خبر قدورة فارس : حوار القاهرة فشل عملياً ولم يبق إلا إعلان ذلك رسمياً و مطالبات كلينتون لـ « حماس » الالتزام بشروط الرباعية انحياز لإسرائيل

الساعة 02:56 م|23 ابريل 2009

فلسطين اليوم - غزة

كشف مصدر قيادي في حركة "فتح"، النقاب عن أنّ الحوار الوطني المزمع انطلاقه في القاهرة في 26 من نيسان (أبريل) الجاري "فشل عملياً، وأنه لم يبق أمام الجميع إلاّ الإعلان عن هذا الفشل، لا أكثر ولا أقل".

 

وأعرب عضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح"، قدورة فارس، في تصريحات خاصة، عن أسفه لضياع فرصة أخرى كان من الممكن استغلالها لإنهاء الانقسام السياسي بين الضفة والقطاع.

 

وقال فارس "أنا لم أشارك في الحوار الوطني بالقاهرة، لكنني من خلال حديثي إلى عدد من الأشخاص الذين شاركوا في الحوار فقد أكدوا لي أنّ الحوار عملياً فشل، ولم يبق إلا الإعلان رسمياً عن هذا الفشل".

 

وتابع فارس قوله "هذا ليس فشلاً لا لـ "حماس" ولا لـ "فتح" وحدهما، ولا تتحمّل مسؤوليته جهة بعينها وإنما هو فشل لنا جميعاً، وهو دليل على أنّ كل تعبيرات الحالة الفلسطينية ليست على قدر المسؤولية، وسواء اتهمتنا "حماس" أو اتهمناها فنحن فاشلون، ويحق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يحتفي بذلك".

 

واستبعد فارس إمكانية الحديث عن آفاق للحوار الوطني الفلسطيني في الوقت الراهن، وقال متشائماً إنّ "الناس على دين ملوكهم، وقد تمكنت قيادات الأحزاب والفصائل من تحويل التنظيمات السياسية إلى قبائل، فالتنظيمات السياسية الفلسطينية تقودها وتسيطر عليها ثقافة القبيلة، والتحشيد يتم على أسس قبلية مع تحول بسيط أنه بدل المشايخ أصبح لدينا دكاترة، ولذلك مشوارنا مع المصالحة لا يزال بعيداً"، على حد تعبيره.

 

وفي القاهرة أبلغ الإعلامي المصري، إبراهيم الدراوي، أنّ سفير السلطة الفلسطينية في مصر نبيل عمرو عقد اليوم مؤتمراً صحفياً حضره عدد من الصحفيين، وشنّ فيه هجوماً لاذعاً على "حماس" واتهمها بالسعي لإفشال الحوار.

 

وأشار الدراوي إلى أنّ القاهرة تعيش حالة من القلق الشديد بين الإعلان عن فشل الحوار الذي لا يخدم مصلحتها عربياً وإقليمياً ودولياً، وبين المغامرة في الاستمرار للدعوة إلى الحوار في 26 من نيسان (أبريل) الجاري حتى وإن كانت رهانات نجاح الحوار ضئيلة جداً، من أجل إبقاء الأمل معقوداً حتى تغيّر الظروف، على حد ما ذكر.

 

على صعيد آخر؛ انتقد قدورة فارس، تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي طالبت فيها "حماس" مجدداً بنبذ ما سمته بالعنف والاعتراف بالجانب الإسرائيلي، والالتزام بالاتفاقيات السابقة.

 

وقال فارس إنّ "تصريحات كلينتون تعكس موقفاً متحجراً على الشروط البائسة نفسها التي كان مصدرها إسرائيلياً، وكنا نأمل أن يشمل التغيير في مواقف الإدارة الأمريكية تغييرا في خطابها تجاه الفصائل الفلسطينية، وبالتالي إعادة النظر في مسألة الشروط التي تشكل عقبة أمام أي اتفاق فلسطيني".

 

ومضى قدورة فارس إلى القول "كنّا نتمنى لو أنّ كلينتون طالبت باحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، أو حتى لو قرنت مطالبتها بشروط الرباعية ذاتها بمطالبة إسرائيل باحترام الحقوق الفلسطينية ووقف الاستيطان. لكن للأسف هذا لم يحدث، وهذا يدل على أن وزيرة الخارجية (الأمريكية) مصممة على الانحياز للموقف الإسرائيلي وهذه إشارة سلبية للأسف"، كما قال.