خبر الحملة المصرية ضد ايران رسالة لواشنطن

الساعة 06:44 ص|23 ابريل 2009

الحملة المصرية ضد ايران رسالة لواشنطن

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى

 

دافيد فولك  ومحمد ياغي

20 نيسان/ابريل 2009

 

في الاسبوع الماضي نشطت مصر ضد ايران وحلفائها في العالم العربي. فقد اعتقلت القاهرة أفراد خلية حزب الله الذين كانوا يعدون العدة لتنفيذ عمليات ارهابية على الأرض المصرية، وشنت حملة ضد تهريب الأسلحة لحماس في سيناء، وعززت جهودها للحلول محل قطر- الداعمة لايران- في مهمة الوسيط في العلاقات البينيّة العربية. والآن بقي أن نترقّب لنعرف إذا ما كان هذا التغيير السياسي هو جزء ثابت من استراتيجية أوسع هدفها استعادة الدور الريادي لمصر بين الدول العربية، أم انه ليس سوى أسلوب دفاعي جديد هدفه اتقاء الاهانات الموجهة لها من جانب حلفاء ايران. ومع ذلك يتضح ان القاهرة ترسل اشارات لواشنطن فحواها ان "الملف النووي" ليس الوجه الوحيد، وربما ليس الأكثر ملحاحية، للتهديد الايراني.

 

ووفق التقارير، فإن قوات الأمن المصرية اعتقلت قبل ستة أشهر هاني سامي شهاب، الذي ترأس ما بات يعرف اليوم باسم "خلية حزب الله في مصر". ومع ذلك فإن المصريين امتنعوا فى حينه عن الكشف عن القضية حتى يتمكنوا من جمع المزيد من المعلومات واعتقال بقية أفراد الخلية. لكن توقيت الخطوات الأخيرة التي اتخذتها مصر ضد حزب الله، المفرطة في علنيتها، هي ذات دلالات هامة. فلا شك ان القاهرة بذلك تنخرط أكثر في الجدل المتعاظم حول النفوذ الايراني المنطقة.

 

وفي نهاية شهر آذار/مارس اعلنت المغرب بطريقة دراماتيكية عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران واتهمتها بشكل علني بتأييد الشيعة وبتأييد عناصر تخريبية أخرى في المملكة. كما ان البحرين احتجت بشدة على تصريحات مسؤول ايراني رسمي جاء فيها ان البحرين كانت في الماضي محافظة ايرانية. وبعد ذلك، في اعقاب قمة الدوحة، أعربت وسائل اعلام مصرية شبه رسمية عن قلقها العميق لرفض المشاركين في القمة ادانة التدخل الايراني في الشؤون الداخلية للدول العربية. كما ان الأردن اتخذ اجراءات اضافية ضد حماس وحزب الله وعملاء ايرانيين آخرين ينشطون على أرضها.

 

من وجهة نظر الدول العربية المعارضه لإيران، حزب الله ليس تنظيماً لبنانياً بريئاً، بل انه يشكل خطراً واضحاً وداهماً ويخدم المصالح الايرانية "من المحيط الأطلسي الى الخليج الفارسي". وفي لبنان نفسها، حيث يُظهِر حزب الله ثقة كبيرة عشية الانتخابات البرلمانية التي ستجري في السابع من حزيران/يونيو المقبل، سارعت وسائل الاعلام إلى اقتناص الفرصة لاستغلال الحادثة المصرية لتشويه سمعة الحزب ولتلصق به صفة الحليف الايراني الخَطِر.

وحتى الآن لم تبادر مصر الى اتهام حماس صراحة بالتعاون مع حزب الله في قضية الشبكة الارهابية، كما انها لم تسرب التفاصيل الكاملة حول الفلسطينيين المتورطين فيها. ولكن مع ذلك، من المنطقي الافتراض ان الكلمة الأخيرة لم تُقَل بعد. ومن المحتمل أن مصر تؤجل بشكل متعمَّد الخوض في الموضوع إلى ما بعد محادثات المصالحة الفلسطينية بين فتح و حماس. فإذا ما استمرت حماس في عدم ابداء المرونة تجاه مقترحات الحل الوسط المصرية، فإنه سيكون بوسع مصر عندها استخدام "ورقة حزب الله" وكشف تفاصيل حول علاقتها بقضية الشبكة الارهابية. كما انه من الممكن ان تقوم مصر باحكام اغلاق الحدود مع غزة والعمل بتصميم أكبر في تدمير انفاق التهريب. وإذا لم تتمكن كل تلك الاجراءات من اقناع حماس بتليين موافقها فإن احتمال حدوث قطيعة كاملة في العلاقات بين مصر وحماس سيصبح احتمالاًَ قابلاً للتحقق بدرجة كبيرة.

 

ان التدهور الأخير في العلاقات الايرنية-المصرية يمنح الولايات المتحدة الفرصة لدعم حلفائها من جهة وللعمل ضد اعدائها من جهة أخرى. وعلى الولايات المتحدة أن تُعلن على عجل عن دعمها الكامل لمصر و تقديم عون حقيقي لها  ولدول عربية أخرى في صراعها ضد ايران. ان موقفاً كهذا لا يتعارض مع تطلعات واشنطن في البحث عن طريق للحوار مع ايران. فالعكس هو الصحيح: فجوهر العمل السياسي الذكي يكمن في القدرة على الحوار، وفي الوقت نفسه المحافظة على المصالح والقيم الحيوية.

                                                                          ترجمة :

مركز الدراسات العبرية

22-4-2009