خبر فروانة: فصائل المقاومة لا تميز بين أسير فلسطيني وآخر عربي

الساعة 06:28 ص|21 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

أكد عبد الناصر فروانة الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى، أن الأسرى العرب هم جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، ويقدر الشعب الفلسطيني عالياً تضحياتهم ويحترم نضالاتهم ويثمن مواقفهم ويفخر بهم.

 

وأضاف بأن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لم تميز يوماً في صفقات التبادل التي أنجزتها ما بين أسير فلسطيني وآخر عربي، كما أن السلطة الوطنية هي الأخرى لم تميز ماضياً أوحاضراً في خدماتها المقدمة للأسرى بما فيها الرواتب الشهرية و'الكانتينا'، ما بين أسير وآخر بغض النظر عن جنسيته أو مكان إقامته، فيما تمكنت من إطلاق سراح 42 أسيرا من العرب والدوريات في إطار اتفاقية شرم الشيخ في سبتمبر 1999.

 

وأعرب فروانة، في تقرير بمناسبة "يوم الأسير العربي" الذي يصادف غداً الأربعاء الثاني والعشرين من نيسان / أبريل، عن أمله بأن يتمسك آسري شاليط بمنح البُعد العربي لصفقة التبادل التي يدور الحديث حولها، على أن تكفل إطلاق سراحهم لاسيما القدامى منهم، كتلك التي جرت عام 1985.

 

ونوه فروانة إلى أن هذا اليوم اعتقل فيه عميد الأسرى العرب الأسير المحرر سمير القنطار عام 1979، ليُعتمد هذا التاريخ لاحقاً على أجندة المناسبات الوطنية التي يحييها الشعب الفلسطيني، يوماً للوفاء لكافة الأشقاء الأسرى العرب من كافة الجنسيات العربية، الذين ناضلوا وضحوا وتخطوا الحدود من أجل حرية فلسطين وتحريرها باعتبارها قضية عربية إسلامية مقدسة، وتحرير أوطانهم من دنس الاحتلال الإسرائيلي، وليعيدوا القدس إلى الحضن العربي والإسلامي، فاعتقلوا  وأفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال، ومنهم من تحرروا بعد مضى عقود وسنوات من أعمارهم، فيما لا يزال العشرات منهم قابعين في غياهب سجون الاحتلال.

 

وحيا فروانة كافة الأسرى العرب المحررين أينما تواجدوا الآن، وفي مقدمتهم سمير القنطار وأنور ياسين من لبنان، وسلطان العجلوني وأمين الصانع من الأردن، وسيطان المقت من الجولان، وياسر المؤذن ومحمد عفيف من سوريا، وعلي البياتي من العراق وموسى نور من السودان وغيرهم الكثير الكثير .

 

وأوضح فروانة أنه يوجد الآن في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته المنتشرة على طول الوطن وعرضه العشرات من المعتقلين العرب من جنسيات مختلفة منهم  13 أسيرا من هضبة الجولان السورية المحتلة، وقرابة  30 أسيرا من الأردن وأسير سعودي واحد هو عبد الرحمن العطوي  وعشرات آخرين من السودان ومصر تجاوزوا الحدود لأسباب مختلفة.

 

وأكد فروانة أن من بين هؤلاء الأسرى العرب يوجد ثلاثة أسرى من هضبة الجولان السورية المحتلة مضى على اعتقالهم قرابة أربعة وعشرين عاماً ولازالوا في الأسر وهم: بشر سليمان المقت (43 عاماً)، وعاصم محمود الولي ( 41عاماً) وصدقي سليمان المقت (41 عاماً) وثلاثتهم معتقلين منذ أغسطس 1985، يحتلون على التوالي الأرقام ( 23-24-25 ) على قائمة قدامى الأسرى عموماً في سجون الإحتلال الإسرائيلي، فيما تسلم الأسير بشر المقت راية عميد الأسرى العرب من الأسير القنطار بعد تحرر الأخير ضمن صفقة التبادل منتصف تموز من العام الماضي .

 

وفي اتصال هاتفي مع نهال المقت شقيقة الأسيرين بشر وصدقي المقت أكدت  أن كافة أسرى الجولان محتجزين اليوم في سجن جلبوع، وأن أوضاعهم المعيشية والصحية والإعتقالية بشكل عام سيئة للغاية، كحال باقي الأسرى الفلسطينيين، ويتعرضون لنفس المعاملة القاسية واللاإنسانية والإجراءات التعسفية التي يتعرض لها الأسرى عموماً، بما فيها التضييق عليهم وعزلهم انفرادياً لفترات طويلة.

 

وأضافت أنه وفي أحياناً كثيرة فرضت عليهم إجراءات عقابية وتم عزل بعضهم انفرادياً بسبب نشاطهم داخل السجن أو لمجرد رأي أو كتابة مقال، وذكرت أنه ذات مرة تم عزل شقيقها  صدقي لفترة طويلة بسبب كتابته لمقال يمجد فيه المقاومة .

 

وأشار فروانة إلى أن إدارة السجون لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين معتقل وآخر، فالكل مستهدف، وبالتالي كان الأشقاء العرب دائماً هم جزء من مسيرة النضال المتواصل خلف الأسر وشاركوا بفاعلية في معارك الأمعاء الخاوية ضد إدارة السجون لانتزاع حقوقهم، كانوا دوماً جزء من مسيرة الدفاع عن كرامة وشموخ وكبرياء الأسير الفلسطيني والعربي خلف القضبان.

 

وفي هذا السياق قدموا تضحيات جسام، وعانوا السجن بمرارته وقساوته، بل أكثر من غيرهم نظراً لحرمان الغالبية العظمى منهم من زيارات الأهل فيما أسرى الجولان زياراتهم مقبولة أما الأردنيين فهي نادرة .

 

وبين أن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخلُ من الشهداء الأسرى العرب أمثال حسن سواركة من العريش وعمر شلبي من سوريا وهايل أبو زيد من الجولان، وصلاح عباس من العراق، وغيرهم الكثيرين، الذين امتزجت دمائهم بدماء أبو الفحم ومراغة والقاسم .

 

فيما لازال بعض المحررين منهم يعالجون في المستشفيات متأثيرين من أمراض خطيرة ورثوها عن السجون وتوابعها والتعذيب والإهمال الطبي أمثال الأسير العراقي علي البياتي الذي يعالج في أحد مشافي الأردن والأسير سيطان الولي الذي أفرج عنه في الثامن من شهر تموز/ يوليو الماضي نظراً لوضعه الصحي الخطير .

 

وأوضح أنه ونظرا لعدم سماح سلطات الإحتلال لذوي الأسرى العرب والدوريات بزيارتهم والالتقاء بهم، فلقد انتشرت ظاهرة التبني، تبني أمهات الأسرى الفلسطينيين، لأسرى الدوريات وأسرى عرب، والتعامل معهم كما يتعاملن بالضبط مع أبنائهن الأسرى .

 

وعن أبرز الإفراجات التي طالت الأسرى العرب وأسرى الدوريات خلال العقدين الأخيرين، ذكر فروانة بأن السلطة الوطنية أدرجت موضوع تحريرهم ضمن أولوياتها، شأنهم شأن باقي الأسرى الفلسطينيين، واستطاعت أن تطلق سراح 42  أسير منهم في اطار اتفاقية شرم الشيخ في سبتمبر 1999، ولكن إلى قطاع غزة لا إلى بلدانهم.

 

وأكد فروانة أن بعض الأسرى العرب استخدموا كرهائن وأوراق مساومة، وفي أحياناً كثيرة رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراح بعضهم بعد انقضاء مدة حكمهم واستمرت باحتجازهم كورقة ضغط على الفصائل التي ينتمون لها، أو محاولة لفتح خط اتصال وإقامة علاقات مع حكوماتهم، حتى وان لم تكن بشكل رسمي .

 

وذكر أنه وقياساً إلى أعداد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فان الأسرى العرب عموماً لا يشكلون نسبة تُذكر، لكن قياساً إلى أوضاعهم الإنسانية السيئة، وانقطاع الزيارات وكل وسائل التواصل فيما بينهم وبين ذويهم إلا ما ندر، والتقاعس الرسمي والشعبي في مساندتهم أحياناً وضعف التحرك السياسي والدبلوماسي تجاههم أحياناً أخرى، وتدني مستوى الإهتمام الإعلامي بهم إلى أدنى درجاته، وحجم التعتيم الإسرائيلي الكبير عليهم، فإنهم بحاجة لمزيد من الإهتمام على كافة المستويات، ومن واجب الأمة العربية عامة والجامعة العربية خاصة، احتضانهم ورعايتهم وإبراز معاناتهم والعمل على إطلاق سراحهم وتأمين عودتهم لذويهم وأوطانهم.