خبر يا ويلي، نتنياهو على حق -هآرتس

الساعة 09:32 ص|23 ابريل 2009

بقلم: آري شافيت

 (المضمون: نتنياهو محق عندما يدعو الى دولتين قوميتين كحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني- المصدر).

الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ليس صراعا حول الاحتلال. لو كان صراعا حول الاحتلال لاندلع في عام 1967 وليس في عام 1920.   لو كان صراعا حول الاحتلال، لانتهى في عام 2000 ولم يتواصل حتى يومنا هذا. ولو كان صراعا حول الاحتلال لسهل انهاؤه من خلال انسحاب اسرائيلي كامل واعتراف فلسطيني كامل باسرائيل بعد الانسحاب. ولكن الانسحاب لا ينفذ والاعتراف لا يأتي لان الصراع ليس صراعا حول الاحتلال.

الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني هو صراع ثلاثي المستويات. صراع حول 1967، وحول 1947، وحول 1917. ولكن اساسه يعود الى حقيقة ان الحركة الوطنية اليهودية لم تعترف بالشعب الفلسطيني وحقوقه في البلاد، والحركة الوطنية الفلسطينية بدورها لم تعترف بالشعب اليهودي وحقوقه على نفس البلاد. لذلك لن يقوم السلام من دون اعتراف اسرائيلي بالشعب الفلسطيني والدولة القومية الفلسطينية، ومن دون اعتراف فلسطيني بالشعب اليهودي والدولة القومية اليهودية. الطريق الوحيد للسلام يكمن في الاعتراف المتبادل الحقيقي.

في اوسلو 1993، في كامب ديفيد 2000 وفي أنابوليس 2008، قطعت اسرائيل شوطا كبيرا على طريق الاعتراف المتبادل المطلوب. اولا اعترفت بالشعب الفلسطيني، ومن ثم وافقت على اقامة دولة فلسطينية واخيرا سلمت بالانسحاب شبه الكامل وتقسيم القدس. لذلك بددت طابو بعد الاخر وازالت رفضا بعد رفض ولكن في اوسلو ايضا وفي كامب ديفيد وأنابوليس لم يقطع الفلسطينيون ذلك الشوط الكبير الموازي. هم لم يحطموا اي طابو ولم يتراجعوا عن اي رفض جوهري. حتى يومنا هذا ما زالوا غير معترفين بالشعب اليهودي وحقوقه ودولته القومية.

التجسيد الاكثر بروزا للرفض الفلسطيني جاءنا بالتحديد في السنة الاخيرة. في صيف 2008 اقترح رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقتراحا سليما غير مسبوق: اسرائيل تحتفظ بـ 6.5 في المائة فقط من مساحة الضفة الغربية (الكتل الاستيطانية) والتي سيحصل الفلسطينيون مقابلها على تعويض كامل في جبل الخليل وسهل بيسان وجبال يهودا. القدس تقسم على اساس ديموغرافي بينما يودع الحوض المقدس تحت مظلة نظام دولي خاص. ولكن ابو مازن لم يقبل عرض نهاية الاحتلال الذي قدمه اولمرت ورفض على الفور فكرة تقسيم البلاد لدولتين قوميتين.

مغزى الامور واضح: هناك عدم تماثل مزدوج بين اسرائيل والفلسطينيين. اسرائيل من جهة هي الدولة المحتلة والفلسطينيون هم الخاضعون للاحتلال. ولكن من الناحية الاخرى تعترف اسرائيل بحق دولة الشعب الفلسطيني بالوجود بينما لا يعترف الفلسطينيون بحق دولة الشعب اليهودي بالوجود. تجربة السلام تستوجب مواجهة عدم التماثل المزدوج بصورة متوازية. مطالبة اسرائيل بالعمل على اقامة دولة فلسطينية، ومطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بدولة اليهود.

تسيبي لفني ادركت المشكلة بصورة معمقة، بل واقترحت حلا لها: استبدال صيغة حل الدولتين الخاوية بصيغة دولتين قوميتين. لا، ليس الفلسطينيون ملزمون بالاعتراف بالدولة اليهودية من البداية، ولكن طالما لم يعترفوا بالدولة اليهودية وليس هناك سبب يدفع اسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

احدى الامكانيات هي ان تجري المفاوضات من دون اي شروط مسبقة. الخيار الثاني هو ان تجري المفاوضات بين الجانبين الملتزمين بحل الدولتين القوميتين اللتان تعيشان بأمن وسلام الى جانب بعضهما البعض. على اية حال، الامكانية الثالثة غير مقبولة تماما. لا يعقل ان تعترف اسرائيل مسبقا بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره بينما يرفض الفلسطينيون الاعتراف بحق الشعب اليهودي في تقريره مصيره. اللاتماثل هذا لن يقود الى السلام. عاجلا او اجلا سيقود الى حرب دموية.

بنيامين نتنياهو يحاول الان تطبيق المبدأ – الاعلى لتسيبي لفني. كما هو متوقع اليسار يسخر من ذلك. شريحة السلام الوهمية تحاول التخريب. ولكن نتنياهو محق في هذه الحالة بعينها. في هذه القضية المبدئية يعبر عن الرأي الحازم والقاطع للاغلبية الاسرائيلية. ان كان هناك احتمالية للسلام الاسرائيلي الفلسطيني فيجب ان يكون سلام الدولتين القوميتين.