤساء في أثناء توليهم المنصب.

ومعلوم أن الوكالة الأميركية للتنمية تنشط في الضفة وتقدم مساعدات بعشرات الملايين عن طريق عشرات الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية والإعلامية، وكانت تنشط أيضا في قطاع غزة، وما زالت تقدم دعما هناك.

واستغلت حماس التقرير وطالبت بالتحقيق مع الرئيس ونجليه، وتوجه مصدر مسؤول في حماس، عبر بيان وزعه مكتبها الإعلامي، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى «الجهات المعنية» من أجل تشكيل لجان تحقيق في القضية التي اعتبر أنها «تشير إلى تورط عباس ونجليه بقضايا فساد مالي وإداري». وقالت حماس إن الخطير في هذه المعلومات أن شركة «سكاي» للإعلان، «التي يشغل طارق عباس منصب مديرها العام، توّلت إدارة حملة علاقات عامة عام 2006 لتحسين صورة الولايات المتحدة».