خبر زر واحد فقط- يديعوت

الساعة 09:10 ص|22 ابريل 2009

بقلم: ايتان هابر

في دولة اسرائيل اطلع الجميع أمس على المشاهد من جنيف: جملة كبيرة واسعة من ممثلي الدول الاوروبية يغادرون القاعة عندما كان المستر احمدي نجاد يتحدث ويتفتف. العالم كله معنا. يا للروعة!

لسبب ما حين ابتهج كل الشعب الماكث في صهيون لمشهد الوفود التي تغادر القاعة، أنصت انا للتصفيق. احمدي نجاد لم يكن بأي حال من الاحوال وحيدا هناك. كان له هناك شركاء كثيرون. وربما كثيرون اكثر مما ينبغي.

الاستنتاج المنيع على التحمل: اكثر من دولة واحدة في العالم، اكثر من عشر، وليست جميعها اسلامية، مستعدة لان تؤيد إزالة دولة اسرائيل عن الخريطة. على خلفية يوم الكارثة أمس يوجد لهذه الاقوال معان تقشعر لها الابدان.

احمدي نجاد عاد او سيعود في الايام القريبة القادمة الى طهران، سيعقد اجتماعا لمقربيه ويقول لهم انه فوجىء ايجابيا: يوجد قدر كبير من الدول والمواطنين في العالم لن يبحثوا عن الورق لتجفيف دموعهم على ضياع دولة اسرائيل. على اية حال، اكثر بكثير مما ظن حتى هبوطه في جنيف.

 (مفهوم انهم سيقولون ان هذا خطأ: حقيقة ان مندوب سويسرا، مثلا، لم يخرج غاضبا من القاعة، لا تعني ان سويسرا تريد نهاية دولة اسرائيل. ولكن اسمحوا لي ان اذكركم بالسجل التاريخي لسويسرا من الحرب العالمية الثانية: فهي لم تمد حقا اليد للمقموعين والمضطهدين اليهود. لعل العكس هو الصحيح).

السيد احمدي نجاد في عودته اليوم الى طهران، يحق له بالتأكيد ان يستمد التشجيع الكبير مما يحصل: امريكا الحقيقية، تلك التي هددت "بأكله" وهو خافها جدا، تتدحرج نحو ايران بالكلام المعسول، وروسيا توجد عنده في جيبه الصغيرة.

في مثل هذا الوضع، حتى لو كان لا يزال لا يظهر على السطح، الا ان الخطر على دولة اسرائيل يتعاظم جدا. الاغراء شديد للضغط على الزر وازالة "وجع رأس" العالم منذ ستة عقود. فقط زر واحد يفصل بين المشكلة وحلها. ومن سيكون في حينه في نجدتنا؟

محق تماما بنيامين نتنياهو حين قال ويقول: نحن وحدنا. الامريكيون لن يحركوا ساكنا، الا اذا كان واضحا لهم بان الهدف الاساسي هو امريكا. في نظرنا، امريكا هي سند متهاون. اذا، مع من ومع ماذا بقينا؟

اليهود، وليس فقط، يميلون لكبت التهديدات والمصائب. فالايرانيون لن يتجرأوا – ويوجد لجميعنا الف تفسير في ان هذا لن يحصل. هراء. فرضية العمل الاساس يجب ان تكون بان هذا من شأنه ان يحصل وينبغي الاستعداد (قدر الامكان) للحرب في ساحة وفي توقيت لم نرغب فيهما. اذا لم يحصل، فحسن. واذا حصل لا سمح الله؟ فانه عندها كما يقال "الله اكبر".