أكد بسام أبو عكر الباحث والمختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن عملية إطلاق النار التي نفذها الشهيد رعد حازم في شارع "ديزنغوف" وسط "تل ابيب" جاءت في سياق سلسلة من العمليات النوعية الغير منظمة، و التي جاءت رداً طبيعياً على ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين.
واعتبر أبو عكر أن عملية "ديزنكوف" التي وقعت في ذروة الاستنفار الأمني في ما أطلق عليه العدو عملية (كاسر الأمواج)، وانسحاب المقاوم من المكان بعد إطلاق النار في أكثر من شارع، شكلت فشلاً مضاعفاً للمنظومة الأمنية و الاستخبارية الصهيونية المدججة بالإمكانيات التكنولوجية و وحدات سيبرانية و الهجمات الكترونية و أجهزة الانذار المبكر و الطائرات المسيرة.
وأوضح الباحث أبو عكر في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن عملية "ديزنكوف" رمزية كبيرة من حيث المكان الذي يعتبر شريان حقيقي للحياة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الصناعة الرقمية، كما أن المنطقة هي مركز فيه الصناعة و الموقع الأكثر اكتظاظاً سكانياً، و خصوصاً أن "تل أبيب" هي المدينة الأكبر، وأن شارع "ديزنكوف" الذي يضم المراكز و المنشآت الحيوية، و هي وشريان يربط "تل ابيب" شمالها بجنوبها و من البحر الى كل أماكن هذا المركز.
وأشار إلى أن هذه العملية أيضاً رمزية كبيرة في ظل تنفيذها في هذا المكان، تضاف إلى عمليتين قريبتين، الأولى التي نفذها "ايمن و خالد اغبارية" في الخضيرة الأسبوع الماضي وعملية "ضياء حمارشة" في "بني براك" شمال "تل أبيب" ، لافتاً إلى أن هذا يدل على معرفة الشباب الفلسطيني بمركزية و حيوية و رمزية "تل ابيب"، و شارع "ديزنكوف" على وجه التحديد، يذكر بالعديد من العليات الاستشهادية التي نفذها المقاومون، و فيه وزارة الدفاع و مراكز الاستخبارات الموساد و الشاباك و مختلف الاذرع الاستخبارية.
وبين المختص، بأن الفشل الاستخباري للاحتلال و منظومته الأمنية بعد سلسلة من العمليات النوعية التي هزت الكيان يأتي في سياق أن الاستخبارات العسكرية و مختلف تشكيلاتها بالإضافة الى الشرطة و المنظومة الاستخبارية التي تمتلك إمكانيات و أدوات و عملاء و كاميرات، تتابع في ادق تفاصيل الانسان الفلسطيني اثناء تنقله في المدن "الإسرائيلية"، إضافة إلى عمليات التنصت التي تلاحق الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن هذه العملية تؤكد ان المنظومة الأمنية بإمكاناتها فشلت امام ارادة الانسان الفلسطيني الذي صمم و قرر أن يواجه الاحتلال بهدف طرده و منعه من استمرار حصار الفلسطيني في غزة و النقب و المثلث و الجليل و الساحل و المدينة المقدسة.
وأضاف: " أراد الاحتلال أن ينقل المعركة إلى الضفة والقدس وغزة و سوريا، لكنها تنتقل الآن إلى قلب الكيان، ولا تستطيع هذه المنظومة حماية الشريان الحيوي الرئيسي في داخل ديزنكوف الممتلئة و المثخنة بثكنة عسكرية بكافة الاذرع الاستخبارية التي تعيش حالة من الارباك و التخبط خاصة ان العملية لم تنته في وقت قصير ".
وتابع يقول: " 5 أو 11 طلقة يطلقها المقاوم تضع هذا الكيان في ذعر و خوف و رعب ينطبق عليه ما قاله السيد حسن نصر الله انه اوهن من بيت العنكبوت، و لا يستطيع مواجهة فلسطيني مسلح بمسدس او ببندقية مصنعة كما حصل مع ضياء حمارشة فكيف يواجه إمكانيات ضخمة كالتي تمتلكها المقاومة اللبنانية في لبنان او المقاومة في غزة او ما تمتلكه الجمهورية الاسلامية الايرانية".
وأكد أبو عكر، أن كل هذا الحديث عن إمكانيات متقدمة في منظومة استخباراتية تعيش الفشل نلو الفشل على هذه الأرض في مواجهة الفلسطيني، الذي يدافع عن هويته، ويقاتل الاحتلال دفاعا عن كرامته و يرفض كل اشكال التطهير العرقي التي تمارس بحقه من قبل هذه المنظومة الاحتلالية.
وبين أن الاحتلال استدعى كل تشكيلاته للاجتماع لبحث تداعيات و فك لغز هذه العملية و تحولت "تل ابيب" لثكنة عسكرية من مختلف تشكيلات الاذرع الأمنية ( الشرطة و الجيش و حرس الحدود و المستعربين و الوحدات الخاصة لملاحقة منفذ العملية و قتله".
وتابع قائلاً: "هم لا يريدون ان يبحثوا في حجم ما يمارسه الاحتلال من وجع والم يطال حياة الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه و لا يريد ان يطول عمر هذا الاحتلال، و لا يقبل الذل و يخوض حرب تحرير دفاعاً عن وطنه المحتل منذ اكثر 74 عاما، ووقف المشهد و فيلم الرعب الذي يمارسه الاحتلال المشبع بالحقد و الكراهية للإنسان الفلسطيني ".
وتطرق الباحث أبو عكر إ|لى المواجهة اليومية في ساحات باب العامود في المدينة المقدسة قائلاً: "نشاهد الإصرار الفلسطيني اليومي في باب العامود، الذي يؤكد على ان هذا الحيز الحقيقي الذي يرمز للإنسان الفلسطيني و الهوية العروبية الإسلامية التي لم يتنازل فيها الفلسطيني و هو على تماس حقيقي مباشر في مواجهة هذا الاحتلال".
ولقي مستوطنان اثنان على الأقل مصرعهما وأصيب آخرون بجروح متفاوتة بينها خطيرة، مساء اليوم الخميس، بعملية إطلاق نار بطولية نفذها مقاوم فلسطيني في مدينة "تل أبيب" المحتلة.
وأبلغ مستشفى "إيخلوف" التابع للاحتلال في حصيلة أولية عن قتيلين في صفوف المستوطنين و13 جريحاً 4 منهم بين حرجة وخطرة، جراء عملية إطلاق النار.
وفتح المقاوم الفلسطيني النار من سلاح رشاش داخل مطعم في شارع "ديزنكوف" في "تل أبيب"، قبل أن ينجح في الانسحاب من المكان.
وأظهرت مقاطع فيديو لحظة هروب عشرات المستوطنين من مكان عملية إطلاق النار، وطلبت شرطة الاحتلال من مستوطني منطقة "ديزنكوف" التزام المنازل.
واستنفرت قوات كبيرة من وحدات "اليمام" في مكان الحدث، وحاصرت مبنى تشتبه بأن منذ العملية البطولية تحصن به، وتبين أنه فارغ قبل أن تنتقل للبحث في مبانٍ أخرى بمشاركة الطائرات المروحية، وسط حالة من الفوضى العارمة.
استشهد منفذ عملية تل أبيب، في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة، بعد اشتباك مسلح مع قوات اليمام الصهيونية قرب مسجد في يافا المحتلة.
ووفق المصادر المحلية، فإن منفذ عملية تل أبيب هو الشهيد رعد فتحي حازم (29 عامًا) من مخيم جنين.
وذكر الاعلام العبري، أن اثنين من أفراد وحدة عمليات جهاز الشاباك تعرفا على منفذ عملية تل أبيب في يافا، ووجها له نداءات بتسليم نفسه، لكنه فتح عليهما النار، فقامت القوات الأخرى بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى استشهاده.