خالد صادق
تداولت بعض المواقع الإخبارية أن الاحتلال الصهيوني بعث برسائل عبر الوسطاء الى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة « بأن الحديث عن التسهيلات المزعومة التي قدمتها سلطات الاحتلال مؤخرا الى قطاع غزة اقترن بنقل الوسطاء الدوليين جملة من الطلبات، أبرزها كفّ يد المقاومة في قطاع غزة عن مساندة المقاومة في الضفة المحتلة، وتحريض الداخل المحتل»، تحت طائلة «الردّ على العمليات التي تشهدها الضفة، في غزة، إذا ما ثَبُت وجود صلة في التخطيط» بين الساحتَين, ونقلت نفس المصادر رد الفصائل الفلسطينية المقاومة على الوسطاء بالقول «إن الفصائل نبّهت الوسطاء إلى أن «الوقائع التي أفرزتها معركة سيف القدس العام الماضي، ما زالت قائمة»، مُحذّرة من أن «أيّ تغيير ديموغرافي سيعمل الاحتلال على تدشينه في البلدة القديمة في القدس، أو في المسجد الأقصى، سيواجَه بموقف حازم من المقاومة في غزة», الاحتلال يقف على اطراف قدميه, ويستعد لمعركة قادمة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, يحاول من خلالها إرضاء اليمين الصهيوني المتنامي لدى الكيان, والذي ينتقد حكومة بينت المجرمة, ويطالب بتسليح المستوطنين كلهم بلا قيد او شرط, وقد نظم المستوطنون تظاهرات غاضبة ضد حكومة بينت وطالبوا بطرد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 48م, كما طالبوا بالرد على عملية الخضيرة بضرب فصائل المقاومة الفلسطينية, حتى السلطة لم تسلم من غضب المستوطنين الذين طالبوا بإنهاء وجودها في الضفة, والسيطرة الكاملة على ما اسموه «يهودا والسامرة», وتوعد الصهيوني المتطرف اتيمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى غداً الخميس لتفجير الأوضاع في القدس, فهو يريد ان ينغص على الفلسطينيين استقبالهم لشهر رمضان المعظم واحتفالهم كالمعتاد بالشهر الفضيل.
تصاعد وتيرة الاحداث في الأراضي المحتلة، والتطور في العمليات الفدائية ضد الاحتلال، يتزامن مع لقاءات دورية تجري بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي لتنسيق المواقف وتعزيز الجاهزية في الميدان لمواجهة كل الاحتمالات، وكيفية التغلب على المشكلات التي يواجهها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والحوار في التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة في ظل التحالفات العربية مع «إسرائيل» والتخلي عن نصرة القضية الفلسطينية، وفي تصريح صحفي صادر عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي قالتا فيه أنهما انهيا سلسلة لقاءات قيادية موسعة في جميع محافظات قطاع غزة, وشارك في اللقاءات القادة السياسيون للحركتين وقادة سرايا القدس وكتائب القسام وقادة التنظيم والمئات من الشخصيات والقيادات الحركية المختلفة, وتناولت اللقاءات هموم شعبنا وقضيتنا الوطنية وآليات تعزيز برنامج المقاومة وسبل تطوير العلاقات الثنائية وترسيخ العمل المشترك بين الحركتين باعتبارهما رأس حربة مشروع المقاومة جنباً إلى جنب مع فصائل المقاومة كافة وكل الوطنيين الأحرار, وستشكل الحركتان لجان عمل مشتركة في جميع المستويات وعاهدت الحركتان جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم على المضي في طريق المقاومة والوحدة وصولاً إلى تحقيق أهدافنا في التحرير والعودة بإذن الله تعالى», ومثل هذه اللقاءات ضرورية ومهمة وتأتي في مرحلة صعبة تمر بها القضية الفلسطينية, ومحاولات أمريكية عربية صهيونية محمومة للقضاء على المقاومة الفلسطينية وانهائها تماما, وهو الحلم الذي تحلم «إسرائيل» بتحقيقه عبر الوسطاء والامريكان والمجتمع الدولي, لكنه بالتأكيد سيبقى حلماً بعيد المنال بفضل حماس والجهاد الإسلامي لأنهما أمينتان على فلسطين, وامينتان على شعب فلسطين ومقدساتها.
مطالب الاحتلال بتقديم المزيد من التسهيلات لقطاع غزة في مقابل وقف ما اسموه «بالتحريض» ليس له معنى, فالمقاومة الفلسطينية امينة على كل فلسطين من نهرها الى بحرها, وطالما ان الاحتلال يعربد ويرتكب الجرائم ويتغول على شعبنا ويقمع اسرانا داخل السجون الصهيونية, وينتهك حرمة الأرض والمقدسات, فان المقاومة ستبقى حاضرة بقوة في الميدان, وستبقى دائما الدافع لشعبنا لتفجير براكين الغضب في وجه الاحتلال, والمحرك الرئيس لأي فعل مقاوم, والمساند الحقيقي لأسرانا وثوارنا وأبناء شعبنا الصامدين المرابطين والمستنفرين ضد الاحتلال, رسائل الاحتلال الصهيوني عبر الوسطاء التي وجهت للفصائل الفلسطينية تم الرد عليها بالمفهوم الذي يناسب الاحتلال وفق المعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية التي أسست لواقع جديد, وعلى الاحتلال الصهيوني ان يستسلم لهذا الواقع ويقبل بشروط المقاومة التي حددتها فيما يخص ما يحدث من انتهاكات لحرمة المسجد الأقصى المبارك, وما يحدث في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة من خلال تهجير الفلسطينيين منه, وما يحدث من انتهاكات بحق الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني يجبر الاحتلال على تغيير قواعده لأن المقاومة تكبر, وأداءها العسكري يتطور, وانتشارها يتسع شيئا فشيئا, وهذا بفضل الإنجازات التي حققتها المقاومة في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية.