خبر أسباب مالية تعيق إطلاق فضائية « فتح » وقنوات « صديقة » في الطريق

الساعة 12:31 م|24 ابريل 2009

فلسطين اليوم : وكالات

في الوقت الذي يعتبر عدد من المشاهدين أن الفضائية الفلسطينية هي بمثابة الناطق باسم حركة "فتح"، بحكم ما تبثه من مواد تلفزيونية منذ الانقسام الداخلي الفلسطيني في مواجهة فضائية "الأقصى" الذراع الفضائية لحركة "حماس".

يبدو أن "فتح" ذاتها لا تتعامل معها وفق هذه الرؤية، هذا ما يمكن استنتاجه من قرار "المجلس الثوري" للحركة، وكذلك ما يعرف باسم "التعبئة والتنظيم" بتكليف شخصيات "فتحاوية" بالعمل على إنشاء فضائية خاصة بالتحرك.

ويعتبر المجلس الثوري أن الفضائية الفلسطينية هي في نهاية المطاف فضائية الشعب الفلسطيني، وتتبع الرئيس محمود عباس الذي هو رئيس لكل الشعب الفلسطيني.

ويقول تقرير نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية الخميس انه على رغم تكليف سفير فلسطين لدى مصر نبيل عمرو والناطق الرسمي باسم "فتح" فهمي الزعارير هذه المهمة، ما يوحي بوجود حال من "اختلاط الحابل بالنابل" في هذا الاتجاه، تتفق الغالبية داخل الجسم الفتحاوي على أهمية إنشاء هذه الفضائية، وعلى أن تحقيقها غير قريب، وأن ما يجرى الإعداد له هو "فضائيات خاصة صديقة لفتح"، على حد تعبير الزعارير الذي يؤكد أن "فتح في أمس الحاجة إلى فضائية".

ويقول: "طوال فترة عمل الثورة الفلسطينية التي أطلقت حركة فتح شرارتها، وحتى قيام السلطة الفلسطينية، سخرت فتح طاقتها وكوادرها الإعلامية، لخدمة الثورة، ومن ثم خدمة مشروع الدولة المستقلة، فكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، وكانت إذاعة فلسطين، وجريدة صوت الثورة... والحال لم يكن الإعلام المرئي محبذاً بالنسبة إلينا، لكوننا كنا نرى أن فضائية حزبية تكلف الكثير من الأموال، في وقت كنا فيه أنفسنا جزءاً من الكل الفلسطيني الذي تعبر عنه فضائية فلسطين، إلا أن حركة "حماس" لم تؤمن بهذه الرؤية، وأطلقت فضائيتها الحزبية الناطقة باسمها".

ويضيف: "نحن الآن في مرحلة مختلفة، وباتت فضائية حركة فتح حاجة ملحة، وقد كُلفت من التعبئة والتنظيم في الحركة بالترتيب لإنشاء هذه الفضائية، ولكن هناك مشكلة تواجهها ولا تتعلق في الكوادر، إنما بتوافر الأموال اللازمة لإطلاقها، فأي فضائية تتكلف مبالغ طائلة ما بين بنية تحتية ومصروفات ثابتة، وسواها".

ويشير الزعارير إلى أن "التعبئة والتنظيم" قطع شوطاً في ما يتعلق بالإجراءات الرسمية والحصول على التراخيص، لكن عدم تأمين التغطية المالية اللازمة يحول دون انطلاق الفضائية "الفتحاوية"، رافضاً التعليق على ازدواجية التكاليف داخل الجسد "الفتحاوي" الواحد، مكتفياً بالقول: "أي فضائية لا تحمل رؤية حركة فتح، وأهدافها، وتنضبط بقرارات مؤسسات الحركة لن تكون فضائية فتحاوية، بالتالي ليست ناطقة باسم الحركة، ويمكن أن تندرج في إطار الإعلام الصديق... ربما تُطلق فضائيات بإشراف كوادر في فتح قريباً، لكنها ليست بالضرورة فضائية فتح الرسمية".

ولا يرى المدير العام للتلفزيون الفلسطيني محمد الداوودي أن قيام فضائية فتحاوية سيؤثر سلباً على الفضائية الفلسطينية، ويقول: "أعتقد أنها ستؤثر إيجاباً، فإنشاء أي قناة فضائية في ظل وجود هذا الكم من الفضائيات سيزيد من حجم التنافس، بالتالي يحسن جودة المنتج الإعلامي الفلسطيني، ويزيد حدة التسابق نحو الكشف عن الخبر وتغطيته، ويمنح مزيداً من الصدقية ناجماً من تعدد الأصوات، وهذا لمصلحة المشاهد في النهاية".

ويرفض الداوودي ما يقال عن أن الفضائية الفلسطينية باتت فضائية "فتح"، ويقول: "تلفزيون فلسطين تابع للرئاسة، بالتالي يعمل وفق هذا الإطار، وتأسس بقرار من منظمة التحرير الفلسطينية، وقّعه الشهيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير آنذاك، بالتالي فإن الرئاسة ومنظمة التحرير هما مرجعية التلفزيون الفلسطيني، وليس فصيلاً بعينه".