خبر انتهاكات إسرائيل تتصاعد ضد الطواقم الطبية الفلسطينية

الساعة 03:59 م|21 ابريل 2009

فلسطين اليوم – رام الله

في الخامس من أبريل/نيسان الجاري، تلقى مركز إسعاف بيت أمر جنوب الخليل في الواحدة والنصف ليلا اتصالا من قبل طواقم نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية، يفيد وجود عامل فلسطيني مصاب، وعلى الفور توجهت سيارة إسعاف من المركز لاستلام الحالة، لكن كان هناك من اعترضها وقطع طريقها.

وأثناء محاولة الوصول إلى المصاب، أوقف جنود إسرائيليون السيارة وأجبروا السائق على النزول، وبدون أي سبب قاموا بضربه وقام أحدهم بإنزال ضابط الإسعاف من السيارة وطرحه أرضًا.

حادثة طاقم الإسعاف في بيت أمر، لم تكن الوحيدة فقد سجلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قائمة من الاعتداءات المتصاعدة ارتكبها جنود ومستوطنون إسرائيليون في حق طواقم الإسعاف الفلسطينية، وخاصة في مناطق الخليل والقرى التي تشهد مسيرات أسبوعية احتجاجا على التهام جدار الفصل لأراضيها.

وفي العاشر من أبريل/نيسان أيضا أصيب المتطوع في إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني مراد عميرة بثلاث قنابل غاز أطلقها جنود الاحتلال خلال قمع مسيرة في قرية نعلين غرب رام الله، وبعد حوالي ساعة أصيب زميله رشيد عمايرة بقنبلة غاز في قدمه.

وسجلت جمعية الهلال الأحمر في آخر الاعتداءات عليها، يوم الجمعة الماضي، إطلاق قنبلة غاز على مركز الإسعاف التابع لها في نعلين، مما ألحق أضرارا مادية به، وأعاق عمل الطواقم بداخله، وفي اليوم ذاته أطلق الجيش الإسرائيلي قنبلة غاز على سيارة إسعاف تابعة للجمعية وأصيبت السيارة بأضرار أيضا.

ولم يكن الجيش الإسرائيلي هو منفذ الانتهاكات فقط، بل شارك المستوطنون أيضا في مهاجمة سيارات إسعاف فلسطينية تقل مرضى، وهددوا حياة طواقمها ومرضاها، كما حدث في 11 أبريل/نيسان الجاري مع طاقم إسعاف كان ينقل مسنة مريضة إلى منزلها في البلدة القديمة بالخليل.

يفتقدون الحماية

ويؤكد مسؤول وحدة القانون الدولي الإنساني في الهلال الأحمر الفلسطيني معتصم عوض أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة وواضحة باستهداف الطواقم الطبية عامة، وفي منطقتي نعلين وبلعين بشكل خاص، مشيرا إلى أن الاعتداءات باتت تقع أسبوعيا في هاتين المنطقتين، مما أفقد طواقم الإسعاف الحماية المقرّة دوليا.

 

وتعد هذه الممارسات انتهاكا واضحًا لأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني العرفية والمكتوبة، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949، والمنطبقة قانونًا على الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب عوض.

وتوجب الاتفاقية على الاحتلال تسهيل الإجراءات التي تتخذ للبحث عن القتلى أو الجرحى، وغيرهم من الأشخاص المعرضين لخطر كبير ولحمايتهم من سوء المعاملة، وكذلك حماية الموظفين المكلفين بالبحث عن الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء النفاس، وجمعهم ونقلهم ومعالجتهم.

وحسب بيانات الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد تنوعت أشكال الاعتداءات على الطواقم الطبية بين إطلاق القنابل باتجاهها وضرب طواقمها وإعاقة حركتهم أثناء نقل المرضى خاصة عبر الحواجز.

أصعبها في القدس

ويوضح مسؤول وحدة القانون الدولي الإنساني للجزيرة نت أن أصعب العقبات التي تواجهها الطواقم الطبية تكمن في إعاقة مرور وتحويل المرضى إلى مستشفيات مدينة القدس، رغم حصول سيارة الإسعاف والسائق والمريض على تصاريح خاصة تتيح لهم ذلك.

ورغم وجود مستشفى تابع للهلال الأحمر الفلسطيني في القدس وعدد من سيارات الإسعاف، فإن مهماتهم تبدو غاية في الصعوبة رغم مذكرة التفاهم التي وقعت بين الهلال الأحمر ونجمة داود الحمراء لعام .2005

وتنص المذكرة على حرية مرور سيارات الإسعاف الفلسطينية وعدم إعاقتها واحترامها وحمايتها، وممارسة صلاحيات إسعاف المواطنين في القدس، ولكن لم يطبق من هذا إلا القليل، حسب الهلال الأحمر.

وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني قرابة 150 حالة عرقلة ومنع مرور لسيارات الإسعاف التابعة له منذ بداية العام، 95% منها وقعت على الحواجز المؤدية إلى القدس.