خبر الاحتلال يشارف على حسم معركة القدس ولا إستراتيجية فلسطينية أو عربية لمواجهته

الساعة 05:30 ص|22 ابريل 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أكد باحثون وناشطون في الدفاع عن القدس ومواجهة الاستيطان ان ما تتعرض له المدينة المقدسة وعموم الأراضي الفلسطينية يقوض فرص إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس إذا ما تم التسليم بالواقع الحالي.

وأشاروا إلى ان الاحتلال يشارف على حسم معركة القدس قبل الانتهاء من وضع إستراتيجية لمواجهة ذلك على المستويين الفلسطيني والعربي.

ونوهوا خلال ندوة حول مدينة القدس نظمت ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية، إلى غياب مقومات الصمود والاختلال الحاد في المواجهة الجارية وعناصر الصمود لغير صالح أبناء القدس.

وشارك في الندوة التي نظمها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في نابلس، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وجامعة النجاح الوطنية، الدكتور اسحق جاد، مدير مركز أريج للدراسات التطبيقية، والنائب عن حركة "فتح" جهاد أبو زنيد، والدكتورة عصمت الشخشير، عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة في نابلس، وأم كامل الكرد التي سيطر المستوطنون على منزلها وطردها الاحتلال منه، وسعاد حجاوي، عضو اللجنة الثقافية في الاتحاد العام للمرأة.

واوضح جاد ان اسرائيل اتبعت منذ احتلال القدس سياسة تهويد تقوم على تهجير الفلسطينيين بالتوازي مع استقدام المزيد من المستوطنين للمدينة بغية احداث تغيير في التركيبة الديمغرافية، لافتا إلى سلسلة طويلة من الاجراءات والاعتداءات لجأت لها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لتحقيق هذه الغاية.

واشار إلى ان مساحة القدس بشقيها الغربي والشرقي (كما يفاد من خارطة كانت قدمتها اسرائيل اثر قرار التقسيم) 19 كم مربعا.

وقال: بعد احتلالها تمت زيادة مساحة القدس من 19 إلى 112 كم مربعا بعد ان اقتطع الاحتلال 18500 دونم من اراضي بيت لحم واستمر في تضخيم حدود القدس وزيادة مساحتها لتصبح لاحقا 246 كيلومترا مربعا.

ونوه إلى ان عمليات زيادة مساحة القدس ترمي للاخلال بالتركيبة السكانية عبر ضم تجمعات استيطانية يهودية للمدينة التي كان يغلب عليها الطابع الفلسطيني العربي.

وتابع: لم يمض وقت حتى استخدمت سلطات الاحتلال أسلوبا عكسيا لتوسعة المدينة، حيث باشرت عمليات اقتطاع لأجزاء منها وأخرجت العديد من التجمعات السكانية الفلسطينية الكثيفة من التبعية الادارية للقدس للتخلص منها دون ان تتنازل عن الأرض.

وتطرق جاد إلى سياسات الاحتلال التي شهدت خلال السنوات الماضية، والأشهر الأخير خصوصا، تصعيدا غير مسبوق، وأدت إلى الاخلال بالتركيبة السكانية للقدس (الادارية) حيث تراجعت نسبة الفلسطينيين، موضحا ان ذلك ترافق مع ضم العديد من المستوطنات والتجمعات الاستيطانية المقامة في محيط القدس.

وقال: بالتوازي مع اخراج نحو 80 الف فلسطيني من القدس عبر هذه الطريقة، فإن الاحتلال اضاف للمدينة نحو 100 الف يهودي، ما خفض نسبة الفلسطينيين إلى نحو 20%، وهو أمر تلاه الاعلان بعد مؤتمر انابوليس عن سلسلة من المشاريع الاستيطانية القاضية في مجملها بانشاء نحو 50 ألف وحدة استيطانية ستستوعب 200 ألف مستوطن جديد، ما سيهبط بنسبة الفلسطينيين إلى 15%.

ونوه إلى بعض ما يتعرض له سكان القدس من إجراءات لدفعهم على مغادرة المدينة، وما افضى له ذلك من كثافة سكانية تماثل تلك الموجودة في قطاع غزة (32 ألف نسمة للكيلومتر الواحد في البلدة القديمة، و 21 ألفا في شعفاط مثلا) ليخلص للقول: إن هذا يعني عمليا ان المكان لا يمكن ان يتحول إلى عاصمة للفلسطينيين اذا ما تم التسليم بما تبقى من القدس لإقامة عاصمتهم المنشودة فيها.

بدورها، قالت النائب أبو زنيد: كثير من القادة الفلسطينيين والعرب لا يدركون الواقع الحقيقي في القدس، موضحة ان "المدينة تتعرض منذ ستة أشهر لأشرس هجمة احتلالية من اجل فرض واقع جديد عليها".

واضافت: معركة القدس تشارف على نهايتها، ونحن لم ننته من وضع استراتيجية لانقاذ القدس.

واعتبرت ان "أحد أبرز المخاطر التي تتهدد سكان القدس مرتبط بغياب مقومات الصمود والبقاء امام الهجمة الاحتلالية التي تدفعهم للهجرة الطوعية، إلى جانب ما يتعرضون له من طرد قسري ومصادرة لممتلكاتهم"، لافتة إلى ان نصف سكان بعض الاحياء هجروا جراء ذلك.

واشارت إلى بعض الارقام التي تظهر ما طال ابسط مقومات العيش والبقاء في المدينة من تراجع، موضحة ان البطالة في القدس ارتفعت خلال السنوات الخمس الاخيرة بنسبة 24%، وكذلك معدلات الفقر، في وقت يدفع فيه سكان القدس ثلث اجور منازلهم للضرائب (ارنونا).

وأضافت: لقد أغلق العام الماضي ما مجموعه 86 محلا تجاريا في البلدة القديمة من القدس بسبب عجز اصحابها عن دفع ضريبة الأملاك (الارنونا).

ولفتت إلى جملة من المشاكل الاجتماعية نشأت بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال ضد سكان القدس في كافة الميادين، لاسيما ما يتعلق منها بانتشار المخدرات ومعدلات الطلاق وعدم توفر المدارس لآلاف الطلبة وتشتت آلاف الاسر التي يرفض الاحتلال جمع شملها.

وقالت أبو زنيد: هناك 15 ألف طلب لم شمل لعائلات مقدسية تنتظر في مكاتب وزارة الداخلية الاسرائيلية منذ 15 عاما.

وأشارت الشخشير إلى المخاطر الحقيقية التي تتهدد مدينة القدس، وما تتعرض له من اعتداءات وسياسات احتلالية لتبديد طابعها العربي وتهجير أهلها، ما يفرض وقفة عربية إستراتيجية لإفشال المساعي الإسرائيلية المتصاعدة.

ونوهت إلى انه "بينما يحرم الفلسطينيون من الوصول إلى القدس، فإن وزير المعارف الإسرائيلي اصدر قرارا يقضي بإلزام طلبة المدارس الإسرائيلية بزيارة القدس القديمة مرة واحدة سنويا"، لافتة إلى ان ذلك يندرج في إطار خطط الاحتلال تقويض عروبة المدينة وأسرلتها