خبر الحياة: « حماس » تريد اتفاق رزمة واحدة في الحوار.. وعباس سيطلب من مبارك استضافة مؤتمر « فتح »

الساعة 05:30 ص|24 ابريل 2009

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث إن الرئيس محمود عباس سيحضر إلى القاهرة خصيصاً لمقابلة الرئيس حسني مبارك ليطلب منه عقد المؤتمر السادس للحركة على الأراضي المصرية، لافتاً إلى أن مبارك لم يرفض الطلب السابق الذي كانت تقدمت به الحركة خلال اللقاء الذي جمع القيادي أحمد قريع (أبو العلاء) مع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان على هامش الحوار الفلسطيني في القاهرة.

 

وأوضح: «مصر تركت الباب مفتوحاً أمام هذا المطلب، لكن خلال الاجتماع الأخير للجنة المركزية، أعلن الرئيس عباس أنه سيسعى من جديد كي تسمح مصر بعقد مؤتمر الحركة السادس على أراضيها». وقال: «نرى أن مصر هي المكان الأفضل الذي يمكن أن يؤمن للحركة عقد مؤتمرها بأعضائه الذين يشكلون نحو 1500 عضو». وعما إذا كان الأردن رفض عقد مؤتمر الحركة، قال: «لم يتم تقديم طلب رسمي إلى السلطات الأردنية لعقد مؤتمر الحركة على أرضها».

 

لكن مصادر فلسطينية موثوقة أكدت لـ «الحياة» أن «فتح» قامت بجس نبض ومحاولة استكشاف رأي الاردن من خلال قنوات اتصالات غير مباشرة جرت بين الحركة والسلطات الاردنية «وكان هناك عدم ترحيب من الاردنيين، لكن لم يتم الرفض بشكل رسمي أو مباشر».

 

الحوار الوطني

 

وعلى صعيد الحوار الوطني الفلسطيني الذي ستستأنف أعماله الاثنين المقبل، قال شعث: «سنبحث أولاً الاقتراح المصري المتعلق باللجنة التي من المفترض أن تضم فصائل فلسطينية وان تكون قناة اتصال بين حكومتي رام الله وغزة، وان تتابع الإشراف وتقسيم العمل بين الجانبين وتنفيذ الاتفاقات وما ينتج عن الحوار، بالاضافة إلى إعمار غزة وتشكيل الأجهزة الأمنية في غزة والاعداد للانتخابات». وأوضح أن هناك «ملاحظات محددة في فتح سنعرضها، وكذلك سنستمع إلى موقف وفد حماس والاقتراحات التي سيطرحها واضافاته على هذا الاقتراح... ثم سيجري بحث الخلاف السياسي بالنسبة الى الحكومة في شأن كلمة التزام واحترام»، في اشارة إلى عقدة الحكومة في ضوء تمسك «حماس» بذكر كلمة «احترام» مقررات منظمة التحرير، في اشارة الى الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف، في حين ترفض الحركة كلمة «التزام».

 

واعتبر أن عقدة الحوار تتمركز في أمرين هما «الملف الأمني وملف الحكومة»، وقال: «إذا عولجت هاتان القضيتان، فإنه لن يكون هناك خلاف جوهري».

 

لكن القيادي في «حماس» اسماعيل رضوان قال لـ «الحياة» إن نجاح الحوار يتضمن معالجة كل القضايا المطروحة كرزمة واحدة، وهي الأمن والحكومة والانتخابات ومنظمة التحرير، مضيفاً أن «كل طرف (فتح، حماس) سيقدم اقتراحين، وكل جانب سيبدي المرونة اللازمة بإعلان استعداده لاتخاذ هاتين الخطوتين حتى يمكن أن نلتقي في منتصف الطريق»، مشدداً على أن لدى «حماس» الاستعداد التام لإبداء المرونة اللازمة وتقديم ما يمكنها من خطوات كي تلتقي مع الجانب الآخر وتتوافق معه شرط عدم المس بالثوابت الفلسطينية.

 

 واعرب عن تفاؤله في امكان تحقيق الوحدة الوطنية اذا تمت معالجة هذه القضايا، مشيرا إلى «موقف حماس من برنامج الحكومة السياسي واستعدادها لتبني حكومة مهمات للخروج من المأزق والقفز على الاشتراطات الاميركية والدولية لحكومة الوفاق الوطني التي ستشكل خلال الفترة الانتقالية، ثم إقرار قانون الانتخابات المختلط واعتباره حلاً وسطاً بين نظام القوائم الذي تريده حماس وبين قانون التمثيل النسبي الكامل الذي تريده فتح، وتأكيد اصلاح الاجهزة الامنية في كل من غزة والضفة معاً بشكل متزامن، وان تكون مرجعية جهاز المخابرات هي رئاسة الحكومة وليس الرئيس كما تريد فتح، والتوافق على قيادة فلسطينية كمرجعية موقتة الى حين اصلاح المنظمة واعادة بناء مؤسساتها».

 

 وقال: «هذه أربع نقاط أساسية إذا كانت فتح مهيئة فعلا للمصالحة، فيمكن التقدم تجاهها بخطوات ايجابية، خصوصا أن هناك جموداً سياسياً في ظل الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتشددة والتي تتحدث الآن عن يهودية الدولة»، معتبراً أن «ذلك دافع كاف للاخوة في فتح كي يعيدوا النظر في سياساتهم وأن يلتفتوا الى تحقيق المصالحة».

 

ورأى رضوان أنه «لو أمكن التوصل إلى حكومة توافق وطني، فإنها يمكن أن تقوم بمهماتها من أجل إعادة إعمار غزة وتحقيق المصالحة الداخلية والاعداد للانتخابات»، لافتا إلى أن التدخلات الخارجية هي التي تعيق التوصل إلى تشكيل حكومة وفاق وطني، ومشيراً إلى تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية الاخيرة في هذا الشأن.

 

من جانبه، قال قيادي رفيع في «حماس» لـ «الحياة» ان «حماس ذاهبة لاستئناف الحوار ولمعالجة القضايا وفق الرزمة الواحدة... لا نريد تعليق قضية أو ملف ما لأننا لا نريد تكرار تجربة اتفاق مكة عندما ارجأنا القضايا الأمنية وتفجر الوضع نتاج ترحيل الملف الأمني»، مشددا على ضرورة حل كل الاشكالات.