خبر ضابط إسرائيلي:عزلنا الشيخ ياسين لـ5 سنوات في قبو بلغت حرارته في الصيف 45 درجة

الساعة 05:48 ص|21 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

حديث مطول وموسع وصريح لصحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية، كشف ضابط الاستخبارات الرئيسي لمصلحة السجون الإسرائيلية سابقا تسفيكا سيلع وهو مستشار نفسي وعميد- بريغادير سابق في الشرطة، كشف النقاب عن انّه كان الاسرائيلي الوحيد الذي التقى الشيخ الشهيد احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ضمن لقاءات اسبوعية متتالية طيلة ثلاث سنوات.

يشار الى انّ الدولة العبرية لم يهدأ لها بال حتى نفذت عملية اغتيال للشيخ احمد ياسين، والذي بلغ من العمر الخامسة والستين وذلك بعد مغادرته مسجد المجمّع الاسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وادائه صلاة الفجر في الثاني والعشرين من شهر آذار (مارس) من العام 2004، حيث شنت مروحية صهيونية غارة جوية بثلاثة صواريخ استهدفت الشيخ ياسين وعددا من مرافقيه، وقد اشرف على هذه العملية رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ارييل شارون، وجراء هذه الجريمة استشهد الشيخ ياسين في لحظتها وجُرح اثنان من ابنائه في العملية، واستشهد معه سبعة من المواطنين ومن مرافقيه.

وقال سيلع للصحيفة الاسرائيلية انّ الشيخ ياسين تمتع بشخصية قوية جدا ويسيطر على ما يجري داخل السجون وخارجها، ويتابع: احتجزنا الشيخ ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جدا بل اذقناه الموت فحرمناه الزيارات، وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة، فيما ساد برد مرعب في الشتاء وامتنعنا عن تنظيف القبو، على حد تعبيره.

واكد الضابط الاسرائيلي على انّ الشيخ ياسين كان رجلا حكيما ونزيها جدا، وسادت بيننا حرب دماغية، وفي نهاية كل مواجهة دماغية بيننا كنا نعرف ان احدا سيموت اما في الجانب الفلسطيني او الاسرائيلي.

وساق قائلا للصحيفة: حينما كنت اقول له اوقفوا تفجير الحافلات وقتل النساء والاطفال كان يجيب: لدينا من نتعلم منه فقد اقمتم دولة بالقوة العسكرية ونحن نقتل اطفالكم ونساءكم من اجل بناء دولتنا، اما انتم فتفعلون ذلك من اجل الاحتلال، وقد انشأتم دولة وأنتم قذرون ومتلونون.

وكشف الضابط الاسرائيلي النقاب عن انّ الشيخ ياسين رفض اقتراحا اسرائيليا باطلاق سراحه مقابل الكشف عن جثة الجندي الاسرائيلي ايلان سعدون الذي تم اسره وقتله ولم يعرف مكان دفن جثته. وزاد قائلا: وقال لي ذات مرة: انت تعرف مدى قسوة شروط اسري واشتياقي للحرية ولا يوجد احد في العالم مطلع على الحقيقة مثلك، وتعرف حجم اشواقي الى احفادي ومحبتي لهم، وحلمي بشم رائحتهم ولكن الاقتراح بمبادلتي بجثمان مهين ومرفوض.

وأردف الشيخ ياسين، وفق الضابط الاسرائيلي: سأعطيك الجثمان لانك تطلب ذلك فنحن ندرك وجع العائلة، ولكن عدني الا تطلق سراحي مقابل جثمان الجندي، ثم هل تعدني في حال مت داخل السجن بان تبلغ عائلتي كم كنت مشتاقا اليهم واحبهم.

وردا على سؤال الصحيفة نفى الضابط سيلع ان تكون المعلومات حول مكان دفن جثمان الجندي سعدون في النقب قد صدرت عن الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات.

كما تطرق الضابط الاسرائيلي الى عميد الاسرى اللبنانيين السابق في السجون الاسرائيلية، سمير القنطار، واكد على انّه التقى الأسير المحرر سمير القنطار داخل سجنه، مشيرا الى انّ الدولة العبرية حاكت له تهما بقتل طفلة خلال عملية نهاريا عام 1979 لافتا الى انّ هذا مجرد هراء واسطورة، فقد بحثت الموضوع معه واكد لي انه لم يفعل ذلك وانا اصدقه، فحينما اصيب ببطنه بثلاث رصاصات كان بعيدا عن مكان الطفلة المقتولة بحجر داخل الزورق، على حد تعبيره.

جدير بالذكر انّه اطلق سراح الشيخ ياسين في فجر يوم الاربعاء 1/10/1997 وابعد الى الاردن بعد ثمانية اعوام ونصف العام من الاعتقال، بتدخل شخصي من العاهل الاردني الراحل الملك حسين بن طلال. وكانت عملية فاشلة قام بها الموساد لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عاصمة الاردن عمان اثارت غضب الحسين الذي طالب بالافراج عن الشيخ مقابل اطلاق عميلي الموساد الاسرائيليين اللذين اوقفا في الاردن.