خبر قائمة المشتريات السياسية لنتنياهو -هآرتس

الساعة 09:32 ص|23 ابريل 2009

بقلم: الوف بن  وباراك رابيد

(المضمون: نتنياهو سيعرض على اوباما صيغة صد النووي الايراني، التقرب مع دول عربية ومعالجة المسألة الفلسطينية – المصدر).

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبلور "قائمة مشتريات سياسية" سيعرضها على الرئيس الامريكي براك اوباما في لقائهما الشهر القادم في واشنطن. وسيعرض نتنياهو على اوباما مسارا ثلاثيا: صد البرنامج النووي الايراني، التقارب بين اسرائيل والدول العربية المعتدلة، ومعالجة مسألة الفلسطينيين في عدة قنوات.

وسيقول نتنياهو لاوباما انه لن يعترف بالدولة القومية مع تقرير مصير فلسطيني، اذا لم يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. من ناحيته، الطلب من الفلسطينيين ان يعترفوا باسرائيل كدولة اليهود هو طلب اساسي في كل مفاوضات على التسوية الدائمة. هذا ليس شرطا مسبقا لادارة  المفاوضات بل للتقدم نحو التسوية. وكشف نتنياهو النقاب في المفاوضات على تشكيل الحكومة بان الحكومة السابقة طرحت في محادثاتها مع الفلسطينيين مطلب اعترافهم باسرائيل كدولة يهودية ولكنها تراجعت عنه في غضون 24 ساعة فقط، بسبب معارضة المفاوضين الفلسطينيين. في نيته ان يصد تآكل المواقف الاسرائيلية الاساس، مثلما فعل، على حد نهجه، في ولايته السابقة كرئيس وزراء بعد اتفاق اوسلو.

لماذا يصر نتنياهو على اعتراف فلسطيني باسرائيل كـ "دولة قومية للشعب اليهودي"، ويصد منتقديه، في أنه يرى في هذا المطلب مناورة لعرقلة الاتصالات؟ يمكن ان نجد عدة تفسيرات لموقفه. اولا، نتنياهو يريد أن يطرح مطلبا اسرائيليا للاعتراف بالحقوق الوطنية كوزن مضاد لمطالبة اسرائيل بالاعتراف بـ "حقوق الفلسطينيين". ثانيا، نتنياهو يخشى بانه اذا تملص الفلسطينيون من مثل هذا الاعتراف في المفاوضات السياسية، فانهم ايضا لن يقولوا لابناء شعبهم ان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، وسيواصلون النزاع بعد أن تتحقق التسوية. ثالثا، الاعتراف بدولة يهودية سيعطل المطلب الفلسطيني بـ "حق العودة" للاجئين. ولكن يوجد لرئيس الوزراء ايضا اعتبار سياسي داخلي: من أجل تجنيد دعم الجمهور الاسرائيلي والكونغرس الامريكي لمواقفه، حيال الضغوط المحتملة من اوباما، نتنياهو يحتاج الى قاسم مشترك يغطي الاحزاب والمعسكرات. مبدأ "الدولة اليهودية" يتمتع بتأييد واسع في الاوساط ذات الصلة، ومن الاسهل اكثر تجنيد المؤيدين له من الموقف الرافض للانسحاب من المناطق واخلاء المستوطنات. كما يسعى نتنياهو الى أن يبلور اتفاقا مع الولايات المتحدة يحدد "تحفظات السيادة" التي ستفرض على الكيان الفلسطيني المستقبلي: سيحظر عليها الاحتفاظ بجيش والارتباط بتحالفات واتفاقات عسكرية، واسرائيل ستواصل مراقبة الحدود الخارجية، المجال الجوي والجوانب الالكترومغناطيسية فيها. سلفه، ايهود اولمرت، حاول تحقيق ضمانات كهذه من ادارة بوش ولم ينجح، مع انه اقترح الانسحاب تقريبا من كل الضفة الغربية. نتنياهو يولي اهمية شديدة للضمانات الامنية من الولايات المتحدة ويؤمن بان فرصه للحصول عليها ستكون افضل من سلفه.

في المداولات التمهيدية التي يديرها نتنياهو لبلورة خطته السياسية، ستطرح ايضا البادرات الطيبة التي ستقوم بها اسرائيل تجاه الفلسطينيين، وردها على المطالب بتجميد البناء في المستوطنات، اخلاء بؤر استيطانية وازالة حواجز. رئيس الوزراء يعتزم طرح مسألة الاستيطان امام حسم الحكومة، ويمكن الافتراض بانه سيعرض موقفه فقط عشية سفره الى البيت الابيض. وكخطوة اولى، سيشكل نتنياهو لجنة وزارية برئاسته، تعنى بتنمية الاقتصاد الفلسطيني. ويرى رئيس الوزراء في الباكستان وايران الخطر الاكبر امام العالم، اكثر من الازمة الاقتصادية. ولكن برأيه، التهديد الايراني يخلق لاسرائيل فرصة سياسية غير مسبوقة. فلاول مرة منذ 1920، فان دولا عربية مثل السعودية، مصر والاردن تتقاسم مع اسرائيل ذات التقدير للوضع الاستراتيجي. نتنياهو يريد ان يربطها بالمسيرة السياسية، وان يدفع التعاون العلني والسري الى الامام واقامة علاقات مع دوائر واسعة في العالم العربي. وبرأيه، فان "توسيع الكعكة" التي بين اسرائيل والفلسطينيين من خلال اشراك مصر والاردن في التسويات الاقتصادية والامنية، سيعزز فقط الفرصة لتحقيق اتفاق مستقر. هذا هو العنصر الاقليمي في خطته السياسية.

نتنياهو متحمس بقدر اقل من القناة السورية. هو مستعد لاستئناف المفاوضات "بدون شروط مسبقة"، ويرفض الطلب السوري في ان تتعهد اسرائيل مسبقا بالانسحاب من هضبة الجولان. من ناحيته، الموقف الذي عرضه في الحملة الانتخابية، "لن ننزل من الجولان"، لا يزال ساري المفعول.

ولكن المكان المركزي في الخطة السياسية التي سيعرضها على اوباما ستحتله ايران. فنتنياهو سيشرح لاوباما بان وجود اسرائيل هو الضمانة لاستمرار وجود الشعب اليهودي، الذي لن يحظى بفرصة اخرى من التاريخ بعد الكارثة. وعليه فمحظور ان يوجد السلاح النووي بيد من يرفضون وجود اسرائيل. وبرأي نتنياهو، اذا ما احتفظت ايران بسلاح نووي، فان العالم العربي ستجتاحه موجة تطرف وتزمت ولن تصمد أي تسوية. نتنياهو يريد ان تعالج الولايات المتحدة التهديد الايراني وان تحبطه. واذا سأله اوباما ماذا ستوافق اسرائيل على اعطائه بالمقابل، فانه سيبدي اهتماما شديدا بسؤال ونوايا الرئيس.

نتنياهو يرفض التقديرات بالمواجهة المرتقبة بينه وبين اوباما. وهو يقدر بان الرئيس الامريكي كزعيم براغماتي، سياسي عديد الكفاءات، يفهم اضطرارات السياسة العملية. لا شك لدى رئيس الوزراء بانه سينجح في الوصول الى تفاهم وتعاون مع اوباما. ومنذ الان يأخذ الانطباع بان اسرائيل والادارة في واشنطن تتصرفان بشفافية متبادلة.