خبر ما مستقبل الحوار الوطني المقرر استئنافه الأسبوع القادم؟

الساعة 05:55 ص|22 ابريل 2009

ما مستقبل الحوار الوطني المقرر استئنافه الأسبوع القادم؟

فصائل: الحوار غير مرهون بعلاقات خارجية ونحذر من فرض الأجندات

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

رغم ما يرشح عن تأزم العلاقات بين مصر (راعية الحوار الوطني ) وأطراف عدة سواء محلية أو إقليمية، فإن الفصائل الفلسطينية شددت على ضرورة ألا تؤثر هذه الأزمة على مستقبل الحوار الفلسطيني، الذي من المقرر أن يستأنف بعد أيام.

 

وتنظر الفصائل إلى الجولة القادمة من الحوار المرتقب انطلاقها في السادس والعشرين من نيسان/ ابريل الحالي- بعين من الأمل نظرا لأنها تعد الحاسمة مقارنة بجولات الحوار الأولى التي عقدت في 26 شباط/فبراير الماضي.

 

ورغم ما تبديه بعض الفصائل من تفاؤل حول إمكانية إحراز اتفاق خلال الجولة القادمة، إلا أن أطرافا أخرى تبدو وجهة نظرها عكس ذلك، مستندة في موقفها إلى "محاولة بعض الأطراف الفلسطينية فرض الأجندة الخارجية في حواراتها".

 

تعيقه قضايا

 

وقد تقرر تعليق أعمال الحوار الوطني الفلسطيني مرتين، الأولى بسبب انعقاد القمة العربية بالدوحة، والثاني بسبب تأزم الموقف بسبب القضايا العالقة.

 

وتعيق ثلاث قضايا أساسية هي "ملف الحكومة وبرنامج الانتخابات والأجهزة الأمنية"، تروس الحوار من الدوران، ولم تخف أطراف فلسطينية، حجم المعوقات التي تواجههم.

 

وسبق أن صرح د. محمود الزهار عضو وفد حركة حماس للحوار بأن "ملف الحوار الفلسطيني شهد تقدماً على صعيد عدة ملفات، فيما لا تزال ملفات أخرى عالقة بسبب آثارها الكبيرة التي قد تتركها إذا ما تم تجاوزها بصورة شكلية".

 

ويقول المتحدث باسم حماس فوزي برهوم لـ"الرسالة" الجولة الأخيرة يجب أن تحسم فيها قضايا مهمة كالحكومة وقد تكون الأكثر صعوبة"، مؤكدا أن الحوار الوطني  ليس مرتبط بعلاقات مصر بغيرها من الأطراف بقدر ما هو مرهون بالعلاقات الفلسطينية الداخلية.

 

وقال "ربما تهيئة الأجواء على المستوى العربي تكون ضرورية للحوار، لكن ليست الأساس..نحن نطمح إلى حالة فلسطينية قوية مثلما نطمح أيضا لحالة عربية قوية".

 

واعتبر برهوم أن حركة "فتح" فاقدة للمرونة أثناء الحوار، قائلا "من يأتي للحوار مكبلا بالاتفاقيات مع العدو، وليست لديه خيارات، يفتقد للمرونة ، وهذا هو موقف فتح"، مضيفا "حركة فتح فاقدة للمرونة السياسية في كل من القضايا المهمة كالحكومة برنامج الانتخابات والأجهزة الأمنية وهذا قد يجعل الحوار يراوح مكانه".

 

وشدد على أن الحوار ليس جولة، وإنما مسار قطعوا فيه شوطا لا بأس فيه، وقال "المشكلة تراكمية وحتى اللحظة الأجندة الخارجية لا تزال تطرح من قبل حركة فتح".

 

وبين أن مستوى التفاؤل لدى حركة حماس، مرهون بمدى رفض الأطراف للإملاءات الخارجية، كما يقول.

 

 في الوقت نفسه قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، إن المرحلة القادمة من الحوار الفلسطيني يجب ألا تكون بمثابة المرحلة الأخيرة، وأضاف "لا نظن أن المرحلة القادمة ستعني نهاية الحوار خاصة وأن الفلسطينيين تحركوا بشكل ايجابي تجاه القضايا العالقة ونتصور أن الحوار هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة والوصول لتوافق".

 

قطعت شوطا

 

وعبر عزام لـ"الرسالة" عن أمله بألا تؤثر توتر العلاقات بين مصر وحزب الله تحديدا على موضوع الحوار، لاسيما أن القاهرة قطعت شوطا  كبيرا في المرحلة الأخيرة خصوصا فيما يتعلق بملف الحوار.

 

وقال: "نحن واقعيون وندرك أن هناك قضايا عالقة وتحتاج إلى جهد كبير، لكن رغم الصعوبة لا يجوز الاستسلام، بل يجب الاستمرار في الجهود الرامية لرأب الصدع وتحقيق التوافق، لأن البديل عن ذلك سيكون خطيرا".

 

ويوافقه الرأي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، كايد الغول ، بقوله "الحوار يجب أن يكون منطلق من المصلحة الوطنية ويجب أن يكون في الأساس بالداخل وبعد ذلك يسند من الخارج".

 

وأشار الغول إلى أن رهن الحوار بالخارج سيؤدي على تعطيله، مؤكدا أن الانقسام العربي سبق وأن اثر على الحالة الفلسطينية .."لهذا يجب ألا يتوقف الحوار".

 

وقال "انطلاقا من الظروف الخطيرة التي يمر بها الشعب الفلسطيني يجب بذلك جهود حثيثة من أجل انجاز القضايا العالقة، وفي كل الأحوال يجب أن يستمر الحوار الوطني".

 

وأضاف الغول لـ"الرسالة" كلما تأجل الحوار وتعطل كلما ازدادت خيبة شعبنا بنا، كما سيفقد طرفي الانقسام (حماس- فتح) المصداقية لدى الشعب".

 

وشدد على ضرورة البحث عن القواسم الوطنية المشتركة وصياغة برنامج سياسي مشترك، لمواجهة الحكومة الإسرائيلية التي توقع أن تقدم على خطوات سياسية وعسكرية غير مسبوقة، "وإن الانقسام قد يكون أرضية خصبة لتنفيذ مثل هذه الخطوات".

 

وبين عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية أن الأمر ليس له علاقة بالتفاؤل من عدمه، "وإنما مرهون بمدى توفر النوايا الصادقة لدى جميع الأطراف".