خبر من ديربان-1- الى ديربان-2-...! ..بقلم: نواف الزرو

الساعة 06:40 ص|21 ابريل 2009

من ديربان-1- الى ديربان-2- الذي من المبرمج ان يعقد اليوم الاثنين في جنيف، هي-هي -العنصرية الصهيونية بكافة مضامينها  وتطبيقاتها الجرائمية ضد الشعب الفلسطيني  هي المحور والموضوع..!.

 

ففي ذلك "المؤتمر الدولي ضد العنصرية" الذي عرف ب "مؤتمر ديربان-1-" في جنوب افريقيا، والذي عقد في 1/9/2001 وحتى 8/9/2001 ،احتشدت نحو ثلاثة آلاف هيئة مجتمع مدني لتصرخ بصوت واحد موحد "كفى للعنصرية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني"، والرسالة الجوهرية التي اطلقها المؤتمر آنذاك كانت"ان الصهيونية واللاسامية هما حركتان عنصريتان غذت احداهما الاخرى وان الشعب الفلسطيني دفع في نهاية الامر الثمن الباهظ"، واكد المؤتمر "ان انظمة عنصرية مثل اسرائيل وحركات عنصرية كالصهيونية محمية اكثر من ضحاياها..."، وفي المسودة الاولية "وصفت اسرائيل كدولة ولدت في الخطيئة واصبحت دولة ابرتهايد، والصهيونية وصفت كعنصرية، واشير الى أنه "لا تميز لكارثة الشعب اليهودي بالقياس الى كوارث مشابهة في العالم،  وبفضل المساعي الدبلوماسية لاسرائيل، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، جاء البيان الختامي اكثر اعتدالا.

 

كان من الممكن ان تهز نتائج ووصايا المؤتمر اركان المجتمع الدولي، لولا تلك التفجيرات الزلزالية التي وقعت ضد البرجين الامريكيين، وكأن تلك التفجيرات اعدت وجاءت خصيصا لتجهض ذلك المؤتمر الذي شكل اكبر واضخم تظاهرة  دعم للشعب الفلسطيني منذ عقود سبقت المؤتمر...!

 

 وانتقالا الى ديربان-2 في جنيف، ونظرا لنجاح ديربان-1- المناهض للعنصرية الصهيونية، وبعد ان اعلنت ليفني "أن إسرائيل قررت مقاطعة مؤتمر ديربان الثاني، الذي يعقد في جنيف لمكافحة العنصرية، أنه سيتحول إلى منصة للهجوم "اللاسامي"، لم تتأخر الادارة الامريكية عن تاييد"اسرائيل" واللحاق بها، اذ "أبلغ مسؤولون في الإدارة الأميركية زعماء اليهود الأميركيين بأن الولايات المتحدة قررت نهائياً مقاطعة مؤتمر ديربان الثاني لمناهضة العنصرية ما لم يتم إلغاء البند الوارد في بيانه الختامي والذي يتخذ موقفاً معادياً من إسرائيل" (وكالات- الأربعاء 15 / 4 / 2009).

 

ولحقت كندا بامريكا باعلانها مقاطعة المؤتمر، كما أعلنت إيطاليا"أنها لن تحضر مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية ما لم يتم التراجع عن صياغة الوثيقة الختامية التي تعتبرها معادية لإسرائيل" (الجزيرة- 3/6/2009)، وهددت استراليا بـ"مقاطعة مؤتمر للامم المتحدة عن العنصرية ما لم يتم التخلي عن صيغة بيان ختامي تعتبرها معادية لاسرائيل أو تغييرها بشكل جوهري" (رويترز- 13-3-2009)، وأعلن الفاتيكان من جهته أنه سيشارك في مؤتمر مناهضة العنصرية الذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف ، لكنه عبر عن أمله في تغيير صياغة الإعلان الختامي للمؤتمر الذي ترى بعض الدول الغربية أنه "معاد لإسرائيل" (الجزيرة- السبت 3/7/2009).

 

وما بين المؤتمرين، كانت انطلقت الأحد 3.2.2008 "الحملة ضد الابرتهايد في فلسطين" في سويتو ايضا في جنوب أفريقيا، واستمرت ما بين 3-19/2/2008، وذلك للسنة الرابعة على التوالي بهدف رفع الوعي بشأن سياسات"اسرائيل" العنصرية ولمناهضة نظام الفصل العنصري الكولونيالي الذي تقيمه اسرائيل في فلسطين، واشملت العديد من المحاضرات والمظاهرات والفعاليات الثقافية الاخرى في شتى المدن والجامعات في اوروبا، امريكا، كندا، جنوب افريقيا وفلسطين، بينما غابت الفعاليات عن العواصم والمدن العربية...!

 

ما يحملنا هنا الى ذلك القرار الاممي الذي كان ساوى ما بين الصهيونية والعنصرية، ففي العاشر من تشرين الثاني من العام 1975 كانت الامم المتحدة قد اتخذت انذاك قرارا بحق "اسرائيل " والحركة الصهيونية اعتبر تاريخيا انذاك اذ اعلن القرار: "ان الصهيونية هي شكل من اشكال العنصرية والتمييز العنصري " ...فكان ذلك القرار بمثابة صحوة انسانية اممية جامعة ضد اسرائيل كدولة احتلال وارهاب، وضد الحركة الصهيونية بمواصفاتها وممارساتها العنصرية .

 

  وفي هذه الايام يكون قد انقضى نحو اربعة وثلاثين عاما على ذلك القرارالتاريخي، الذي عادت الامم المتحدة بعد ذلك بنحوستة عشر عاما، لتتخذ قرارا جديدا في الاتجاه المعاكس تماما، حيث لحست قرارها السابق بقرار  جديد يلغيه ويقدم اعتذارا ضمنيا لاسرائيل عنه، ليتناغم القرار الجديد تماما مع القاعدة التي كان  دافيد بن غوريون قد ارساها بالنسبة للعلاقة مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي حيث قال جهارا نهارا وبمنتى الاحتقار للمنظمة الاممية: "بلا امم متحدة  بلا هوى" و"وان الامم المتحدة مقفرة فارغة لاقيمة لها" مثبتا القاعدة الاخرى التي حكمت  سلوك اسرائيل في علاقاتها مع المنظمة الدولية على مر العقود الماضية وهي "ليس مهما ما يقوله الاغيار وانما المهم ما يفعله اليهود على الأرض".

 

 رئيس اللجنة الدولية لاعادة الاعتبار للقرار 3397 المساوي بين العنصرية والصهيونية د. جورج جبور

بعث برسالة الى الامين العام للامم المتحدة ونحن على أبواب مؤتمر ديربان -2 ، طالب فيها بـ:" اعادة الاعتبار للقرار 3379"، مضيفا:"بما انه تم الغاء القرار المذكور بعد ستة عشر عاما أي في عام 1991 بقرار من سطر واحد من دون تعليل، وبما أن الممارسات الصهيونية العنصرية ما تزال مستمرة، وتتمثل حاليا ببناء جدار الفصل العنصري الذي ادانته محكمة العدل الدولية، واعلان يهودية الدولة، والتصريح بتهجير الفلسطينيين المقيمين في ارضهم، وما قامت به اسرائيل من تصفيات خلال حرب غزة الأخيرة، وكان هدف تصفية الشعب الفلسطيني واضحا، وبناء على كل ما تقدم، فاننا نتقدم اليكم طالبين العمل على تطبيق  الميثاق  المعاهدات الدولية ومعاهدات حقوق الانسان كافة والقانون الانساني الذي يرفض تماما اشكال العنصرية والتمييز العنصري كافة، وبالتالي اعادة  الاعتبار للقرار 3379 واعادة الاعتبار لقرارات الأمم المتحدة لردع أي شكل من أشكال العنصرية".

 

  ربما نكون على المستويين الفلسطيني والعربي في هذه الايام بحاجة كبيرة ملحة لاحياء وانعاش مضامين ورسالة مؤتمر ديربان-1- اكثر من اي وقت مضى...؟!

 

وكذلك "اعادة الاعتبار لقرار"الصهيونية حركة عنصرية"...!

 

وربما نكون بحاجة ملحة جدا ايضا لعولمة "الحملة ضد العنصرية الصهيونية" على اوسع نطاق ممكن ...!

 

وربما نكون كذلك بحاجة اشد الحاحية هنا ليقظة ومشاركة عربية في هذه الفعاليات الدولية ضد العنصرية الصهيونية، وخاصة على مستوى الكتاب والمثقفين والاعلاميين الفلسطينيين والعرب...؟!

 

* كاتب وباحث متخصص في الشؤون الإسرائيلية، يقيم في الأُردن. -