قائمة الموقع

قائد سرايا القدس ثابت مرداوي ... لم يكن طوال 20 عاما إلا ندًا

2022-04-18T14:37:00+03:00
الأسير ثابت مرداوي
فلسطين اليوم

اعتقاله الأول كان وعمره لم يتجاوز الـ18 عاما، على خلفية الأحداث التي أعقبت مجزرة الحرم الإبراهيمي في منتصف رمضان 1994، في حينه حكم بالسجن أربع سنوات وتحرر من السجون في 1998، عامين فقط حتى اندلعت انتفاضة الأقصى وكان أبرز مقاومين سرايا القدس في مخيم جنين، ومع اندلاع معركة المخيم كان في المقدمة وبقي يقاتل حتى اعتقاله في 11 نيسان/أبريل 2002.

هو قائد سرايا القدس "ثابت مرداوي" الذي كان أحد أهداف الاحتلال من اجتياح مخيم جنين في حينه، وهو الذي كان مسؤولا عن عدد كبير من العمليات التي نفذتها سرايا القدس ضد أهداف صهيونية في سنوات الانتفاضة الأولى، وأوجع الاحتلال بأكثر من 40 قتيلا، وحمل راية السرايا بعد استشهاد محمود طوالبة في معركة المخيم، وبقي مع 27 مقاتلا اعتقلوا في آخر أيام معركة المخيم.

مرداوي وحتى بعد اعتقاله كان ندا لسجانيه، وهو ما جعله في مقدمة الأسرى الذين فرضت عليهم العقوبات في أعقاب تنفيذ أسرى من الجهاد الإسلامي في سجن جلبوع لعملية نفق الحرية، كما يقول شقيقه محمد.

وتابع في حديثه لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" يحتجز ثابت في سجن هداريم، وهو عبارة عن عزل، ومع ذلك كان أول من فرضت عليه العقوبات وحول للعزل الانفرادي لأكثر من شهرين".

كان خروج مرداوي من سجنه ليقود المعركة التي خاضها أسرى الجهاد الإسلامي في حينه، فهو ممثل الأسرى لدى الإدارة وهو من كان يحاورها بمطالبهم.

وفي ذكرى اعتقاله الـ20 تستعيد "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" تفاصيل اعتقاله الأخير، فلم يكن اعتقاله أمرًا عاديًا، وهو أهم المطلوبين، حتى أن جنود الاحتلال كانوا ثبتوا صورته على الدبابات خلال الاجتياح لتمييزه و اعتقاله أو قتله.

ويثول شقيقه محمد: "إن نجاة ثابت من معركة المخيم حياً كان "بعناية إلهية"، وتابع: "رغم صغر سنه فقد كان من أهم قادة سرايا القدس في الضفة، وعمل على مدار سنوات على بناء مجموعات مقاومة في المخيم وكل الضفة، وشكل أحد ركائز معركة المخيم، فكان توقيعه على عشرات العمليات التي نفذتها س سرايا القدس وكان هو العقل المدبر لها".

وبحسب محمد، فإن الاحتلال حاول اعتقال ثابت أكثر من مرة وبقي مطاردا لسنوات قبل الاجتياح، وخلال حصار المخيم أعتقد جنود الاحتلال أن اعتقاله سيكون سهلا  ولكنه لم يكن يعلم أن ثابت و القائد "محمود طوالبة" قد أعدوا العدة لمواجهته وتلقينه درسا، وبالفعل خاض القائدين معارك وبطولات لا يزال أهالي المخيم يتداولونها حتى الآن.

ثابت صمد طوال 11 من عمر الاجتياح، رغم إصابته، وقبل ذلك أكثر من ثلاث عمليات اغتيال فشلت، والسبب كما يقول شقيقه، هو الإرادة القتالية والجهادية في نفس ثابت قادة المخيم فكان انتصار المخيم "انتصار الإرادة" وليست الجغرافيا.

ويروي محمد أحد المواقف التي تحدث بها أهالي المخيم بعد الاجتياح عن ثابت، ففي بداية الاجتياح كانت سياسة الاحتلال التنقل من بيت لبيت، حينها اقترح ثابت على المقاومين استباق الجنود وبدأ بحفر المنازل والسيطرة عليها، وخلال الهدم اشتبك ثابت مع الجنود وجها لوجه واستطاع الهروب بعد إصابته.

وفي حادثة أخرى، كان ثابت من قتل أول ضابط صهيوني خلال اجتياح المخيم، فكان ورفاقه المقاتلين عندما رصدوا فرقة جنود من المشاة كانت أول من دخلت المخيم، وصوب نحوهم بندقيته وقتل الضابط المسؤول عن الوحدة.

ونجا مرداوي من الموت المحقق أكثر من مرة، ففي  إحدى المرات حوصر مع ستة من رفاقه في بيت في المخيم وتم قصف المخيم بأكثر من 20 صاروخ، وكل منهم يعتقد أنه لن ينجو من هذه الصواريخ، أصيب خلالها ثابت بشظايا في ظهره إلا أنه ورفاقه نجوا من الموت، يقول محمد:" كانت هناك رعاية الله ترعاهم هم الذين صدقوا الله وأخلصوا بجهادهم".

وعن يوم اعتقاله، "كان ذلك يوما لا ينسى في 11 نيسان يوم الخميس الساعة السادسة مساء"، كما يقول محمد، حين انتشر في المخيم نبأ استشهاد القائد محمود طوالبة، واعتقدت العائلة أن ثابت سيكون من ضمن الشهداء، ولكن بعد ساعات من البحث تبين اعتقاله وهو مصاب إصابات خطيرة بخاصرته وكتفه وظهره.

وخلال اعتقاله تفاخر جيش الجنود والتقط الصور معه خلال التحقيق، وسط صدمة الضباط من أن من كان يطاردونه كل هذه السنوات واحتل اسمه رأس قائمة اغتيالاتهم هو شاب لم يتجاوز من العمر 26 عاما فقط.

وتعرض ثابت خلال فترة التحقيق في سجن الجلمة من تحقيق قاسي، وكان ضباط التحقيق كمن ينتقم منه، وحكم بعدها بالسجن المؤبد 20 عاما و40 عاما، لوقوفه خلف قتل 20 صهيونيًا خلال العمليات التي قام بالتخطيط لها.

اخبار ذات صلة