خبر بيت لاهيا: مواطنو السيفا يشعرون بعزلتهم عن العالم بعد انتهاء الحرب

الساعة 05:49 ص|20 ابريل 2009

فلسطين اليوم : خليل الشيخ

بعد أن هدأت حركة الوفود المتضامنة مع السكان المتضررين جراء الحرب في منطقة السيفا أقصى شمال بيت لاهيا، يشعر مواطنوها القلائل بأنهم معزولون عن العالم.

"تمر الأيام تلو الأيام ولا أحد يصل إلى هنا، لتفقد أحوال المزارعين وسكان المنطقة الذين يعيشون عند مسافة قريبة من قوات الاحتلال"، هكذا بدأ المواطن أبو حسن سالم (40 عاماً) حديثه عن أوضاع منطقة السيفا الواقعة عند السياج الحدودي شمالاً وشاطئ البحر غرباً.

وقال: هذه المنطقة نائية وبعيدة عن حركة المواصلات، مشيراً إلى أن الناس فيها يشعرون وكأنهم أقرب إلى إسرائيل منه إلى غزة.

وأدت الحرب الأخيرة على غزة إلى تدمير الكثير من المنازل وتجريف المزارع، ما دفع بوفود المتضامنين والباحثين عن حصر الأضرار إلى زيارة المكان، لكن بعد ذلك انتهى كل شيء ولم يعد أحد يأتي.

وأضاف سالم الذي يمتلك قطعة أرض صغيرة ويسكن مع أسرته المكونة من سبعة أفراد في منزل تعرض لأضرار جزئية: يعيش في تلك المنطقة نحو ثلاثة آلاف نسمة يعملون في مجال الزراعة، موضحاً أنهم يضطرون للسير مسافات طويلة وصولاً إلى مقاصدهم.

وتكاد الطريق المؤدية لمنطقة السيفا تخلو من المركبات لكنها تضج بعشرات المواطنين الذين يسيرون وآخرين يستقلون عربات كارو.

يقول المواطن سالم: تفتقر المنطقة إلى أي مركز صحي لتقديم خدمات الرعاية الأولية ما يضطر المواطنين إلى حمل أبنائهم المرضى والتوجه بهم إلى أقرب عيادة في منطقة القرعة الخامسة، وهي بعيدة نسبياً عن منطقة سكناهم، مؤكداً حاجتهم لإقامة عيادات مؤقتة أو على الأقل تنفيذ أيام عمل طبية.

وأضاف: في الفترات السابقة كان المواطنون يستخدمون المركبات في تنقلهم، لكن بعد أن دمرت قوات الاحتلال الطرق خلال الحرب لم يعد مكان لهذه المركبات في المنطقة.

معاناة هؤلاء المواطنين لا تقتصر فقط على أزمة المواصلات والنقص في الخدمات الطبية بل يضيق بهم الحال كلما سمعوا صوت تحركات للآليات الإسرائيلية أو إطلاق نار من قبل الزوارق الحربية التي لا تفارق البحر.

يقول المواطن سليمان أبو حليمة (48 عاماً): أسكن في منزل يقع في محيط مستوطنة "دوغيت" المدمرة وسط حقول زراعية، مشيراً إلى أن تلك المنطقة صارت هدفاً للأعيرة النارية التي تطلقها الزوارق.

وغالباً ما تستهدف قوات الاحتلال قوارب الصيادين أو تجمعاتهم عند الشاطئ لكن الأعيرة النارية تصل إلى اليابسة ومنازل السكان في منطقتي السيفا والعطاطرة.

وأضاف أبو حليمة الذي تأثر من أضرار لحقت بمنزله ومزرعته أثناء الحرب: لا تسمح الظروف الأمنية التي تسود هنا ليلاً بالتنقل بحرية، بسبب توقعات بدخول قوات خاصة إسرائيلية أو تكثيف إطلاق النار، ما يفاقم شعورنا بالخوف والقلق وخصوصاً في الساعات المبكرة من الفجر.

وقال: نشعر وكأننا نعيش في مكان منعزل عن العالم، ونواجه مصاعب كبيرة في التنقل والعمل بحرية.

وتابع: لدي خمسة أبناء يتعلمون في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وهم يذهبون كل صباح إلى المدرسة سيراً لمسافة طويلة جداً، مشيراً إلى أن ذلك يزيد من معاناتهم.

أما المواطن أبو خالد عبد الدايم (53 عاماً)، الذي فقد منزله واضطر للسكن في منزل أحد أقربائه فقال: هنا الليل يختلف عن النهار ففي ساعات الليل يزداد الخوف والقلق وينتاب الناس شعور بعدم الأمان على حياتهم، لا سيما ان شهدت المنطقة إطلاق نار سواء من الزوارق أو الآليات.

وأوضح: أما في ساعات النهار فالمعاناة تختلف وتتحول إلى نقص في جميع المتطلبات الأساسية للعيش الكريم، من العمل والتنقل وتلقي الخدمات الصحية.

وأكد هؤلاء المواطنون أنهم سيواصلون العيش في منطقة السيفا مهما كانت ظروفهم قاسية ومهما بلغت الأزمة وضاق بهم الحال، على أمل أن تتغير إلى أحسن منها.