خبر مصدر إسرائيلي:حقيقية التهديدات الإسرائيلية لحماس هجـوم غير وارد في المرحلـة الحالية

الساعة 06:25 ص|23 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس

قال مصدر سياسي إسرائيلي أن تصريحات وتهديدات بعض المسئولين في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ضد حركة حماس لا يمكن تفسيرها والنظر إليها على أن الحكومة الجديدة في إسرائيل بدأت بالفعل الإعداد لهجوم جديد على القطاع، كما لا يمكننا ان ندعي بان خيار الهجوم على القطاع لم يعد واقعيا.

وأضاف المصدر السياسي لصحيفة المنار "المقدسية" أن من الطبيعي أن تشهد الساحة الإعلامية مثل هذه التصريحات والتقارير التي تتحدث عن خطر حماس خاصة في ظل التشكيلة الائتلافية اليمينية المتطرفة التي تميز حكومة نتنياهو، وحقيقة رفض اليمين في إسرائيل الذي أصبح في السلطة لأي تواصل وحوار مع حركة حماس، كما ان احد ركائز الاتفاق الائتلافي بين الليكود والشريك الأساسي في الائتلاف "حزب إسرائيل بيتنا" هو اشتراط زعيم إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان إسقاط حكم حماس في القطاع.

ويرى المصدر السياسي ان رسائل التهديد والحديث عن خطط لاغتيال قادة حماس واستهداف رموز الحركة هو وسيلة من وسائل الضغط باتجاه إبقاء الأمور تحت السيطرة ومحاولة لردع حركة حماس من القيام بأي تحديات ومشاغبات في ظل الحكومة الجديدة.

وحسب المصدر السياسي فان نتنياهو لم يحدد حتى الآن إستراتيجية العمل أمام المقاومة الفلسطينية، وفي نفس الوقت يؤمن رئيس الوزراء بأن عملية الرصاص المصبوب على القطاع لم تستكمل وان هناك ضرورة لاستكمالها والقضاء على حركة حماس وهو يرغب في الوصول إلى هذا الهدف، ولكن التمني شيء والواقع شيء آخر، فإسرائيل لا تمتلك في هذه المرحلة الغطاء والأدوات المطلوبة والذريعة المناسبة للخروج في حملة عسكرية جديدة على القطاع، كما ان الحكومة الإسرائيلية الجديدة لا ترغب في إغضاب مصر، التي تضغط على إسرائيل في محاولة لدفعها الى الموافقة على اتفاق التهدئة غير المكتوب مع حركة حماس والذي يعتبر ايهود باراك وزير الدفاع مهندسها.

بالإضافة إلى أن نتنياهو يرغب في البداية التعرف على موقف إدارة الرئيس اوباما من حركة حماس وبناء على موقف الإدارة الأمريكية ستكون الخطوات القادمة.

 

ولكن كما اشرنا في البداية فان المصدر السياسي لا يسقط احتمال نشوب حرب إسرائيلية جديدة ضد القطاع في حال توفرت الذرائع والمناخ والمباركة المطلوبة، خاصة في ظل وجود ضغوطات داخلية سواء من المستوى السياسي وحلفاء وشركاء نتنياهو في الائتلاف – هنا يجب ان نشير إلى أن صوت وزير الحرب ليس الصوت الأقوى والأكثر تأثيرا في الحكومة في ظل حساسية الشراكة الائتلافية _ بالاضافة الى بعض المستويات العسكرية والأمنية التي ترى بان عملية الرصاص المصبوب لم تحقق جميع أهدافها وان هناك أهمية إستراتيجية لاستكمالها وصولا الى اسقاط نظام حماس والسيطرة من جديد على محور فيلادلفيا. ومن المحتمل ان تكون هناك ضغوطات خارجية وقد يتوصل البعض الى نتيجة بان حماس لا ترغب في تغيير مبادئها وابداء مرونة على رؤيتها السياسية وانها اصبحت عامل زعزعة للاستقرار وعندها ستحصل اسرائيل على الغطاء المناسب لتوجيه ضربة جديدة ضد الحركة، ولن تواجه الحكومة في اسرائيل صعوبة في ايجاد الذريعة المناسبة لشن الحرب.