خبر عشية استئناف جلسات الحوار..مصر تهدد بسحب رعايتها للمصالحة الفلسطينية وتمهل المتفاوضين إلى نهاية مايو

الساعة 05:49 ص|23 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

علمت صحيفة "المصريون" أن مصر التي ترعى جلسات الحوار الوطني الفلسطيني، وجهت رسالة شديدة اللهجة للفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي "فتح" و"حماس" بضرورة التوصل لتسوية للمشاكل العالقة عند استئناف الحوار خلال الأيام القليلة القادمة، مهددة بالتخلي عن رعايتها للمصالحة الفلسطينية في حال لم يتم الاتفاق بشكل نهائي على تسوية الملفات الخلافية، وعلى رأسها برنامج الحكومة الفلسطينية القادمة.

وتضغط القاهرة بثقلها لانتزاع التزام من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة "حماس" بالقبول بمرجعيات عملية السلام، وذلك لقطع الطريق أمام الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو التي تسعى حاليا لانتزاع تأييد دولي لاعتراف فلسطيني بيهودية الدولة العبرية، مقابل التوصل لحل الدولتين.

ومن المقرر، بحسب مصادر مقربة من الحوار، أن تناقش الجولة القادمة للمفاوضات بشكل مكثف التعديلات التي أدخلتها الفصائل الثلاثة عشر على هذه الورقة، وإعادة صياغتها بشكل يحظى بتوافق فلسطيني شامل عليها لتكون أساسا للمصالحة.

وتسعى القاهرة في الوقت ذاته لانتزاع موافقة الفصائل على دور كبير للجامعة العربية في مفاوضات المصالحة، لاسيما من جانب بعض الأطراف العربية مثل الأردن والسعودية وسوريا لتوافر سبل نجاح الجولة القادمة من الحوار التي تعتبرها مصر حاسمة.

وكان المتحاورون علقوا في الثاني من أبريل حوارهم لثلاثة أسابيع، وبعدها بأيام، اقترحت القاهرة أن يعلق الطرفان المفاوضات الجارية حول تشكيل حكومة وفاق وطني وأن يشكلا عوضا عنها لجنة تكون مهمتها التنسيق بين الحكومتين المتنازعتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يتم تأجيل موضوع تشكيل حكومة توافق وطني.

وتخشى مصر من إطالة أمد المفاوضات بسبب الملفات العالقة بين "فتح" و"حماس"، وهو ما دفعها إلى وضع سقف زمني لها لا يتجاوز شهر مايو القادم، مع طرح مسألة تشكيل لجنة وطنية فلسطينية لإدارة الأوضاع في قطاع غزة تجهز لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول الخامس والعشرين من يناير القادم، بحسب اتفاق الفصائل الفلسطينية.

وتسعى مصر لاستغلال الظرف الراهن وأجواء الانفتاح من جانب الإدارة الأمريكية، متخوفة من حدوث تراجع في حال تبنى إدارة الرئيس باراك أوباما نهج سلفه جورج بوش بوضع فيتو أمام المصالحة الفلسطينية، وممارسة ضغوط على حركة "فتح" لوضع عراقيل أمام هذه المفاوضات، أو دخول المنطقة في خضم ملفات أكبر تعقيدا مثل ملف إيران النووي، أو تأخذ الأوضاع في العراق منحى الأزمة بشكل قد يضعف فرص التوصل لتسوية لمشاكل الشرق الأوسط.

يذكر أن أوباما وجه دعوة لكل من الرئيس حسني مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لزيارة واشنطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة لإجراء مباحثات، كلا على حدة، حول عملية السلام.