خبر جار بعيد خير من أخ قريب..هآرتس

الساعة 09:13 ص|24 ابريل 2009

بقلم: تسفي بارئيل

عبدالله ملك الاردن يحرص على جدول أعمال دائم حين يصل الى الولايات المتحدة: في البداية يلتقي رجال اعمال واصدقاء من عهد دراسته  في جامعة جورجتاون. بعد ذلك يحاضر في معاهد بحث ومنظمات يهودية واسلامية، وفقط مع ختام الزيارة يلتقي بالرئيس.

في كل لقاء بالملك مع رئيس امريكي، يطرح موضوعان مركزيان: التعهد بالا يكون الاردن الوطن البديل للفلسطينيين والمساعدة الاقتصادية. هذه المرة ايضا، في رحلته الى الولايات المتحدة هذا الاسبوع كان هناك جدول اعمال مشابه. عبدالله يعرف بان المساعدة لبلاده ستقل هذا العام بنحو مائة مليون دولار وستبلغ 264 مليون فقط. وعليه، فهو يحاول اقناع اوباما بتعويضه بتشجيع الاستثمارات الامريكية في الاردن. ومع ان الملك هو الزعيم العربي الاول الذي يزور واشنطن براك اوباما ورغم المعرفة المسبقة بينه وبين الرئيس منذ زار الاخير عمان كمرشح، فان مكانة الاردن تعاني من نقص القيمة.

في ثلاثة مواضيع على الاقل لم يعد للاردن دور أساس: فهو ليس شريكا في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، بعد ان أخذت مصر على عاتقها مهمة الوساطة؛ دورها كدولة ربط بالعراق آخذ في الاختفاء ذلك أن حكومة العراق تدير شؤونها؛ وأخيرا تآكل ايضا مكانتها كعضو في المحور المعتدل، بعد أن الغى اوباما مفهوم "محور الشر" وبالتالي الغى الفارق بين الدول المعتدلة والمتطرفة.

في ضوء كل هذا، يتساءل الاردن ماذا سيكون عليه حيال الاستراتيجية الجديدة لاوباما. من هنا الاهمية العليا للرسالة المركزية التي وضعها عبدالله امام الرئيس: حل الدولتين للشعبين. بالمقابل لباقي الدول العربية، لهذه الصيغة اهمية وجودية بالنسبة للاردن، في ضوء ما يعتبر كتهديد اسرائيلي لتحويل الاردن الى الوطن الفلسطيني.

قبل نحو اسبوعين، حين التقى عبدالله بوزراء خارجية دول الجامعة العربية، تلقى تفويضا في أن يعرض على اوباما موقفا عربيا موحدا بموجبه يتمسكون بمبادرة السلام العربية، ولكن للمبادرة قيد زمني. عبدالله تلقى ايضا موافقة السعوديين والمصريين على أن يعرض جدولا زمنيا على الامريكيين بموجبه على اوباما ان يحرك مسيرة ذات مغزى بين اسرائيل والفلسطينيين حتى نهاية 2009، والا فان المبادرة من شأنها أن تتبدد في مؤتمر القمة العربية القادم.

السيناريو الاردني القاتم يفترض أن حكومة نتيناهو لن تدفع بمبادرتها مسيرة سياسية حقيقية مع الفلسطينيين وفي ظل غياب ضغط امريكي مكثف، من شأن الضفة الغربية ان تتدهور الى انتفاضة ثالثة. في السنوات الاربع الاخيرة كان الاردن خارج "خط الخطر"، وذلك لان اساس الضغط كان من جهة غزة على مصر. اما هذه المرة، فمن شأنه أن يقف مرة اخرى في جبهة فلسطينية وفي موقع دون: مصر يمكنها ان تعرض حماس كغازية وكمجرمة. وهكذا الاعتماد على شرعية جماهيرية لصد متصلب لاقتحام الحدود. اما الاردن، الذي معظم سكانه فلسطينيون، فيوجد له مجال مناورة ضيق للغاية.

واذا اضيف الى هذا السيناريو سيناريو الرد المتوقع لحكومة يمينية اسرائيلية، فمن شأن الاردن، بتقديره، ان يقف امام موجة هجرة فلسطينية. هذا السيناريو كان بوسع الملك الشاعر بالتهديد فقط ان يشرحه بكل خطورته لاوباما. كما أن هذا هو السبب الاساس الذي جعل عبدالله يقبل المهمة العربية. فقد حظي الملك من قبل بالدعم الامريكي الذي طلبه، واوباما وادارته تبنيا بكاملها صيغة الدولتين للشعبين. ولكن عبدالله عاد من واشنطن دون البضاعة الحقيقية: خطة سياسية امريكية مفصلة، بما في ذلك جدول زمني.

بولارد في خدمة حزب الله

هذا الاسبوع كان من الصعب اكثر ايجاد موقف في الصحافة العربية من كشف شبكة حزب الله في مصر. الصحافة المصرية وحدها تواصل الانشغال في ذلك. قسم من لوائح الاتهام اعدت، ولكن ضد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله تقرر في هذه الاثناء عدم رفع لائحة اتهام منعا لمواجهة بين مصر ولبنان. مصر حققت ما تريد: عرضت نصرالله كارهابي يعمل ضد القضية العربية والفلسطينية، طرحت التدخل الايراني في الشؤون العربية لدرجة التهديد العسكري ونجحت في تحطيم الاتهامات التي وجهها لها نصرالله في حرب غزة وقبل ذلك في حرب لبنان الثانية.

اما في لبنان، فقد كرست شبكة ال بي سي اللبنانية برنامجا للبحث في القضية شارك فيه الجنرال اللبناني المتقاعد محمد عباس، المحلل اللبناني رياض قهوجي والخبير المصري لشؤون الامن شريف خالد. وذكر اللبنانيان المتحدث المصري بان استخدام اراضي الدول العربية الصديقة في الصراع ضد العدو ليس جديدا وان مصر نفسها استخدمت اراضي الاردن في عمليات الكوماندو ضد سفينة "بات غليم" في 1954. بل ان قهوجي ابتعد حتى وصل الى جونتان بولارد حين شرح بان التجسس جرى احيانا حتى في اراضي دول صديقة، مثلما تجسس بولارد في الولايات المتحدة في صالح اسرائيل.

وتبنى الجنرال اللبناني نهجا أصيلا لتبرير نشاط حزب الله: "المنظمة ارادت منع حرج عن مصر". وحسب اقواله لو كان حزب الله أعلم مصر بخطته لمساعدة حماس، لعلقت القاهرة في حرج لانها كانت ستجد صعوبة في منع عمل توافق عليه اخلاقيا.

خالد المصري لم يبقَ حياديا: "اذا كان هكذا، فلماذا لا يعمل حزب الله ايضا لتحرير الجولان من الاحتلال، دون أن يبلغ السلطات السورية؟" فبقي الجنرال اللبناني مذهولا، وانتقل للحديث عن كم ساعد لبنان الفلسطينيين.