خبر اللاسامية هي العملة الصغيرة- معاريف

الساعة 09:34 ص|23 ابريل 2009

بقلم: نداف ايال

 (المضمون: شئنا أم أبينا احمدي نجاد يمثل وجدانا سياسيا آخذا في الانتشار في جنوب الكون الفقير والمستغل - المصدر).

خطاب الرئيس الايراني هذا الاسبوع من على منصة مؤتمر ديربن 2 لمكافحة العنصرية اصبح منذ الان علامة طريق في تاريخ الامم المتحدة. فقد كان هذا احد الاحداث الاكثر شقاقا واستفزازا في تاريخ المنظمة، وصورة ممثلي الاتحاد الاوروبي يغادرون القاعة ستبقى في الذاكرة لزمن طويل بعد وقت كثير من اصفرار مشروع القرار في الارشيفات في جنيف.

 احمدي نجاد هو بالطبع لاسامي وناكر للكارثة، وخطابه كان عديم القيمة لانه في ظل الدعوة الى المساواة، السلام والعدل العالمي، القى خطابا مفعما بالكراهية تجاه الغرب بأسره. ولكن التعاطي مع احمدي نجاد ككاريكاتير للاسامية فقط يكون خطأ. فقد حظي خطابه بتصفيق عاصف من نصف ممثلي دول العالم على الاقل. وسواء شئنا ذلك أم أبينا فانه يمثل وجدانا سياسيا آخذا في الانتشار في جنوب الكون الفقير والمستغل.

احمدي نجاد تلقى معظم التصفيق حين تحدث عن مجلس الامن. وقد سأل هل حقيقة أن عددا صغيرا من القوى العظمى ولا سيما الغربية منها، تحظى بحق الفيتو على القرارات الهامة في العالم، تشكل رمزا لمنظومة دولية عادلة ام منظومة تقوم على اساس انعدام المساواة والتمييز. وقد تحدث بتوسع عن فرض الاجماع الاقتصادي الامريكي على الامم باسرها – من خلال اشتراط قروض صندوق النقد الدولي بتطبيق اصلاحات ليبرالية جديدة وما بعد رأسمالية. كما عرض الرئيس الايراني مفهوما معروفا جيدا، يدعي بان مفهوم حقوق الانسان والمواطن الغربي مغلوط واشكاليي؛ فهو يطالب ثقافات بأكملها التخلي عن عاداتها لصالح مسلمات ليبرالية. ويبدو هذا كحجة بعيدة جدا ولكنه ليس حقا كذلك: عندما تكون الطوائف اليهودية الارثوذكسية في اوروبا مطالبة بان تتوقف عن الذبح الحلال لان هذا يلحق معاناة زائدة بالحيوانات، يقع صدام بين عادة ثقافية عتيقة وبين مفهوم ليبرالي آني لسلامة سياسية متصلبة.

كل هذه المواضيع هي التي جعلت احمدي نجاد، حتى اكثر من كلامه عن "الصهاينة"، نجما في العالم الثالث – وحتى في اوساط محافل معينة في اليسار الاوروبي الجديد.

في عالم من الركود الاقتصادي العميق وفي وقت تعاني فيه العولمة من مشاكل بنيوية لانعدام المساواة فان الرئيس الايراني يمثل تحالف المقموعين على الارض. ببصقته على على آلية القوة العالمية، فانه يجترف التأييد. وهذا هو السبب الذي يجعله خطيرا.

شلبي ستيل هو باحث كبير في معهد هوفر وكاتب ينال التقدير. وهو افريقي – امريكي ابن لاب اسود وام بيضاء، مثل براك اوباما. ستيل هو محافظ واضح وجمهوري. جاء الى جنيف هذا الاسبوع في اطار الحملة الاعلامية التي تديرها المنظمات اليهودية ضد مؤتمر ديربن. لديه مفهوم يربط بشكل مثير للاهتمام بين احمدي نجاد، المؤتمر والغرب. وهو يقول بشكل استفزازي انه "بالنسبة للامم التي نراها هنا، العنصرية ليست على الاطلاق مشكلة. يدور الحديث عن دول وامم تحررت من الاستعمار، عانت من التمييز، كافحت في سبيل حريتها. ولكن اليوم، العنصرية قد تكون المشكلة الـ 120 في القائمة بالنسبة لها. ما حصل هو ان الامم او الافراد هؤلاء كافحوا لسنوات طويلة واعتبروا الحرية خلاصهم. ولكن الحرية ليست الخلاص؛ هي ببساطة القدرة على ان يكون المرء حرا من القيود. حين جاءت الحرية اكتشفوا بانه لا يزال لديهم مشاكل هائلة، عظيمة. التركيز على العنصرية هو جزء من ظاهرة أوسع: المشكلة ليست متعلقة بي. المشكلة خارجة عني – العنصرية، مثلا. او اللاسامية. المشكلة ليست أنا، المشكلة هي اليهودي. انا اريد أن اقتبس عن جان بول سارتر: حتى لو لم يكن هناك يهودي، فان اللاسامي كان سيخترعه".