خبر إقالة موظف إسرائيلي بسبب مقارنته بين المحرقة ومعاناة الشعب الفلسطيني

الساعة 01:40 م|23 ابريل 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الخميس إن مؤسسة الكارثة (يد وتسيم) الاسرائيلية اقالت قبل عيد الفصح اليهودي، دليلاً سياحياً قارن بين مأساة اليهود الذين انقذوا من المحرقة وبين الشعب الفلسطيني ابان حرب العام 1948.

 

واقيل ايتمار شابيرا (29 عاماً) من القدس من عمله في المؤسسة بعد خدمة فيها دامت 3 اعوام ونصف العام، وذلك بعد تقديم مدرس من مدرسة في مستوطنة "افرات" شكوى ضده الى ادارة المؤسسة، وقالت مصادر في "يد وتسيم" ان هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها اقالة موظف على خلفية سياسية.

 

واكد شابيرا يوم امس الاول في حديث اجرته معه صحيفة "هآرتس" حديثه مع الزائرين عن مجزرة دير ياسين التي حدثت عام 1948 وذلك لان بقايا القرية التي تشكل جزءاً من حي "جبعات شاؤول" تظهر من مخرج مبنى المؤسسة، وقال: "يتحدثون في يد وتسيم عن وصول لاجئي المحرقة للبلاد واقامة ملجأ ليهود العالم هنا، وقلت بأنه كان هناك في هذه الارض اشخاص، وحاولت ذكر وجود مآس اخرى لشعوب اخرى. لقد دفعتنا المحرقة الى اقامة دولة يهودية، ويوجد للشعب الفلسطيني مأساة تحفزه للبحث عن تعريف لنفسه، وعن هوية وعن ارض وعن احترام بالضبط مثلما بحثت الصهيونية عن ذلك".

 

وتوجه المدرس في اعقاب هذه الاقوال الى ادارة المؤسسة وطالب باتخاذ خطوات ضد شابيرا، وكتب المدرس في رسالة بعثها الى ادارة المؤسسة: "لا يحق للدليل استغلال مكانته من اجل نقل آرائه الشخصية بغض النظر عن كونها يمينية او يسارية، عندما اتوجه الى يد وتسيم في جولة مع طلاب اتوقع الحصول على حقائق لا على تفسيرات، وخصوصاً ليس على تفسيرات لها نتائج سياسية كبيرة".

 

واستدعي شابيرا الى ادارة المؤسسة قبل 3 اسابيع واتفق على انهائه لخدمته، وقالوا في المؤسسة بأن شابيرا رفض تبني موقفهم القائل بأنه لا مجال للمقارنة بين المحرقة وبين اي حادث آخر.

 

وقالت الناطقة بلسان "يد وتسيم" يوم امس الاول معقبة على استفسار صحيفة "هآرتس": "لان المؤسسة تحاول القيام بعمل مهني يؤكد فصل موضوع المحرقة عن اية اجندة سياسية سواء يمينية او يسارية، ولان الدليل رفض استبدال طابع توجيهه للزائرين، فقد تقرر وقف عمله كدليل في المدرسة المركزية لدراسات المحرقة في يد وتسيم".

 

وقال شابيرا امس الاول ان الحرب على غزة دفعته الى اضفاء تطرف على اقواله خلال الجولات، ووصف قرار المؤسسة بـ"المنافق"، وقال: "لقد حاولت فقط الكشف عن حقائق للزوار وليس تحليلات سياسية، واذا كانت يد وتسيم تفضل عدم تناول الحقائق، وعلى سبيل المثال حدوث مجزرة في دير ياسين او نكبة للشعب الفلسطيني، فهذا يعني انها تخاف من شيء ما، وهناك خلل بنظرتها التاريخية".