خبر عرب 48 يطلقون حملة: لن أخدم جلادى.. ولن أعمل فى المخابرات الإسرائيلية

الساعة 06:23 ص|24 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

«أنا مش خادم.. أنا ضد الخدمة المدنية.. الخدمة المدنية تلغى هويتنا الفلسطينية.. الخدمة المدنية بوابة للتجنيد فى المخابرات الإسرائيلية.. والانضمام للشرطة والجيش». تحت هذه الشعارات دشنت الأحزاب والحركات العربية فى إسرائيل، هذا الأسبوع حملتها ضد تجنيد أبنائهم وبناتهم فى مشروع الخدمة المدنية الذى يبدأ نشاطه فى شهر مايو سنوياً.

 

ويفرض المشروع على الشباب العرب من الجنسين الخدمة فى المستشفيات والمؤسسات التربوية والجمعيات العامة و«التأمين الصحى»، على أن تتطور الخدمة، لاحقاً إلى تجنيد عسكرى فى الشرطة، والشاباك «المخابرات» وأجهزة تابعة للجيش!.

 

وفى المقابل، يحصل الشباب العربى على امتيازات ومخصصات مالية كالتى يحصل عليها الجنود بعد إنهاء خدمتهم العسكرية، فيحصل الشاب على إعفاء من رسوم التعليم بنسبة ٨٠٪ أو تخفيض الضرائب المستحقة، ومخصصات تتراوح بين ١٥٠ و٢٠٠ دولار شهرياً،

 

ويستفيد بدعم صناديق الرعاية المتخصصة، ومنح مالية لإنهاء الدراسة الثانوية أو التأهيل المهنى، أو استكمال الدراسة الجامعية، مع إمكانية الحصول على مساعدات بنكية لإقامة مشروع استثمارى، وإعفاءات ضريبية لمدة سنتين، والمساعدة فى شراء بيت، والحق فى الحصول على إعانة بطالة لمدة سنة بعد إنهاء الخدمة،

 

هذه الامتيازات كلها، مقابل الخدمة لمدة سنة واحدة «نقطة واحدة» ومن يخدم سنتين يحصل على «نقطتين»، فتتضاعف الامتيازات المتوفرة.

 

رغم كل هذه الإغراءات تتصاعد حملة مناهضة الخدمة المدنية بين «عرب ٤٨» يوماً بعد يوم إذ يعتبرونها خدمة فى الصفوف الخلفية للجيش الإسرائيلى ومحواً للهوية القومية للعرب،

 

ويقول أيمن عودة، رئيس لجنة مناهضة الخدمة المدنية: «نحن نرفض أن يجلس أبناؤنا فى سيارات الشرطة الإسرائيلية ويحملوا مسدسات، ويخدموا الجلاد الإسرائيلى، ونرفض أن يتحول أبناؤنا لعملاء يبلغون عن قادة المظاهرات والاحتجاجات فى الوسط العربى.

 

ويقول جمال زحالقة، عضو الكنيست رئيس كتلة التجمع الديمقراطى: إسرائيل نجحت فى اختراق الدروز من قبل، وجاء دور الشباب العربى، فالحكومة تستغل الأزمة الاقتصادية، وتقدم إغراءات مالية واجتماعية، لكن الثابت أن الخدمة المدنية مشتقة من الخدمة العسكرية، وهى بديل لها، وفى الوقت نفسه طريق إليها.

 

حالة الرفض فى الوسط العربى غير ملزمة لجميع الشباب، فالدكتور «رؤفين جال»، رئيس لجنة الخدمة المدنية بإسرائيل، يؤكد فى بيان رسمى، أن الخدمة بدأت فى فبراير ٢٠٠٨ وهناك تجاوب ممتاز، فقد سجل نحو ٦٠٠ شاب عربى فى الخدمة.

 

النجاح الجزئى الذى حققته وسائل الإغراء والترغيب الاقتصادى فى اختراق صفوف عرب ٤٨، ووصول نتنياهو وليبرمان لمقاعد الحكم، دفعا الأحزاب والحركات الشعبية لتنظيم حملات توعية وندوات ثقافية، وتصميم بوسترات، وتأليف أغان رافضة للخدمة العسكرية،

 

وانتهى جوان صفدى، مطرب الروك المشهور بين الشباب العربى، من تسجيل أغنية «عبيد وجوارى» التى تسخر من الشباب المنضم للمشروع، ويبيع شعبه لمن يدفع أكثر، وتصفهم بـ«العرب المناح»، أو «العرب الأخيار»،

 

فى إشارة رمزية لكتاب صدر حديثاً بعنوان «عرب جيدون»، تأليف هيلل كوهين، ويتناول تاريخ بعض العملاء من «عرب ٤٨» الذين تعاونوا مع الاحتلال الإسرائيلى، وتقول الأغنية التى يتبادلها الشباب على الهواتف المحمولة ومواقع الإنترنت:

 

جندى المرتزقة، ماشى من قدام

 

فى بوز المدفع عشان إذا فى ألغام

 

بايع أهله وبايع شعبه.. والدولة بتدفع

 

وهى اللى عملته.. كلب جعان