خبر السكان المجاورون للبرك والمستنقعات المائية يشتكون حشرات الصيف المزعجة

الساعة 05:50 ص|22 ابريل 2009

السكان المجاورون للبرك والمستنقعات المائية يشتكون حشرات الصيف المزعجة

د.عبد ربه: البعوض حشرة خطيرة قد تسبب مشاكل صحية جلدية

م.أبو القمبز: مطلع أيار المقبل ستجفف البركة وترش بالمبيدات

فلسطين اليوم – صحيفة فلسطين

يقف الحاج محمد مهرة، صباح كل يوم أمام باب منزله عاجزاً عن عمل أي شيء، إزاء ذلك الزائر الكريه صيف كل عام، الذي لم تكفل 50 عاماً من مجاورته الاعتياد عليه لأنها "الإنسانية والآدمية".

 

وقف الحاج مهرة وهو في العقد السابع من عمره، لا يبعد سوى أمتار عن شباك البركة التي أخذت رائحة مياهها الراكدة بممارسة نشاطها السنوي كحاضن للبعوض وحشرات الصيف، غير متوان عن وصف الوضع في منطقته بـ " الكارثي".

 

للوهلة الأولى انفعل الحاج وقال بعصبية:" نحن نعيش في كارثة صحية نتيجة وجود البعوض، لا نستطيع العيش معها ليلاً أو نهاراً"، وأشار إلى أن أحفاده يصابون بالحساسية كل صيف نتيجة البعوض.

 

وتعد الفترة الزمنية الممتدة بين مطلع شهر أبريل/نيسان ونهاية آب/أغسطس من كل عام- الموسم السنوي لتكاثر وانتشار البعوض على البرك والمستنقعات المائية الضحلة، أسوأ أيام سكان المنطقة الشرقية لحي الشيخ رضوان في مدينة غزة، الذين يقطنون بجوار بركة "الشيخ رضوان" لتجميع مياه الأمطار والصرف الصحي.

 

ولا ينكر الحاج مهرة حقيقة قيام البلدية برش المستنقع المائي الذي تتجمع فيه الأمطار سنوياً، بالمبيدات، إلا أنها (البلدية) لم تعمل على تطهير المكان منذ فترة، بحسب مهرة.

 

وفي البيت المجاور له، حيث تقطن السيدة أم محمد مقاط، منذ 30 عاماً، وتمتلك عائلتها مشتلاً زراعياً يبعد عن "بركة الشيخ رضوان" عشرة أمتار فقط، فتقول إن طفلها الأصغر بات يعاني من أزمة صدرية نتيجة التلوث والرائحة الكريهة.

 

وأوضحت أنها تبدأ بإغلاق نوافذ منزلها قبل أن يصدح آذان المغرب لمنع "البعوض" من اختراق صفو جو منزلها ليلاً.

 

مخاطر صحية

 

يقاطع الشاب علي والدته ساخراً :" إن كانت المشكلة تكمن في الرائحة، فلا ضير في ذلك لأننا تعودنا عليها وألفناها، لكن المصيبة في عدم تأقلم الصبية الصغار والأطفال والرضع، هؤلاء الذين لا يملكون مناعة كافية لمقاومة لدغات البعوض التي تودي بهم أحياناً إلى المستشفى نتيجة الحساسية المفرطة"، مذكراً أن طفلاً مات قبل نحو ثلاث سنوات إثر سقوطه في البركة أثناء لعبه بجوارها في مثل هذه الأيام.

 

وقد أنشئت "بركة الشيخ رضوان" قبل نحو عشرين عاماً، وجرى توسيعها أكثر من مرة، بغرض استيعاب مياه الصرف الصحي (المجاري)، ومياه الأمطار، لتفادي غرق المنطقة المنخفضة عن سطح البحر.

 

ومن ناحية أخرى بين د.عبد الفتاح عبد ربه، خبير البيئة والمحاضر بالجامعة الإسلامية، أن هذه البركة أنشئت بهدف تجميع مياه الأمطار فقط, لكن ما لبث أن قام القائمون على الأمر بتوجيه مضخات نحوها " مما أدى إلى وجود كارثة صحية وبيئية"، حسب تعبيره.

 

وأوضح الباحث عبد ربه أن أهم المشاكل التي يواجهها ويعاني منها أهالي المنطقة هي حشرة البعوضة، خاصة في فصل الصيف، حيث تتسبب في بعض الأمراض مثل الطفح الجلدي والحساسية، مؤكداً أنها قد تسبب الملاريا في بعض البلدان .

 

وقال د.عبد ربه:" إن الوضع الاقتصادي و الاجتماعي لأهالي هذه المنطقة لم يسمح لهم بالتعرف على الطرق المختلفة للدغ البعوض وطرق الوقاية منها"، مبيناً " أن هناك عدة طرق لمكافحة البعوض، منها استخدام الأقراص الضوئية الكهربائية, أو الشبك البلاستيكي أو المعدني, أو من خلال نوع الطلاء المستخدم للجدران, بالإضافة إلى المبيدات الحشرية "ولكن هذه الطريقة لها مخاطر على صحة الإنسان" .

 

حلول مرتقبة

 

من جانبه أفاد مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة م.عبد الرحيم أبو القمبز، أن الهدف من إنشاء البركة هو "تجميع مياه الأمطار أثناء فصل الشتاء حتى لا تغرق المنطقة المنخفضة عن سواها من المناطق المجاورة"، مشيراً إلى أن تصريف مياه (المجاري) إلى ذات المستنقع سببه أيضاً انخفاض المنطقة، حيث لا يمكن دفع مياه الصرف الصحي الخارجة من منازل المواطنين إلا بعد تجميعها ومن ثم شفطها ميكانيكياً.

 

وقال م.أبو القمبز :"إن المياه التي لا تتبخر خلال فصل الصيف نعمل على شفطها وضخها في البحر حتى نمنع أي تواجد للبعوض و الحشرات".

 

وأكد المسئول في المجلس البلدي لغزة أنه وقبل بداية شهر آيار/مايو المقبل ستقوم البلدية بتخفيف البركة من المياه, لمنع تواجد الحشرات والبعوض، ملفتاً النظر إلى أن فرقاً متخصصة تعمل حالياً على رش كافة البرك والمستنقعات المائية بالمبيدات الحشرية.

 

ونوه م.أبو القمبز بأنهم يرحبون بأي جهة تقوم بمساعدة البلدية للتنسيق و التعاون معها في المحافظة على البيئة من التلوث ولحماية المواطنين من الأضرار.

 

وكانت وزارة الحكم المحلي قد قالت في وقت سابق: إنها تعاني من نقص بنسبة 20% في مادتي B.T.I، و "برمثرول"، المستخدمتين في مكافحة البعوض، غير أنها أوضحت أنها نسقت مؤخراً مع جمعية أصدقاء البيئة و"الأونروا"، لتوفير المواد الكيميائية المنوي استخدامها في حملة مكافحة البعوض للعام 2009.

 

هذا وتواجه لجنة مكافحة البعوض إشكالية في رش الأحواض الرملية الواقعة إلى جوار الحدود الشمالية والشرقية مع قطاع غزة، لعدم نجاح جميع محاولات التنسيق مع سلطات الاحتلال للوصول إلى هذه الأحواض.