خبر تقرير :العشرات من الأسرى العرب منسيون في سجون الاحتلال

الساعة 05:55 م|22 ابريل 2009

 

في تقرير لوزارة الأسرى والمحررين حول الأسرى العرب بمناسبة يوم الأسير العربي

العشرات من الأسرى العرب منسيون في سجون الاحتلال ، ويعانون من قيد الاحتلال وتقاعس حكوماتهم عن نصرتهم

فلسطين اليوم- غزة

أغلق ملف الأسرى اللبنانيين بعملية التبادل الأخيرة بين دولة الاحتلال وحزب الله وتحرر على أثرها عميد الأسرى اللبنانيين "سمير القنطار" مع أربعة من رفاقه ، ولكن ملف الأسرى العرب لم يغلق بعد حيث لا يزال الاحتلال يختطف في سجونه العشرات من الأسرى العرب من دول عربية مختلفة ، يعيشون في الم ومرارة  من جهة بفعل تقاعس حكوماتهم وعدم بذل الجهد لإطلاق سراحهم وخاصة أولئك الذين وقعوا اتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال ،ومن جهة أخرى الظروف القاسية التي يحيونها بفعل الممارسات التعسفية والهمجية من قبل إدارة مصلحة السجون.

 

وزارة الأسرى والمحررين أصدرت تقريراً حول الأسرى العرب بمناسبة يوم الأسير العربي الذي يصادف الثاني والعشرين من نيسان من كل عام ، وهو  ذكرى اعتقال الأسير اللبناني المحرر(سمير القنطار ) عام 1979 ، واعتمد هذا اليوم يومأ وطنياً على غرار يوم الأسير الفلسطيني  تكريماً لهؤلاء الأبطال الذين تركوا ديارهم وأهلهم من اجل نصره قضية فلسطين .

 

وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بان الاحتلال لا يفرق في المعاملة بين أسير فلسطيني وعربي فجميعهم يعانون من نفس الظروف القاسية ،بينما تزداد معاناة الأسير العربي بعدم تمكن ذويه من زيارته طوال فترة اعتقاله ، التي قد تمتد لسنوات طويلة، وتستخدم دول الاحتلال الأسرى العرب بشكل عام كرهائن سياسيين ، وتتحجج بعدم قبول بعض الدول لمواطنيها إذا أراد الاحتلال أن يفرج عنهم ،حيث انتهت مدة محكوميات عدد منهم ، ولم يطلق سراحه كالأسير السعودي (عبد الرحمن العطيوى) .

 

جنسيات مختلفة

 

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يختطف في سجونه العشرات من الأسرى العرب من جنسيات مختلفة بينهم (35) أسيراً أردنياً حسب ما أكد (ميسرة ملص) مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمعتقلين الأردنيين في السجون الإسرائيلية ، وهناك (11) أسيراً سورياً من هضبة الجولان، وأقدمهم الأسير( بشر المقت) وهو معتقل منذ 11-8-1985، وهو يعتبر عميد الأسرى العرب بعد إطلاق سراح "سمير القنطار" ومن بين الأسرى العرب(7) أسرى مصريين، وأقدمهم الأسير عاطف أحمد قديح، ومعتقل منذ 21/1/2000 ، وهناك أسير سعودي واحد وهو الأسير (عبد الرحمن العطيوى) ومعتقل منذ5/3/2005 ، وقبل شهرين أعلنت سلطات الاحتلال أنها اعتقلت شاب تركي يبلغ من العمر 19 عاماً أثناء اقترابه من الحدود المصرية في سيناء ، وهناك عدد من المعتقلين السودانيين الذين اعتقلوا خلال محاولاتهم اجتياز الحدود مع الاحتلال للعمل .

 

مفارقة غريبة

 

وحسب الأشقر فان من المفارقات الغريبة أن تسعى دول عربية للتوسط بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال لإطلاق سراح الجندي شاليط ، بينما لديها عدد من مواطنيها أسرى مختطفين لدى الاحتلال ، رغم توقيع اتفاقية سلام بين الطرفين يجب أن يطلق سراح الأسرى بموجبها ، إلا أن تلك الدول لا تولى أسراها ادني اهتمام ،حتى إن الاحتلال يتذرع كثيراً لعدم إطلاق سراح الأسرى العرب بعدم موافقة حكوماتهم على استقبالهم على أراضيهم ،لذلك لا يبقيهم الاحتلال في سجونه ، والعجيب في الأمر أننا لم نسمع ولو لمرة واحدة من ينفى هذا الكلام أو يعلق عليه  من قبل المسئولين فى تلك الدول العربية ، وكان الأمر لا يعنيها ، مما سبب إحباط واثر بشكل سلبي على هؤلاء الأسرى ، وطالبوا اكثر من مرة بضرورة تدخ لحكوماتهم لإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال ،وخاصة الذين امضوا سنوات طويلة داخل السجون ، وكان الأسرى المصريين قد وجهوا رسالة إلى رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء(عمر سليمان) ناشدوه فيها العمل من اجل الإفراج عنهم ،مثمنين دور حكومتهم فى العمل لإتمام صفقة تبادل وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ، ولكن يجب عليهم تذكر أن هناك أيضاً اسري مصريين منذ سنوات طويلة ، مطالبين بتدخل الدبلوماسية المصرية ،  لإطلاق سراحهم .

 

إهمال طبي

 

وأوضح الأشقر بان الأسرى العرب يتعرضون لكافة الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين من إهمال طبي متعمد ، واقتحام للغرف والتفتيش العاري ،والعزل الانفرادي وغيرها من الممارسات اللاانسانية ، والتي تتعارض من ابسط القوانين الدولية ، ولكن اخطر ما يعانى من الأسرى العرب هو سياسة الموت البطئ بسب الإهمال الطبي حيث يعانى عدد منهم من أوضاع صحية قاسية ،ومنهم الأسير ( بشر المقت) الذي يعانى من مرض القلب وقد أجريت له عملية قسطرة فاشلة ، وحالته الصحية في تدهور مستمر ولا يتلقى علاج مناسب لحالته وترفض الإدارة إجراء علمية قلب مفتوح له،  حيث بدأ يعانى من نوبات قلبية وحالات فقدان للوعي ، وقد رفضت محاكم الاحتلال إطلاق سراحه نظراً لخطورة حالته ،حتى أنها لم تكلف نفسها الاطلاع على الملف الطبي للأسير مما يدلل على استهتار في التعامل مع الحالات المرضية داخل السجون .

 

كذلك يعانى الأسير المصري (عاطف قديح ) ومحكوم بالسجن لمدة 16سنة، ويتواجد في سجن نفحه، من فشل كلوي حاد، ويقوم بعلمية غسيل كلى مرتين شهرياً في مستشفى سوروكا، وهناك خطر شديد على حياته حيث لا يقوى على الحركة بمفرده ،ولا يمارس حياته إلا بمساعدة من زملائه الأسرى ولا يستطيع النوم من شده الألم، وقد وصلت حالته إلى هذا الحد نتيجة إهمال علاجه منذ أن عانى من ألام شديدة ولم يتلقى سوى المسكنات، إلى أن تبين إصابته بالفشل الكلوي المتأخر .

 

فيما يعانى الأسير السوري (صدقي المقت( من أوجاع مستمرة في الكبد والمعدة والعمود الفقري،

 

الأسير السعودي

 

واستغرب الأشقر عدم مطالبة الحكومة السعودية بالأسير السعودي (عبد الرحمن العطيوي) 37عاماً، خاصة انه أنهى مدة محكوميته منذ ما يزيد عن 3 سنوات ونصف ،وترفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحه بحجة عدم تعاونه مع ممثل الأمم المتحدة وعدم إعطاءه أي تفسير واضح لدخوله دولة الاحتلال، وكانت في السابق تتحجج بعدم موافقة أى دولة على استقباله ،

 

ويعتبر احتجاز الأسير " العطيوى" بعد انتهاء مده محكوميته غير قانونى ، حيث انه معتقل منذ مارس 2005 ،وأصدرت محكمة عسكرية حكماً عليه بالسجن لدة 3 شهور ، ومنذ ذلك الحين والاحتلال يرفض إطلاق سراحه .

 

واتهم العطيوى بدخول دولة الاحتلال بطريقة غير مشروعة ، وهو من سكان مدينة تبوك الحدودية مع الأردن و متزوج ولديه ابنه ،ولم تكشف سلطات الاحتلال عن وجوده في السجن منذ البداية ،وإنما اضطرت لذلك بعد أن تعرف عليه اسري فلسطينيين أثناء وجوده في إحدى المستشفيات الإسرائيلية المخصصة لعلاج الأسرى ، حيث كانت صحته قد تدهورت جراء إضرابه عن الطعام لمدة أسبوعين بعد تعرضه لظروف عزل قاسية وتحقيق أستمر لأشهر ،وقد اضرب الأسري عن الطعام عدة مرات مطالباً بإطلاق سراحه،و تعرض خلال فترة اعتقاله لاعتداءات من قبل السجانين والشرطة العسكرية أكثر من مرة ، حيث يتعاملون معه كأسرى تنظيم القاعدة ويبدون الكراهية الشديدة في التعامل معه .

 

قدامى العرب

 

وأشار تقرير الوزارة إلى أن عدد من الأسرى العرب امضوا فترات طويلة داخل السجون ، وأصبحوا يصنفون على قوائم الأسرى القدامى بل في قائمة عمداء الأسرى حيث امضي ثلاثة مهم ما يزيد عن 24 عاماً في السجون وهم الأسير السوري (بشر سليمان المقت ) ويعتبر عميد الأسرى العرب، والأسير السوري (صدقي سليمان المقت)، والأسير السوري (عاصم محمود الولى)، وكان الاحتلال قد أطلق سراح الأسير السوري ( سيطان نمر الولي ) بعد أن أمضى ثلاثة وعشرين عاماً في السجن ،والأسير الاردنى (سلطان العجلونى ) بعد أن امضي 18 عاماً في السجون

 

أهل من فلسطين

 

حرمان الأسرى العرب من الزيارة ، ومنعهم من الاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم، أو إرسال رسائل لهم، اوجد ما يعرف بالتبني لهؤلاء من قبل عائلات اسري فلسطينيين يشعرون بمعاناة هؤلاء الأسرى ومدى المرارة التي يعيشونها جراء حرمانهم من زيارة ذويهم ، حيث تقوم العائلات بتبني احد الأسرى العرب أو أكثر وتقوم بزيارته بشكل مستمر ،ويجلبون له ما يحتاج من أغراض وملابس كأبنائهم ، وتوفر لهم وزارة الأسرى حصة من أموال الكنتين ، ورواتب كالأسرى الفلسطينيين حيث تعتبرهم جزء من الحركة الأسيرة ، مما يجسد حالة من الأخوة تجاه هؤلاء الأبطال ، وتقديراً لتضحياتهم تجاه أهل فلسطين .

 

نداء عاجل

 

ووجهت وزارة الأسرى نداء عاجل إلى الحكومات العربية المعنية بضرورة العمل الجاد لإطلاق سراحهم أسراهم داخل سجون الاحتلال وعدم التخلي عنهم ، وعدم التقاعس عن إبراز قضيتهم على كافة المستويات ، وليعتبروا من قضية الجندي شاليط ،وكيف تعامل الاحتلال معها ،وجند كل العالم لخدمتها .

 

كما ناشدت وسائل الإعلام العربية بضرورة إبراز قضية الأسرى العرب ، وتسليط الضوء عليها ، حتى تبقى أولوية لدى الحكومات للعمل على إنهاؤها وإعادتهم إلى ديارهم سالمين .